ألترا صوت – فريق التحرير
ما يزال هاتف S7 الذي أصدرته شركة سامسونج في بداية عام 2016 يعمل بشكل جيد لدى الكثير من المستخدمين حتى اليوم أسوة بهواتف رائدة مماثلة صدرت في نفس العام أو قبله، ربما من شركات أخرى مثل آبل أو غوغل أو هوواي.
هواتف كثيرة ما تزال تعمل بكفاءة وتتلقى التحديثات من شركاتها المنتجة حتى اليوم، وفي الواقع يبدو أن اهتمام المستخدمين بالهواتف الذكية الحديثة قد تناقص مقارنة بالأعوام الماضية حيث يعاني قطاع الهواتف الذكية العالمي بشكل ما من إشباعٍ في الأجهزة الذكية وانتشارها على نطاق واسع، والسبب هو تزايد مدة تمسك المستهلكين بهواتفهم لفترات من 3 الى 5 سنوات كحد أقصى، وحسب بحث لموقع TING فقط 10 % من عينة البحث البالغة 3000 شخص مهتمين باستبدال هواتفهم كل عام، وتعود عدم الرغبة في تجديد هواتفهم إلى عدة أسباب سوف نذكرها لكم.
1- ارتفاع الأسعار في الأسواق
يؤثر ارتفاع الأسعار الجنوني في رغبة المستهلك وقدرته على شراء الإصدارات الجديدة كل فترة، حيث تقدر أسعار أجهزة الهواتف الرائدة بحوالي الـ1000 دولار لشركات مثل آبل وسامسونج وهواوي، وهو أمر غير مشجع للنسبة الكبيرة من ذوي الدخل المحدود، وبالرغم من إغراق الشركات الصينية مثل شاومي وأونر وبوكوفون وهواوي الأسواق بأجهزة الفئة المتوسطة المنافسة بأسعار تعتبر رخيصة نوعًا ما بالمقارنة مع ما تمتلكه من إمكانيات الاّ أن مؤسسة IHS Markit المتخصصة في بحوث السوق أشارت في تقرير خاص إلى انخفاض الشحنات العالمية لأجهزة الجوال في الربع الثاني إلى 331.2 مليون وحدة، وهذا ما يمثل انخفاضًا بنسبة 3.6 % مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
2- التشابه بين الأجهزة
في حال قرّر المستخدم في لحظة ما تغيير الهاتف المحمول، فلا شك بأنه سيكون بحاجة إلى خبراء أو متخصصين ربما لمرافقته في هذه الرحلة، فلم يعد شراء الهاتف المحمول هذه الأيام أمرًا سهلًا، فمواصفات الأجهزة المتوسطة بين الشركات المتنافسة تتقارب إلى حدٍ كبير في الجودة والإمكانيات، وتبدو عملية البحث عن الهاتف المراد بحد ذاتها عاملًا إضافيًا متعبًا نوعًا ما ويؤخر من عملية الشراء والسبب هو التشابه الكبير بين الإصدارات. فما توفره سامسونج ستجده في هواوي أو شاومي أو أيفون والعكس صحيح، وربما تجده أيضًا في شركة صاعدة تضع بين يديك هاتف منافس بسعرٍ رخيص جدًا لكنك ستغامر بأن تكون أول المستخدمين له، لتضيع أنت في زحمة العرض والطلب وتؤجل عملية الشراء إلى أجل غير مسمى.
3- الهاتف ما يزال في الخدمة
الكثير من المستخدمين حول العالم لا يزالون يحتفظون بهواتفهم القديمة نوعًا ما، والسبب يعود إلى أن هذا الجهاز كما ذكرنا سابقًا ما زال يعمل بشكلٍ جيد ويتلقى التحديثات بشكل روتيني من شركته المنتجة، وأغلب المستخدمين يقيسون كفاءة أجهزتهم بقدرتها على تشغيل تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي دون مشاكل وأخذ صور السيلفي بجودة جيدة بكاميرا متوسطة توفرها اليوم أغلب الأجهزة المتوفرة في الأسواق، على الرغم من أن لهواة الالعاب رأي آخر حيث يفضلون هواتف بمعايير محددة لتناسب العاب مثل بابجي PUBG أو غيرها. بالنسبة لهؤلاء لا يشكل التطور الكبير الحاصل هاجسًا يدفعهم لاستبدال هواتفهم كل عام بهاتف آخر جديد، لأن معالجات الهواتف التي صدرت عامي 2017 - 2018 لا تزال قادرة على تشغيل تلك الألعاب من دون مشاكل تذكر. بالإضافة إلى أن الألعاب اليوم وضعت خيارات تشغيل تتناسب مع وضعية الجهاز وقدراته من حيث المعالج وسعة الذاكرة العشوائية.
لا شك أن شركات الهواتف اليوم في أزمة حقيقية تتفاقم يومًا بعد يوم بالعلاقة مع الأسواق، فهي في سباق دائم مع الزمن، تصرف المليارات على الأبحاث السنوية للوصول إلى التطور الذي يحفظ لها مكانتها في الأسواق العالمية، ويدفع المستهلك إلى شراء أجهزتها في ظل التنافس الشرس الذي قد يطيح بها كما أطاح بشركات عملاقة كانت تحتل الأسواق منذ زمنٍ قريب مثل سوني أو إل جي أو حتى نوكيا. السبب في كل ذلك يعود إلى دخول الشركات الصينية بقوة إلى عالم صناعة الهواتف المحمولة، وخلقها لمناخ تنافسي غير عادل شأنه شأن بقية القطاعات الإنتاجية الأخرى في العالم.
اقرأ/ي أيضًا: