أظهرت البطلة الجزائرية إيمان خليف الكثير من التصدعات في منظومة رياضة الملاكمة، وبيّنت الخلاف الكبير بين اللجنة الأولمبية الدولية من جهة، والاتحاد العالمي للملاكمة.
البطلة الجزائرية التي وصلت إلى نهائي الملاكمة في أولمبياد باريس 2024، لم تكن لتحقق هذا الإنجاز التاريخي لو كانت المسابقة تجري بإشراف من الاتحاد الدولي للملاكمة، حيث سبق واستبعدها الاتحاد من المنافسات بذرائع تتعلق بطبيعة جنسها، ما رفضته اللجنة الأولمبية بشكل صارم، مؤكدة أن إيمان خليف بقيت مثلما كانت عليه يوم ولادتها، وهي فتاة يحق لها المشاركة بمنافسات السيدات.
بعد الخلاف مع اتحاد الملاكمة بعديد القضايا أبرزها مسألة البطلة الجزائرية إيمان خليف، هددت اللجنة الأولمبية بعدم إدراج الملاكمة في أولمبياد لوس أنجلوس 2028
اللجنة الأولمبية الدولية بدأت تفكر بطريقة أخرى لتجنّب تكرار ما حدث في باريس 2024 بدورة الألعاب الأولمبية القادمة في لوس أنجلوس 2028، حيث نوّهت قبل أيام إلى احتمال استبعاد الملاكمة من الرياضات المشاركة في لوس أنجلوس 2028، والأمر اقترب من التهديد، والذي لا يمنعه سوى الرضوخ لمطالبها وتغيير منظومة الملاكمة.
اللجنة الأولمبية الدولية سبق وأن سحبت اعترافها من رابطة الملاكمة الدولية العام الماضي، بسبب الفشل في تنفيذ إصلاحات بمجالي الحوكمة والتمويل، وربما ارتبط ذلك بأسباب سياسية، خصوصًا مع قيادة الروسي عمر كريمليف للاتحاد الدولي للملاكمة، واعتماد الاتحاد بشكل كبير على شركة الطاقة الروسية الشهيرة "غازبروم" في تمويله.
المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية مارك آدمز أشار قبل أيام في مؤتمر صحفي أن اللجنة الأولمبية قد تستبعد الملاكمة من دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس 2028، واشترط إعادة هيكلة منظومة الملاكمة من أجل ضمان مكان للرياضة في لوس أنجلوس، فقال في مؤتمر صحفي نقلته رويترز: "نود أن نرى الملاكمة ونريد أن نرى الملاكمة في برنامج الرياضات بلوس أنجلوس، والآن الأمر متروك لمجتمع الملاكمة لتنظيم أنفسهم من أجل الرياضة والرياضيين".
وتحدث آدمز عن أن تغيير منظومة الملاكمة أصبحت أمرًا ضروريًا، وقال: "رياضة الملاكمة تحتاج إلى اتحاد جديد لإدارة الملاكمة"، وزاد المتحدث باسم اللجنة الأولمبية: "إذا كنت بحاجة إلى أي دليل على الإطلاق على أن الاتحاد الدولي للملاكمة غير لائق لإدارة الملاكمة، فما عليك سوى إلقاء نظرة على الأعضاء الرئيسيين في الاتحاد الدولي للملاكمة الذين شاركوا في تلك المهزلة أمس".
ويقصد آدمز بالمهزلة ذاك المؤتمر الصحفي الذي دعا إليه رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة عمر كريمليف، من أجل التعليق على بعض الأمور وأبرزها أهلية إيمان خليف في المشاركة، حيث لم يقدم أي دليل يقوّي حججه، كما هاجم اللجنة الأولمبية الدولية بعرض طويل ومطول.
ونوّه المتحدث باسم اللجنة الأولمبية إلى ضرورة تواجد اتحاد جديد لإدارة الملاكمة، حيث أدارت اللجنة الأولمبية الدولية بنفسها مسابقات الملاكمة في أولمبياد طوكيو 2020 وحاليًا بأولمبياد باريس 2024، دون الاعتماد على الاتحاد الدولي للملاكمة، لكنها على الأغلب لن تفعل ذلك في لوس أنجلوس 2028، حيث قال آدامز: "نحن لسنا اتحادًا ونحتاج بشدة إلى اتحاد لإدارة الملاكمة".
