28-نوفمبر-2016

تزيد قلة التفاعل مع البوستات من الشك بالذات وتقديرها (كيفن مازور/ Getty)

لا يختلف اثنان على أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت محورًا رئيسيًا في حياة الفرد. فهي باتت تسيطر عليه إلى حد الجنون في بعض الأحيان أو الهوس في أحيان أخرى. ولا تكمن مشكلة هذه الوسائل في كيفية استخدامها يوميًا، بل تعدت ذلك بكثير إلى ما هو أخطر من ذلك. شيء لا يشعر به المرء أبدًا، يتسلل إليه ويدمره من دون علم مسبق، وهو شيء يعرف في علم النفس بـ"الشك".

قلة نيل منشورات على فيسبوك للإعجاب تزيد من الشك وقلة تقدير الذات وفي أحيان كثيرة تؤدي إلى الاكتئاب

إذ إننا جميعًا نتشارك، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع أصدقائنا أفكارًا وصورًا وبوستات، وشرائط فيديو للحظات جميلة بالنسبة لنا، فماذا تمثل بالنسبة للذين تشاركنا معهم هذه اللحظات؟. قد لا تكون تعني شيئًا، أي لا يوجد إعجاب من قبلهم بما نشرناه. وهنا يكمن المشكل، نظرًا للارتباط الوثيق ما بين الشخص والأشياء التي قام بمشاركتها وإعجابه بها، وقلة المعجبين. ويبدأ الشك بالدخول إلى نفس الشخص، وطرح أسئلة ذاتية، حول ما نشره، إذا كان سيئًا أم لا؟ أم أن الصورة بشعة؟ أم أن البوست لم يكن مناسبًا؟ والكثير من الأسئلة التي تبدأ بالظهور رويدًا رويدًا مع كل شيء جديد يضعه على "فيسبوك" أو"تويتر" أو "إنستغرام"، ولا يلقى إعجابًا.

اقرأ/ي أيضًا: فيسبوك.. جحيم السياسيين المغاربة

وفي حال لم تتوقف هذه الحالة أو السؤال والشك بالأحرى، فإنه من المتوقع أن يدخل الشخص في حالة من الاكتئاب الشديد. ونعود هنا إلى دراسة أجريت سابقًا من قبل جامعة "هارفرد"، على مجموعة أشخاص كانوا قد دخلوا بالفعل في حالة اكتئاب بسبب قلة نيلهم "الإعجاب" على ما ينشرون على صفحاتهم الشخصية. وقد كانت النسبة الأعلى للإناث بسبب كثرة صورهم الشخصية و"غيرتهن" من أصدقائهن، الذين يحصلون على إعجابات أكثر.

وقد كان هذا التقرير بمثابة تحذير واضح من خطورة ما قد تسببه هذه الوسائل من إلغاء للذات وعدم تقدير للنفس البشرية . أصبحت هذه الظاهرة هي الأخطر من قبل وسائل التواصل الاجتماعي على الجنس البشري من أي ظاهرة أخرى لاعتمادها على أذى الذات. وأصبح الشخص يقيّم حسب عدد الإعجابات التي ينالها، وليس بسبب محتوى الشيء الذي يقوم بنشره. إذ أصبح سلعة مستهلكة لا أكثر مما يدفعه للذهاب بعيدًا في منشوراته للحصول على إعجابات أكثر، مثل خرق القوانين في بوستاته أو التعري في صوره لينال الرضا الجماهيري، أو تحطيم مبادئه التي نشأ وترعرع عليها فقط كي يرى شخصًا ما يكتب له: "رائع يا صديقي كم هذا مذهل".

اقرأ/ي أيضًا:

شاب تونسي يكتشف ثغرات في فيسبوك ويكافأ

مخاوف من الإعلام الإلكتروني في الجزائر