توجهت أنظار محبي الكرة الإيطالية إلى استاد جوسيبي ميازا في مدينة ميلانو، لمتابعة قمة الجولة التاسعة من الدوري الإيطالي لكرة القدم، والديربي الأشهر في إيطاليا، وربما في العالم، حيث يلتقي فريقا المدينة إنتر ميلانو وأي سي ميلان. ميلانو، المدينة الإيطالية الشمالية، والوحيدة في أوروبا التي فاز فريقان منها بدوري أبطال أوروبا، استضافت " ديربي الغضب" المعروف على الدوام بالإثارة والندية والشغف مهما كانت الظروف.
فشل غاتوزو مدرب ميلان في إيجاد التوليفة المناسبة. إذ يحتل الفريق اليوم المركز الـ 12 في الدوري
يمرّ فريقا مدينة ميلانو بمرحلة فراغ منذ سنوات عديدة. وبالإضافة إلى الأزمة المالية التي تضرب الكرة الإيطالية والتي تجعلها عاجزة عن منافسة الفرق الإسبانية والإنجليزية، على صعيد الصفقات والتعاقدات وعلى صعيد النتائج، فإن فريقي ميلانو يدفعان ثمن التخبّط الذي تعيشه إدارتا الفريقين، وعدم وجود رؤية واضحة، الأمر الذي جعل الفريقين، ليس فقط غير قادرين على منافسة جوفنتوس على لقب البطولة، بل حتى عاجزين عن التفوق على فرق كروما ونابولي في جدول الترتيب في السنوات الأخيرة، رغم القدرات المادية المحدودة لهذه الفرق.
اقرأ/ي أيضًا: كيف تعاملت الصحف الرياضية العالمية مع أزمة ريال مدريد؟
بعد البداية المتعثرة في الدوري، استطاع إنترميلان، مستضيف مباراة الديربي، إذ تحتسب المباراة على أرضه بالرغم من ملكية الملعب المشتركة، أن يقف على رجليه مجددًا، وأن يحقق سلسلة نتائج إيجابية متتالية. أما في دوري الأبطال فقد حقق الفريق انتصارين مهمين على ايندهوفن وتوتنهام، وتنتظره مبارتان هامتان ضد برشلونة.
في المقابل، فقد فشل غاتوزو مدرب ميلان في إيجاد التوليفة المناسبة. حيث يحتل الفريق اليوم المركز الـ 12 في الدوري. الأخطاء الدفاعية كانت سببًا رئيسيًا في نزيف النقاط. في الدوري الأوروبي فاز الفريق بمبارتيه الأولتين، وسيكون الاختبار الجدي الخميس القادم ضد ريال بيتيس الأسباني.
كما العادة في معظم مباريات هذا الموسم، دخل مدرب إنترميلان سباليتي بتشكيل 4-2-3-1، وضمت تشكيلته الأساسية ثلاثة لاعبين كروات لعبوا نهائي المونديال في روسيا : بيرسيتتس، بروزوفيتش وفيرسالكو. فيما بدأ غاتوزو المباراة بتشكيل 4-3-3، حيث وضع ثلاثة لاعبين في المقدمة. وقد شهدت المباراة مواجهة خاصة بين مهاجمي الفريقين، الأرجنتينيين الدوليين ماورو إيكاردي هداف إنتر والدوري الإيطالي في العام الماضي، وغونزالو هيغوايين هداف الدوري قبل ثلاث سنوات مع نابولي، والمنتقل حديثًا إلى ميلانو قادمًا من جوفنتوس.
بدأ الفريقان المباراة بقوة وحاول كل منهما أخذ المبادرة، سجّل ماورو إيكاردي الهدف الأول في الدقيقة 11، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل بعد العودة إلى تقنية الـVAR، وسط خيبة أمل كبيرة لدى جمهور النيراتزوري. رد ميلانو ببعض المحاولات عن طريق كالهانوغلو وسوسو، لكن الفريق الأحمر والأسود فشل في صناعة خطورة حقيقة على مرمى الحارس السلوفيني سمير هاندانوفيتش. في الدقيقة 34 تصدى حارس ميلان، الدولي الإيطالي دوناروما لرأسية بيرسيتيتش الخطيرة.
اقرأ/ي أيضًا: "الماكينات" معطلة.. الكرة الألمانية أمام مأزقٍ حقيقي
انخفض المستوى في الشوط الثاني، وبدا أن الفريقين يريدان تجنّب الخسارة. في الدقيقة 80 صنع ميلان أخطر فرصه، عندما سدّد صانع ألعابه الإسباني سوسو تسديدة خطيرة، لكن الحارس هاندانوفيتش تصدى لها بالبراعة.
وبينما كانت المباراة تتّجه إلى التعادل، قتل ماوري إيكاردي أحلام الروسونيري، وسجل هدفًا برأسه في الدقيقة 93، بعد هفوة ساذجة من دوناروما. فمنح فريقه ثلاث نقاط غالية، ليستمر الفريق بسلسلة الانتصارات المتتالية. قفز الفريق إلى المركز الثالث وقلص الفارق مع جوفنتوس المتصدر إلى 6 نقاط، بعد تعثّر الأخير بالتعادل مع جنوى 1-1.
أما ميلان فقد تجمدت نقاطه عند 12 نقطة في المركز الـ12. من بين 20 فريقًا في الدوري، دفاع ميلان هو الوحيد الذي فشل في المحافظة على نظافة شباكه منذ انطلاقة الدوري. اليوم مدرب الفريق جينارو غاتوزو مطالب بإعادة الأمور إلى السكة الصحيحة، والنهوض بمستوى الفريق، وتحقيق نتائج إيجابية مع استقرار في في المستوى، للارتقاء بالفريق إلى المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا على الأقل، بطولة ميلان المفضلة التي توّج بها 7 مرات في السابق، وإلا فستكون الإقالة مصيرًا حتميًا لنجم خط وسط ميلان السابق.
اقرأ/ي أيضًا:
إثارة الدوري الإنجليزي الممتاز.. عودة صلاح وصحوة مورينيو
البارسا يتصدّر الليغا ويخسر ميسي.. ولوبيتيجي يكتب تاريخ الريال الأسود