انتهت بشكل رسمي إحدى أجمل القصص في تاريخ كرة القدم، حكاية ثنائيّة مذهلة ربطت ميسي ببرشلونة وبرشلونة بميسي، حدث ذلك بعدما أعلن النادي الكاتالوني مساء الخميس رحيل النجم الأرجنتيني عن الفريق.
قبل 17 عامًا ظهر ميسي لأوّل مرّة بقميص برشلونة، كان هذا بتاريخ 16 تشرين الأوّل/أكتوبر 2004 وأمام الجار إسبانيول، من وقتها ألَف الجميع النادي الكاتالوني بتواجد ميسي، وبالنسبة للكثيرين، يوجد برشلونة دون ميسي، ولا معنى لميسي دون برشلونة.
مرّت السنوات التي اكتست لون الذهب، وحقّق فيها برشلونة كلّ ما هو ممكن، النجم الأرجنتيني قاد فريقه لتحقيق دوري أبطال أوروبا في أربع مناسبات، وعشرة ألقاب دوري إسباني، وثلاثة ألقاب كأس العالم للأندية، وسبعة نسخ من كأس ملك إسبانيا، وثلاث نسخ من كأس السوبر الأوروبي، وثمانية ألقاب من كأس السوبر الإسباني، لقد نال ميسي مع برشلونة 35 لقبًا، وهو أكثر لاعب في التاريخ يفعل ذلك مع النادي الكاتالوني.
توّج ميسي مع برشلونة بكل ما هو ممكن في عالم كرة القدم، ونال جائزة الكرة الذهبيّة ستّ مرّات
ربّما يجوز القول أن برشلونة نال مع ليونيل ميسي 35 لقبًا، فالنجم الأرجنتيني في هذه الفترة الذهبيّة كان مفتاحًا للنصر، لقد توّج هدّافًا للدوري الإسباني في سبع مناسبات، ونال خمس مرّات جائزة الحذاء الذهبي الخاصّة بالأكثر تهديفًا في القارّة العجوز، كذلك حاز على جائزة الكرة الذهبيّة ستّ مرّات، وهو بالطبع أكثر لاعب في التاريخ نال هذه الجائزة.
لم يكن قرار رحيل ميسي وليد اللحظة، النجم الأرجنتيني اعترض كثيرًا على إدارة برشلونة السابقة بقيادة بارتوميو، وفجّر العام الماضي قنبلة حينما أعلن عدم رغبته إكمال عقده مع النادي الكاتالوني، وقتها صعق هذا الخبر الأوساط الكاتالونيّة، وانتهت الحكاية بتصريح في مقابلة شهيرة لليونيل ميسي مع موقع جول، أكّد خلالها أن بارتوميو لم يحافظ على كلمته، وأعلن استمراره مع برشلونة، حينها ظنّ الكثيرون أن مسلسل الرعب بالنسبة لعشّاق البارسا قد انتهى، لكنّ ذلك لم يكن صحيحًا.
اقرأ/ي أيضًا: بين الرمزية السياسية وإرادة الأغلبية.. هل تعيد الديمقراطية كبرياء برشلونة؟
بعد قدوم خوان لابورتا إلى سدّة الرئاسة الكاتالونية، تحسّنت العلاقة بين ميسي والنادي من مفهومه الإداري، وبيّنت التطورات في الأسابيع الماضية أن ميسي باق مع برشلونة، الكثير تحدّث عن عقد طويل الأمد بين النجم الأرجنتيني وبرشلونة، عقد يضمن تواجده داخل أسوار القلعة الكاتالونيّة حتّى بعد اعتزاله، كذلك سرت أنباء عن قبول ميسي تجديد عقده بمبلغ يقارب نصف مرتّبه السابق، لكنّ المشكلة الأساسيّة لم تكن ماديّة فقط، لم يعد برشلونة قادرًا على إقناع ميسي بمشروعه الكروي، فإلى متى سيبقى ميسي اليد الوحيدة التي تصفّق في الكامب نو..
بعد تتويج ميسي مع منتخب الأرجنتين بلقب كوبا أمريكا، عادت الروح المعنويّة العالية لميسي، الأخير لم يسبق له أن نال بطولة مع التانغو، عانى في كلّ مسيرته من مقارنة مستواه بين برشلونة والأرجنتين، وحينما ضاعت بوصلة الألقاب عن برشلونة، أتى تتويج الأرجنتين في وقت مثاليّ للغاية بالنسبة للبرغوث، لقد آمن بنفسه مجدّدًا، وعادت دموع الفرح تنساب في وجنتيه.
ترقّب ميسي نفسه موعده الخميس مع إدارة برشلونة، في هذا الاجتماع يطمح النجم الأرجنتيني إلى الوصول لاتفاق يكمل فيه مسيرته مع بيته الحقيقي، كذلك ظنّت الإدارة أنّ الاجتماع سيكون روتينيًّا وسينتهي بكسب توقيع النجم الأرجنتيني، لكنّ الصدمة الحقيقية حصلت بعد نهاية هذا الاجتماع، والذي انتهى بإعلان الفِراق بين برشلونة وقلبها النابض.
لم يصدر رسميًا سوى بيان من إدارة نادي برشلونة، أعلنت فيه أن الظروف الماليّة للنادي لن تسمح بإكمال مسيرة ميسي مع برشلونة، حيث أكّدت نيّة الطرفين من أجل إتمام التعاقد كانت واضحة، لكنّ الظروف حالت دون ذلك، وأسِف النادي في البيان على حدوث ذلك، وشرحت بأن "رغبة اللاعب والنادي لن تتحقّق في النهاية"، وشكرت في ختام البيان ليونيل ميسي، وتمنّت له التوفيق في مستقبله المهني وحياته الشخصيّة.
هو فراق لم يتوقّع أحدٌ أن يحدث، لكنّه حصل في النهاية، سيلبس ميسي قميصًا آخر لنادٍ غير برشلونة، وسيظهر برشلونة دون ليونيل ميسي، سيخسر النادي الكاتالوني عشرات الملايين من مشجّعيه حول العالم، أكثرهم أصبح عاشقًا لبرشلونة بسبب ميسي، كذلك سيكون الدوري الإسباني أكثر الخاسرين، خفّف من قساوة رحيل كريستيانو رونالدو عن الليغا تواجد ليونيل ميسي، سيرحل ميسي خارج الدوري الإسباني غالبًا، وخسائر العقود التلفزيونيّة ستصل لعشرات الملايين إن لم تكن بالمئات.
اقرأ/ي أيضًا:
بارتوميو لم يحافظ على كلمته.. ميسي يُنهي كابوس عشاق البارسا ويهاجم رئيس النادي
فعلها ميسي أخيرًا.. الأرجنتين تهزم البرازيل في عقر دارها وتتوّج بكوبا أمريكا