ودّعت البطولات الأوروبية مدرّب آرسنال آرسين فينغر عندما فشل فريقه الإنجليزي في الوصول إلى المباراة النهائيّة من الدوري الأوروبي في موسمه التدريبي الأخير، وذلك إثر خسارته أمام أتلتيكو مدريد في إياب الدور نصف النهائي 1-0، بعد تعادل الفريقين في لندن ذهاباً 1-1، وسيلاقي الفريق الإسباني مارسيليا الفرنسي في المباراة النهائية التي ستقام في ليون 16 أيار- مايو الجاري، وذلك رغم خسارته أمام ريد بول سالزبورغ النمساوي 2-1 بعد التمديد، مستفيداً من فوزه ذهاباً في فرنسا 2-0.
تعرّض قائد الآرسنال الفرنسي كوتشيلني لإصابة أخرجته من الملعب باكيا، وحرمته على الأغلب من المشاركة في كأس العالم
فشل آرسين فينغر في الموسم الماضي 2016-2017 بالحصول على أحد المراكز الأربعة الأولى في البريمير ليغ، والتي تُؤهّل أصحابها إلى دوري أبطال أوروبا، فغاب عن هذه البطولة لأول مرّة منذ 19 عاماً، لكنّ ذلك لم يلن عزيمته على الإطلاق، فرفع راية التحدّي وطمح بالحصول على أوّل لقب قارّي في مسيرته ومسيرة ناديه، سيّما وأنّه اقترب كثيراً من تحقيق هذا الحلم مرّتين، عندما خسر نهائي كأس الاتحاد الأوروبي أمام غلطة سراي التركي بركلات الترجيح عام 2000، ونهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة 2-1 سنة 2006.
ومع تأكّد استحالة حصول آرسنال على إحدى المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي، لم يبقَ للفريق سوى الحصول على كأس الدوري الأوروبي كضامن وحيد للمشاركة في دوري أبطال أوروبا العام القادم، وسط هذه الأجواء أعلن آرسين فينغر أن موسمه الحالي سيكون الأخير له مع الغانرز، وبذلك سيطوي حقبة تدريبية لهذا النادي بدأت عام 1997. وهنا أراد أن يكون وداعه مثاليّاً جدّاً بإحراز أول لقب أوروبي في تاريخ النادي، ولكن أتلتيكو مدريد رفض ذلك بشدّة.
اقرأ/ي أيضًا: أرسين فينغر وأرسنال.. الحب المستحيل
دخل أتلتيكو موقعة المتروبوليتانو متسلّحاً بتعادل حققه ذهاباً في ملعب الإمارات 1-1، رغم طرد أحد لاعبيه مبكّراً في الدقيقة العاشرة، ومع بداية لقاء الإياب بسط أصحاب الأرض أفضليّتهم في المباراة، قبل أن تحلّ كارثة بنادي أرسنال ومنتخب فرنسا، حيث تعرّض قائد الغانرز ونجم دفاع المنتخب الفرنسي لوران كوتشيلني لالتواء في قدمه أسفر عن خروجه من أرضية الملعب مصاباً وهو يبكي من شدّة الألم، ورجّحت الفحوصات الأولّية أن اللاعب سيغيب عن كأس العالم بسبب هذه الإصابة. وفي الوقت بدل الضائع من الشوط الأول استطاع مهاجم أتلتيكو مدريد دييغو كوستا أن يسجّل هدف فريقه الوحيد في اللقاء مستغلّاً تمريرة رائعة من زميله أنطوان غريزمان.
هدفٌ صمد حتّى نهاية اللقاء معلناً تأهّل النادي الإسباني لنهائي البطولة التي حاز على لقبها مرّتين أعوام 2010 و 2012، وهنا سيحمل النادي المدريدي على عاتقه مسؤولية الظفر باللقب كي ينجز نصف المهمّة التي إن نجحت ستكون الثانية في تاريخ كرة القدم، إذ تطمح مدينة مدريد أن يظفر قطباها باللقبين الأوروبيين في عام واحد وهو أمر سبقتهم إليه مدينة ميلان الإيطاليّة، عندما توّج إي سي ميلان موسم 1993-1994 بدوري أبطال أوروبا، وتوّج غريمه الإنتر بكأس الاتحاد الأوروبي.
اقرأ/ي أيضًا: دوري أبطال أوروبا.. بطولة تعشق ريال مدريد
أخرج الحكم في مباراة مارسيليا وريدسالزبورغ البطاقة الصفراء 13 مرّة
سيلاقي أتلتيكو مدريد في المباراة النهائيّة فريق مارسيليا الفرنسي الذي تأهّل بشقّ الأنفس رغم خسارته 2-1. تغلّب الفريق الفرنسي على ريد سالزبورغ النمساوي ذهاباً بهدفين دون رد، وبدأ النمساويون لقاء العودة بضغط رهيب، ما اضطر لاعبي مارسيليا أن يعتمدوا على اللعب الخشن لإيقاف تحرّكات خصومهم، فنجحوا في حماية شباكهم حتّى نهاية الشوط الأول.
وفي الشوط الثاني استطاع أصحاب الأرض أن يسجّلوا هدفين عبر أمادو هايدارا ولاعب مارسيليا بونا سار خطأ في مرماه، فاضطر الفريقان لخوض أشواط إضافية ازدادت فيها الخشونة بين الطرفين، إذ أخرج الحكم البطاقة الصفراء في هذا اللقاء 13 مرّة، والحمراء مرّة واحدة بوجه هايدارا نفسه. وقبل نهاية الوقت الإضافي بأربع دقائق أخطأ حكم اللقاء التقدير ومنح مارسيليا ركلة ركنية ظنّ أنها اصطدمت بمدافع سالزبورغ، وأتى من هذه الركلة هدف التأهّل للفريق الفرنسي بأقدام رولاندو دافونسيكا، وبذلك ضرب مارسيليا موعداً مع أتلتيكو مدريد في نهائي الدوري الأوروبي الذي سيقام في ليون الفرنسية 16 أيار- مايو الجاري.
اقرأ/ي أيضًا: