وارد جدًا أن تتعرى امرأة أمام عدسات المصورين، ربما في وجه من الوجوه تعشق أن يتغنى الآخر بجمال جسدها الأنثوي.
دونالد ترامب وزوجته سيكونان في حال وصول ترامب إلى رئاسة أمريكا، الصورة الأكثر جلاء ووضوحا للسياسة الأمريكية بعيدًا عن اللف والدوران
وارد أيضًا أن تمارس حريتها التي يكفلها لها القانون، لتسعد هذه الفاتنة العالم البشري البائس الغارق في الدم.
اقرأ/ي أيضًا: ترامب وبوتين..أكثر من مجرد إعجاب
قد نختلف مع ذلك أو نتفق، قد نعتبره ابتذالًا للجسد الأنثوي وترخيصًا له أو نعتبرها إحدى حريات الإنسان الأساسية ولكن الأمر في النهاية يمكن أن يأخذ أبعادًا مختلفة حسب مكانة الأنثى موضوع الصورة العارية، فبالنسبة للنساء العاديات وحتى مشاهير السينما والفن هو أمر طبيعي، لكن الأمر مختلف تمامًا عندما تكون "الأنثى العارية" زوجة رئيس محتمل لرئاسة القوة الكبرى التي تحكم عالمنا اليوم.
ميلانيا ترامب، زوجة مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة أمريكا تشعل مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
كيف لا تشعلها! وميلانيا ربما تصبح بعد قليل السيدة الأولى المحتملة للولايات المتحدة. هذه السيدة الأولى تتعرى أمام الأمريكيين وأمام العالم، صحيح أن ذلك كان قبل عشرين عامًا واليوم يعاد نشره لأغراض انتخابية قذرة، لكن ذلك لا يهم فجسدها الرشيق البديع الجميل الغض يظهر بكل تفاصيله التي كان عليها أيام الصبا. صحيح أن ميلانيا اليوم في الـ 46 من عمرها لكنها لا تزال جذابة وتبدو صورها مثيرة للشهوة، وهذه الرسالة على الأقل هي ما حرصت على إيصاله صحيفة "نيويورك بوست" صاحبة السبق من نشر تلك الصورة لزوجة ترامب.
الصحيفة خصصت عددين لنشر صور زوجة ترامب وهي عارية، وجعلت موضوعها عنوان الغلاف ليومين متتالين نجد في العدد الثاني صور لـ"السيدة الأولى" ميلانيا ترامب بطولها الفارع عارية تمامًا إلا من نجوم صغيرة تخفي حلمتي ثدييها بنجمتين وكتب بجانب الصورة "المكتب الشهواني" كتحريف لفظي لاسم "المكتب البيضاوي" الرئاسي، وفي الغلاف الآخر صورة "ميلانيا ترامب" الفاتنة على سرير العشق تجمعها مع إحدى الموديلات الحسناوات جلسة "جنس مثلي" "سحاق" تم أخذ الصورة خلال جلسة تصوير في العام 1996 لصالح مجلة ماكس الفرنسية الخاصة بالرجال ولكن لم تنشر كل صور ميلانيا حينها.
ليست المشكلة في تاريخ زوجة ترامب "العاري" فهي مهنة اختارتها ولها الحق في ذلك، وليست المشكلة في تشجيعها على الجنس المثلي السحاقي بين النساء فكثير من القوانين الأوروبية والغربية تعتبره جزءًا "من الحرية الشخصية" للإنسان، وليست المشكلة في تعامل وسائل الاعلام المعادية لترامب التي سعت لإظهار زوجته كـ"مومس" أكثر من كونها "موديل".
اقرأ/ي أيضًا: الجولاني ينفصل عن القاعدة، إلى أين؟
كل ذلك ليس مشكلة حقًا، لكن المشكلة أن هذه الصور تحرج "السياسة" الأمريكية بأكملها، لأنها تجسد حقيقة الولايات المتحدة بعيدًا عن الزيف والخداع. هي باختصار امرأة عارية لا تمانع من أخذ اللقطات التي يطلبها المخرج حتى لو تطلب منها الأمر أن تكون نموذجًا لكل أنواع الشذوذ المهم في النهاية أن تكسب النقود.
لنتذكر فضيحة الرئيس الأمريكي جون كينيدي مع الساحرة الجميلة مارلين مونرو، هذه الفضيحة التي أطلقت المخيال الشعبي لعلاقة رئيس بفنانة استعراضية تماما كقصص ألف ليلة وليلة عندما يعشق الملك جارية هذه الصورة التي تلهب الخيال وتطلق العنان لشهواتنا.
وعلينا ألا ننسى تفاصيل الفضيحة الجنسية الشهيرة للرئيس الأمريكي بيل كلينتون، زوج هيلاري كلينتون وهي منافسة ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، مع موظفة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي التي دارت مغامرتهما الجنسية داخل أروقة البيت الأبيض ومنها عرفنا أن أغلب الممارسة الجنسية بينهما كان عبر الجنس "الفموي"، هذه القصص التي ألهبت خيال سكان المعمورة وحاولوا عبثًا البحث عن صور جنسية لهما لكن عبثًا، لم يظهر من هذه الفضيحة إلا فستان مونيكا وعليه آثار السائل المنوي لبيل كلينون.
طبيعي أن القصص الجنسية تثير الشهوة في الكائن البشري وحولها تدور قصص الشرف والخيانة، قصص المغامرات والانحطاط، ففي عالم الجنس المثير للتناقضات هناك خيط واه يرتبط مباشرة مع عالم الجريمة، لنتذكر أن قاتل مارلين مونرو في أحد السيناريوهات التي حاولت تفسير مقتلها الغامض -كمقتل جون كيندي نفسه- هو السيناتور "روبرت كيندي" الشهير باسم "بوبي" الذي أصدر أمر اغتيالها عبر حقنة قاتلة، لإخفاء العلاقة الجنسية مع ابن العائلة جون كينيدي.
لو فاز ترامب، ستكون السياسة الأمريكية على الهواء مباشرة، عارية كجسد ميلانيا ومجنونة معتوهة كدونالد ترامب الأحمق
كل ذلك حدث ولكن صور ميلانيا الفتاة السلوفينية الفاتنة التي تعرف عليها مرشح الرئاسة الأمريكية المعتوه دونالد ترامب في أحد أسابيع الموضة عام 1998 وتزوجها في العام 2005 شيء مختلف، لدينا اليوم صور لجسد "السيدة الأولى"، وهل هناك صورة أجمل من رؤيتك لهكذا شخصية عارية أمامك، طبعا حدث كهذا في الشرق كان سيقتضي من المرشح "إن كان هناك مرشح طبعًا" أن يدافع عن شرفه ويذبح زوجته، لكن في السياسة الأمريكية يمكن لخصوم ترامب أن يستغلوا الصور بين الناخبين من المسيحيين المحافظيين، ولكن يمكن لترامب أن يظهرها ضمن حملته كعلامة مشرقة لرئيس لا يضيره أن يتزوج من امرأة حرة في التعبير عن شقها للحرية عبر جسدها العاري.
وبين ترامب وخصومه وخلافهم حول صور زوجته "العارية" تتجلى البراغماتية الأمريكية على حقيقتها ولا أخلاقيتها، فهذه البراغماتية تتيح فضح المشاهير بالقانون لأنهم شخصيات اعتبارية وملك للجمهور ولا تتوانى عن نشر صور عارية لامرأة يعرف العالم كله تاريخها وعلاقتها مع عالم الموضة وهي أساسًا لم تكن تتحرج من ذلك، ولكن أهم ما في الأمر أن السياسة الأمريكية اللاأخلاقية تقف اليوم عارية أمام شاشات الأجهزة المحمولة التي أصبحت جزءًا "عضويا" من جسد الإنسان.
وإن كنت أظن وليس كل الظن إثم، أن دونالد ترامب مجرد مهرج لرئاسة الإمبراطورية العالمية التي تحكم العالم تم وضعه لتسلية الجمهور الأمريكي في انتخابات تبلغ تكاليف مسرحياتها الخطابية للمرشحين قرابة 6 بلايين دولار أمريكي. ولكني أتمنى أن يكون ترامب هو الرئيس الأمريكي المعتوه والمجنون والمهرج، لإمبراطورية "العري" و"الوجبات السريعة".
ليست السيدة الأولى المحتملة هي التي تعرت قبل عشرين عامًا، لا أبدًا. من سيتعرى في حال فوز دونالد ترامب هي السياسة الأمريكية، لأن جسد ميلانيا، هذه الجميلة السلوفينية، أطهر وأشرف بكثير من السياسة الأمريكية.
حتى لو فازت هيلاري كلينتون فإن من سيفوز هو النفاق. نعم النفاق والكذب الذي تجلى بكل وضوحه وعبثيته من تعاملها مع قضية زوجها بيل كلينتون حيث كانت تعرف كل تفاصيل حياته وتتظاهر أمام وسائل الاعلام بأن "بيل يكذب عليها" وبيل هو الرئيس الذي لم يكن يسرق من ساعات العمل دقائق ليمارس الجنس "الفموي" مع مونيكا لوينسكي، بل كان في الحقيقة يمارس الجنس "الفموي" مع العالم أجمع بالكذب الخارج من فمه لإخفاء حقيقة النوايا الأمريكية. أليس كل بلد نعق عليه الساسة الأمريكيون بأنهم يريدون له "الحرية والديمقراطية صار "خرابًا يبابًا" وغابة ينهش أبناؤه لحم بعض ويسكرون على دماء إخوتهم ومستنقعًا لكل حثالات هذا الكوكب المشؤوم.
أظن أن دونالد ترامب وزوجته سيكونان في حال وصول ترامب إلى رئاسة أمريكا، الصورة الأكثر جلاء ووضوحا للسياسة الأمريكية بعيدًا عن اللف والدوران، ستكون السياسة الأمريكية على الهواء مباشرة، عارية كجسد ميلانيا ومجنونة معتوهة كدونالد ترامب الأحمق.
اقرأ/ي أيضًا: