قالت وكالات الإغاثة الدولية إنها "تشعر بقلق بالغ وغضب" إزاء القرار "المتهور" الذي اتخذه كبار المانحين بقطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بعد مزاعم إسرائيلية عن مشاركة عاملين في الوكالة، بعملية 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأوضح الحلف الذي يضم 21 وكالة: "لقد صدمنا القرار المتهور بقطع شريان الحياة عن سكان بأكملها من قبل بعض الدول ذاتها التي دعت إلى زيادة المساعدات في غزة وحماية العاملين في المجال الإنساني أثناء قيامهم بعملهم".
جاء هذا البيان، بعد قيام أكثر من 10 دول غربية، من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، في تعليق تمويلها للأونروا، التي تقدم المساعدة لأكثر من 5.6 مليون لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء المنطقة، رغم إعلان الوكالة عن بداية تحقيقها في المزاعم عن مشاركة 12 موظفًا في عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر.
اتهم مدير الاتصالات في الأونروا الإسرائيليين بأنهم حصلوا على المعلومات منذ أشهر، وكان بإمكانهم تقديمها إلى الأمم المتحدة قبل ذلك بكثير. وبدلًا من ذلك، اختاروا طرحه في اليوم التالي لحكم محكمة العدل الدولية
وفي بيانها الصادر يوم الإثنين، أشارت وكالات الإغاثة إلى أن مليوني مدني، أكثر من نصفهم من الأطفال، يعتمدون على مساعدات الأونروا في غزة.
وأضافوا أن "السكان يواجهون المجاعة والمجاعة الوشيكة وتفشي الأمراض في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العشوائي والحرمان المتعمد من المساعدات في غزة".
وأضافت: "إذا لم يتم التراجع عن تعليق التمويل، فقد نشهد انهيارًا كاملًا للاستجابة الإنسانية المقيدة بالفعل في غزة"، مشيرةً إلى أن قطع المساعدات جاء مباشرة بعد أن أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بتقديم مساعدات إنسانية فورية. المساعدات لغزة .
وقالت الأونروا، يوم الإثنين، إنها لن تتمكن من مواصلة عملياتها في غزة وفي جميع أنحاء المنطقة بعد نهاية شباط/فبراير إذا لم يتم استئناف التمويل.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إنه من المقرر أن يجتمع الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، مع الجهات المانحة الرئيسية للأونروا، في نيويورك اليوم الثلاثاء.
وأوضح دوجاريك أن غوتيريش تحدث يوم الإثنين، مع قادة الأردن ومصر والتقى برئيس التحقيقات الداخلية في الأمم المتحدة للتأكد من أن التحقيق في الاتهامات الإسرائيلية "سيتم بسرعة وبأكبر قدر ممكن من الكفاءة".
وردًا على سؤال حول أي ظروف ومتى يمكن للولايات المتحدة أن تفكر في استئناف دعمها للأونروا، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: "من الضروري أن تقوم الأونروا على الفور، كما قالت إنها ستجري تحقيقًا، وأن تحاسب الأشخاص حسب الضرورة، وأن تراجع إجراءاتها".
#عاجل | منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين للعربي: الكارثة في #غزة هائلة ولا بد من استمرار دعم الأونروا لتؤدي مهامها pic.twitter.com/Hyf4CK998B
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 30, 2024
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: إنه سيكون من الخطأ "الطعن في العمل الجيد الذي تقوم به وكالة بأكملها بسبب الأفعال السيئة المحتملة هنا من قبل عدد صغير".
وتحث جمعيات الإغاثة الخيرية البريطانية، الحكومة البريطانية على ضمان استمرار تقديم المساعدات الإنسانية عبر الأونروا في غزة بعد قرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول غربية أخرى بتجميد تمويل الأونروا.
وجاء النداء، عبر شبكة بوند، التي تضم أكثر من 350 منظمة غير حكومية ووكالة إنسانية، في الوقت الذي تضغط فيه مجموعات الإغاثة على الحكومة خلف الكواليس للموافقة على عدم توقف التزامات التمويل الجديدة في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وقال الرئيس التنفيذي لبوند روميلي جرينهيل: "إن الأونروا هي المزود الرئيسي للمساعدات الإنسانية لملايين النازحين الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إليها والمعرضين لخطر المجاعة، بالإضافة إلى ملايين الأشخاص في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وأضاف: "لا توجد منظمة محلية أو دولية أخرى تتمتع بنفس المستوى من الوصول أو يمكنها تقديم نفس المستوى من الدعم، مما يعني أن سحب التمويل يهدد بمعاقبة مجموعات كبيرة من الناس بشكل جماعي عن طريق إزالة الأساسيات المنقذة للحياة مثل الغذاء واللقاحات والمياه العذبة".
بدوره، اتهم مدير الاتصالات في الأونروا لمدة 13 عامًا حتى عام 2020 كريس غانيس، إسرائيل بـ"إدارة الأخبار".
وأضاف: "من المرجح أن الإسرائيليين حصلوا على هذه المعلومات منذ أشهر، وكان بإمكانهم تقديمها إلى الأمم المتحدة قبل ذلك بكثير. وبدلًا من ذلك، اختاروا طرحه في اليوم التالي لحكم محكمة العدل الدولية".
وأضاف: "سحب التمويل كان عقابًا جماعيًا، مثل قطع التمويل عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية بسبب تصرفات لوسي ليتبي"، وهي ممرضة بريطانية أدينت بقتل سبعة أطفال حديثي الولادة.
يشار إلى أن الأونروا، تقوم بتزويد وزارة الخارجية الإسرائيلية بقائمة الموظفين كل عام.
بدورها، قالت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما، إنه نظرًا لأن الأونروا استنفدت معظم احتياطياتها المالية خلال تجميد التمويل السابق الذي أمر به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فإن الوكالة تعتمد على تدفق ثابت من التبرعات للبقاء على قدميها.
وأضافت، أنه إذا فشل عدد قليل من المانحين في استعادة تمويلهم بحلول نهاية شهر شباط/فبراير، فإن الأونروا ستتوقف عن القدرة على دفع رواتب موظفيها البالغ عددهم 30 ألف موظف في جميع أنحاء الشرق الأوسط.