بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر 2020، وبحسب لجنة حماية الصحفيين الدولية، كان العدد المعلن للصحفيين القابعين في السجون حول العالم يساوي 274 صحفيًا، ليتخطى العدد القياسي السنوي الذي كان قد سجّل في كانون الأول من عام 2016، بواقع 272 صحفيًا. في المقابل ذكر الإحصاء السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود أن عدد الصحفيين الذين تم اعتقالهم واحتجازهم خلال العام بلغ 387 صحافيًا، وأن حالات الاعتقال التعسفي للصحفيات ازدادت بنسبة 35%.
احتلت الصين المركز الأول كأكثر الدول اعتقالًا للصحفيين، تلتها تركيا، ثم مصر والسعودية
وقد ساهم انتشار فيروس كورونا في الوصول إلى الرقم القياسي المذكور، حيث أن السلطات في عدد من الدول عاقبت الصحفيين بسبب نشرهم لتقارير عن أعداد الإصابات والوفيات، في الوقت الذي كانت فيه الحكومات تحاول إخفاء الحقيقة، لتغطية عجزها عن التعامل مع الوباء. كذلك ساهم اندلاع التظاهرات والحركات الاحتجاجية في أماكن مختلفة من العالم في عام 2020، في زيادة أعداد الصحفيين الذين أُلقي القبض عليهم، أثناء تغطيتهم للتظاهرات والاحتجاجات.
اقرأ/ي أيضًا: 2020 سنة "غير سعيدة" على الصحافة الورقية
واحتلت الصين المركز الأول كأكثر الدول اعتقالًا للصحفيين، تلتها تركيا، ثم مصر والسعودية. وقد دخلت دول جديدة إلى اللائحة السوداء فيما يخص حرية الصحافة، كبيلاروسيا التي اعتقلت سلطاتها عدد من الصحفيين على خلفية تغطيتهم للتظاهرات التي تشهدها البلاد ضد الرئيس أليكسندر لوكاشينكو. ولم تكن حال صحفيي إثيوبيا أفضل، حيث اعتقلت السلطات عددًا منهم، خلال تغطيتهم للأحداث الأمنية الساخنة التي شهدتها البلاد في العام 2020.
في شهر تموز/يوليو 2020، اعتقلت السلطات الهندية عشرات الصحفيين العاملين في وكالات هندية أو أجنبية، أثناء تغطيتهم للتظاهرات التي اندلعت احتجاجًا عىل قرار الحكومة بفرض الحجر الصحي للحد من انتشار فيروس كورونا. وقد أفرجت السلطات لاحقًا عن العدد الأكبر منهم بعد الضغوطات الكبيرة التي مارستها المنظمات الحقوقية. الاعتداء الجسدي على الصحفيين، أعاد إلى الأذهان قيام قوات الأمن في كشمير بصفع الصحفي مشتاق غاني، قبل أن تلقي القبض عليه بتهمة مخالفة إجراءات الحجر الصحي.
وفي شهر أيلول/سبتمبر 2020 حكمت محكمة جنائية سعودية متخصصة، بالسجن على أحمد الصويان وفهد السنيدي لمدّة ثلاث سنوات وثلاث سنوات ونصف على التوالي. الصويان كان يعمل كمقدم برامج في قناة المجد المحلية، أما السنيدي فكان يرأس مجلس إدارة مجلة البيان، وجمعية الصحافة الإسلامية. وقد وجهت إليهما تهم التواصل مع الإخوان المسلمين. صحيفة الغارديان البريطانية ذكرت أن السنيدي كان واحدًا من مجموعة من المعتقلين السعوديين الذين تعرّضوا للضرب، وحرموا من العلاج الطبي أثناء الاحتجاز.
تستمر المخاطر على الحريات الصحفية والعاملين في المجال الصحفي بالتفاقم في أكثر من بلد، بينما يبدو هذا العالم بحاجة أكبر للمعلومات وحرية تداولها والوصول إليها والتعقيب عليها
بينما في السابع من تموز/يوليو2020، ألقت قوات الأمن الروسية القبض على الصحفي المخضرم إيفان سافرونوف، بتهمة التخابر مع التشيك وتسليم معلومات لهذه الدولة. وفور انتشار خبر الاعتقال، تظاهر عشرات الصحفيين الروس للمطالبة بالإفراج عن زميلهم. محامي سافرونوف قال إن موكله يواجه خطورة السجن 20 عامًا في حال أُدين بما نسب إليه، وأكّد أن السلطات الروسية لا تمتلك أي دليل حسي على مزاعمها، وأن القضية مسيسة وتدخل في خانة تصفية الحسابات والتضييق على الحريات في روسيا.
كما كانت السلطات في الصين قد اعتقلت الصحفي هيز فان قبل أيام، بتهمة تعريض الأمن القومي للخطر. ويأتي هذا الاعتقال ضمن سلسلة اعتقالات قامت بها الصين في العام الحالي. في حين حثّ الاتحاد الأوروبي الصين على إخلاء سبيل جميع الصحفيين الذين تمّ إيقافهم بسبب التقارير الصحفية التي كتبوها. كما طالب الاتحاد الأوروبي بتأمين المساعدات الطبية للمعتقلين في حال احتاجوا لها، كذلك السماح لهم بتعيين محاميهم والتواصل مع ذويهم. كذلك أعلن نادي الصحفيين الاجانب في الصين عن تضامنه مع الصحفيين المعتقلين. وقد رفضت الصين تدخل المنظمات الدولية والحقوقية، واعتبرت أن الاعتقالات هي أمور داخلية، وأنها تتمّ على خلفية اتهامات تمسّ بأمنها القومي.
بمراجعة سريعة لأرقام عام 2020 فيما يتعلق بالاعتقالات بحق الصحفيين، يتضح أن المخاطر على الحريات الصحفية والعاملين في المجال الصحفي تستمر بالتفاقم في أكثر من بلد في العالم بينما يبدو هذا العالم بحاجة أكبر للمعلومات وحرية تداولها والوصول إليها والتعقيب عليها.
اقرأ/ي أيضًا:
ما هي أكثر مواقع إلكترونية زارها متصفحو الإنترنت عالميًا في 2020؟
"الأخبار الكاذبة" عن كوفيد - 19 من أكبر معارك الصحافة في 2020