بات واضحًا في الأيام الأخيرة أن الدول الغربية اتّخذت قرار تحميل روسيا ثمن هجومها على أوكرانيا في المجالات المختلفة، ومن بينها الرياضة، إذ توالت قرارات مقاطعة الرياضيين الروس في الرياضات المختلفة، على صعيد الاتحادات الكروية أو على صعيد الأندية والأفراد من لاعبين ومدربين ومؤثّرين في عالم الرياضة.
قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نقل المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي كان يُفترض إقامتها في شهر أيار/مايو القادم، في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، إلى ملعب سان دوني في العاصمة الفرنسية باريس
أولى قرارات معاقبة روسيا رياضيًا أتت على يد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بعد ساعات قليلة من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث أعلن اليويفا نقل المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي كان يُفترض إقامتها في شهر أيار/مايو القادم، في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، إلى ملعب سان دوني في العاصمة الفرنسية باريس.
نهائي دوري أبطال أوروبا لن يكون الحدث الوحيد الذي ستُحرم روسيا من استضافته، فقد تم الإعلان عن تجريد روسيا من استضافة نهائيات كأس العالم للاتحاد الدولي للتزلج، وجائزة سباق الفورمولا واحد الكبرى، وتصفيات ملحق كأس العالم 2022 في قطر.
بالتزامن أشارت صحيفة الماركا الإسبانية، إلى أن الاتحاد الأوروبي يبحث جديًا قضية طرد نادي سبارتاك موسكو الروسي من مسابقة الدوري الأوروبي، ردًا على العملية العسكرية التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا، ما يعني أن لايبزيغ الألماني الذي كان من المفترض أن يتواجه مع الفريق الروسي في ثمن النهائي، سيتأهل مباشرةً إلى الدور القادم
بولندا والسويد ترفضان لعب الملحق ضد روسيا
في الوقت الذي كانت الجماهير في الملاعب الأوروبية تقدّم التحية لأوكرانيا من المدرجات، وتؤكد رفضها لمنطق استخدام العنف، أعلنت بولند على لسان سيزاري لوسيزا رئيس اتحاد كرة القدم في البلاد، أن منتخب كرة القدم الوطني لن يشارك في مباراة الملحق ضد روسيا المنوي إقامتها نهاية الشهر القادم، في ضوء تصعيد الاتحاد الروسي عدوانه على أوكرانيا بحسب وصفه، مشيرًا إلى أنه يؤمن بأنهم يتّخذون اليوم القرار الوحيد الصحيح.
بالتزامن قال قائد المنتخب البولندي روبرت ليفاندوفسكي أفضل لاعب في العالم في العام 2021 باختيار الفيفا، إنه لا يستطيع تخيّل لعب مباراة كرة قدم ضد روسيا في حال استمر عدوانها على أوكرانيا، ولفت نجم بايرن ميونيخ عبر صفحته على تويتر، إلى أن اللاعبين والمشجعين الروس غير مسؤولين عن تصرّفات روسيا، لكن لا يمكننا التظاهر بعدم حصول شيء.
السويد انضمت إلى الموقف البولندي، وأعلن اتحاد كرة القدم فيها أنهم لن يلعبوا مع روسيا في الملحق، وقال رئيس الاتحاد السويدي لكرة القدم كارل نيلسن، إن الغزو غير القانوني والظالم لأوكرانيا، يجعل كل تبادل لكرة القدم مع روسيا أمرًا مستحيلًا.
الاتحاد الدولي لكرة القدم أدان من جهته ما أسماه استخدام روسيا للقوة في غزوها أوكرانيا، وأكّد منعه لعب أي مباراة دولية في روسيا، وحظر نشيد وعلم البلاد في أي مباراة لهم في الخارج، وأشارت الهيئة الحاكمة العالمية في الفيفا، إلى أن روسيا ستلعب مبارياتها تحت مسمى الإتحاد الروسي وليس روسيا، وستقام مبارياتها على ملاعب محايدة و من دون مشجعين. مع الإشارة إلى أن رئيس الاتحاد البولندي للكرة انتقد قرار الفيفا واعتبره " متسامحًا "، ودعا إلى طرد روسيا فورًا من الفيفا.
اتحاد الجودو الدولي يعاقب بوتين
من المعروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمارس لعبة الجودو، وهو حائز على التصنيف 8 دان منذ العام 2014، ويتولّى منصب الرئاسة الفخرية لاتحاد الجودو العالمي منذ عام 2018. الاإتحاد الدوري للجودو جرّد بوتين من منصب الرئيس الفخري للاتحاد في اليوم الرابع للغزو الروسي لأوكرانيا.
وضمن السياق نفسه، طلبت اللجنة الأولمبية الدولية من الإتحادات الدولية نقل جميع الأحداث الاولمبية التي كان مقرر إقامتها في روسيا أو بيلاروسيا، كما قررت اللجنة عدم عرض أعلام وطنية روسية وبيلاروسية في أية أحداث رياضية قادمة، كالألعاب الأولمبية الصيفية أو الشتوية، وأولمبياد المعوّقين.
ولم يختلف الحال في عالم كرة السلة، حيث أعلنت هولندا إلغاء مباراتها مع روسيا التي كانت من المقرر أن تلعب الأحد ضمن تصفيات أوروبا لكأس العالم في كرة السلة، قبل أن تعلن بريطانيا هي الأخرى إلغاء مباراتها ضد بيلاروسيا في المسابقة نفسها، بسبب الدور السلبي الذي تلعبه بيلاروسيا في الحرب إلى جانب حليفتها روسيا. وقد أعلنت سكريترة الخارجية البريطانية بريتي باتيل، عبر حسابها على تويتر، أنها قامت بإلغاء تأشيرات السفر للاعبي منتخب بيلاروسيا لكرة السلة، والذي كان يفترض أن يصلوا إلى مدينة نيوكاسل ومواجهة منتخب بريطانيا، وقالت باتيل إن بلادها لا ترحب بالرياضيين الذين يأتون من دول تدعم بوتين في غزوه غير المشروع والمبرر لأوكرانيا بحسب تعبيره.
اقرأ/ي أيضًا:
5 طرق لتحصين الذات ضدّ الأثر السلبي العميق لأخبار الكوارث والحروب