إذا كنت ترغب في أن تكون صحفيًا، لكن لسبب ما -سواءً المال أو العلامات الكافية أو العلاقات-تعذر عليك دراسة الصحافة بالجامعة، فلا تقلق، ليس عليك أن تشعر بالإحباط، فبإمكانك الآن أن تدخل عالم الصحافة دون أن تطأ قدميك كلية الصحافة والإعلام، فمهنة الصحافة ليست تخصصًا أكاديميًا تحكمه مبادئ نظرية كلاسيكية يستدعي دراستها، أو مجالًا تقنيًا يحتاج إلى تعلم حزمة قواعد عملية ثابتة، بقدر ماهي حرفة فنية إبداعية دائمة التجدد، وَقُودها خليط من التعلم المفتوح والإلهام والموهبة.
الصحافة حرفة فنية إبداعية دائمة التجدد، وقودها خليطٌ من التعليم المفتوح والإلهام والموهبة
أكثر من ذلك، ينصح إيرزا كلين، مؤسس موقع "Vox" المرموق، الشباب الطموحين بأن لا يدخلوا كليات الصحافة أصلًا، فبالنسبة إليه "من الأفضل أن تكون متدربًا أو تدير مدونة أو تقرأ أوراق بحثية، على أن تكون خريج كلية صحافة ثم تأتيه للعمل دون أن تفعل أي من هذه الأشياء". أما الصحفي الأمريكي مايكل لويس، فقد ذهب بعيدًا ودعا إلى إلغاء كليات الصحافة تمامًا، لأنها "لا تعلم شيئًا".
اقرأ/ي أيضًا: ما الذي يقترحه الخبراء لإنقاذ الصحافة الورقية من الانقراض؟
في هذا التقرير أعددنا لائحة تضم 10 مواقع لتتابعها باستمرار، حيث إنها كفيلة بأن تعلمك مع الوقت مفاتيح هذه الحرفة وأسرارها، وستغنيك عن دخول معاهد الإعلام أو كليات الصحافة، التي غالبًا يُدرس فيها أساتذة لم يمارسوا الصحافة عمليًا قط، أو مارسوها قليلًا قبل أن يتفرغوا للتدريس.
خلال عصرنا الرقمي اليوم، بدأ الجمهور يتجاهل الطرق التقليدية في استقبال المعلومات، ومن ثمّة يتوقع من الصحفي الجديد تقديم المواد الصحفية بتنسيقات رقمية ومميزة؛ يجب أن يتعلم سرد القصص الحديثة والمنسية بطريقة مختلفة عن الأخبار التقليدية، وفي أشكال تعمل على شاشات الكمبيوتر والهواتف، كما عليه أن يكتسب المهارات والأدوات اللازمة للتحقق من المعلومات عبر شبكة الإنترنت ومصادر البيانات بأمانة ونزاهة.
لهذا السبب، قامت مبادرة "أفريكا"، بالشراكة مع "غوغل نيوز لاب" و"البنك الدولي" ، بإنشاء أكاديمية "StoryLab Academy"، وهي دورة إلكترونية تعليمية مفتوحة على الإنترنت (MOOC)، مركزة وواضحة، ومصممة من قبل مجموعة من خبراء الصحافة الرقمية الرائدين في العالم، لأجل مساعدة الصحفيين والمحققين لتطوير مهاراتهم الصحفية الرقمية.
وتحتوي المنصة على 47 درس في المجموع، موزعة على ستة حقول صحفية، تبدأ بدروس "صحافة البيانات"، ثم "الاستقصاء الصحفي"، و"القصص التفاعلية"، مرورا بـ"التحقق من المعلومات"، إلى "البيانات المرئية"، وليس آخرًا "الحماية الرقمية"، كلها دورات تعلم الصحفي المهارات المتطلبة في كل حقل، وتزوده بالعدة اللازمة.
2. معهد الصحافة التابع لـ"بي بي سي"
توفر شبكة "بي بي سي" أيضًا منصة تعليمية للصحفيين الشباب، تركز على تعليم الكتابة الصحفية باللغة العربية على نحو جيد، وكذلك الاستخدام الأفضل للمهارات التحريرية والتقنية، فضلًا عن اكتساب القيم الأخلاقية المرتبطة بالإعلام. إنها مكان مناسب لبداية الطريق بشكل صحيح في مجال الصحافة.
وتضم صفحة "بي بي سي" ستة أقسام: المهارات الأساسية في الكتابة، وقواعد اللغة، والمبادئ الأخلاقية الصحفية، وتكنولوجيا الإنتاج الإعلامي، ومهارات الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، وصحافة الهاتف. ويحتوي كل قسم على دزينة من المقالات الإرشادية في ممارسة الصحافة.
تتناول شبكة الصحفيين الدوليين، المشهد الصحفي بسبع لغات، منها العربية، ما يوفر لمريدي الصحافة في البلدان العربية معارف ثرية في المجال، يقدمها خبراء وصحفيون متمرسون من مختلف أنحاء العالم، حيث يتابع المركز آخر الابتكارات في الصحافة العالمية ومستجدات الحرفة بشكل يومي.
يتوفر المركز كذلك على موارد تعليمية مهمة لتعلم الصحافة، من إرشادات مهنية وأدوات وتطبيقات تسلح الصحفي بما يلزم للقيام بعمله، كما تقدم شبكة الصحفيين الدوليين الفرص التدريبية وكذا المشورة والتوجيه للصحفيين المحترفين والمواطنين الصحفيين في جميع مناطق العالم.
4. موقع تكوين
هو موقع ثقافي يعنى بالكتابة الإبداعية، يقدم مقالات حول الكتابة ونصائح في التحرير من كتاب عرب وأجانب، ويتضمن ستة أبواب معنونة كالآتي: عن الكتابة، لماذا تكتب، كيف تكتب، نصائح الكتابة، طقوس الكتابة، تمارين كتابية. وكل باب منها يحتوي على مجموعة من المقالات العربية والمترجمة المتعلقة به.
وعلى الرغم من أن الكتابة الصحفية تختلف عن الكتابة الأدبية، إلا أن اكتسابنا الأسلوب الإبداعي في الكتابة من شأنه أن يحسن مهاراتنا التحريرية، ويضفي على موادنا الصحفية المكتوبة طابعًا من الحيوية والتميز، خاصة في جنس القصص الصحفية التي تتطلب نوعًا من السرد الإبداعي والتشويق القصصي.
5. الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية
وهي منظمة أمريكية دولية تدعم وتشجع وتنتج صحافة استقصائية. ويحتوي موقعها على موارد معلوماتية نفيسة للصحفيين، ولحسن حظ الصحفيين في العالم العربي أنه انطلقت حديثًا النسخة العربية من الموقع، كدليل ومرجع للصحافيين العرب الراغبين بخوض غمار هذا النوع من الصحافة، القائم على التخصص والتقصي، والوصول إلى المصادر المتصلة بالقصة، بالإضافة إلى تدقيق الحقائق قبل نشرها.
تحتوي صفحة الموقع على مجموعة من المقالات الإرشادية والأدوات الاستقصائية، بالإضافة إلى مراجع كتب حول الصحافة الاستقصائية، لكن النسخة الإنجليزية من الموقع تحتوي على كنوز من الموارد، التي يحتاجها الصحفيون في المهنة، كما يضع الموقع مديريه رهن إشارة السائلين للمساعدة على الوصول إلى طلبات محددة من الأجوبة.
6. هاكستوري
موقع رائد في مجال الصحافة الرقمية، يشرف عليه ثلة من الشباب الصحفيين والمطورين والمصممين الأجانب، الذين يجمعهم الشغف والحماس لإطلاق صحافة رقمية إبداعية، يعملون جميعا على ترويض الإمكانات المهمة لشبكة الأنترنت لصالح الصحافة الإلكترونية، ويوفرون الخبرات والأدوات اللازمة للصحفيين، بطريقة جميلة ومباشرة.
هناك العديد من المواقع التي توفر موادًا ضخمة للتدريب الصحفي النظري، في مختلف أنواع العمل الصحفي والكتابة الصحفية
يحتوي الموقع على صندوق أدوات رقمية، مصممة خصيصًا للصحفيين والناشطين على شبكة الإنترنت، لكي يستطيعوا استخدامها بسهولة ودون الحاجة إلى خبرات سابقة في البرمجة، من أجل سرد قصصهم الصحفية بطريقة تفاعلية ومبتكرة، كما تحفل مدونة الموقع بمجموعة من المقالات المطولة، كل واحدة منها تعتبر دليلًا متكاملًا لموضوعها، بدءًا من طريقة التحقق من المعلومات و وكيفية استكشاف حاجات الجمهور، إلى قوائم تضم أفضل القصص الرقمية الملهمة.
اقرأ/ي أيضًا: عن زلات الأصابع في الصحافة
واحدة من أقدم الهيئات المعنية بالصحافة عالميًا، تأسست منذ سنة 1909، وتسعى إلى تشجيع التدفق الحر للمعلومات الحيوية لمواطني المعمورة، ومن خلال موقعها تعمل على إلهام وتعليم الصحفيين الحاليين والمستقبليين، عبر تحيين الموارد الصحفية بشكل يومي ووضعها بين أيدي ممارسي المهنة على طبق من ذهب.
مما حوّل صفحة الموقع، بتراكم المعطيات، إلى منجم غزير بالروابط والأدوات ومصادر المعلومات وبكل ما يتعلق بمهنة الصحافة، مبوبة على عشرات التصنيفات، مثل إعلام مواقع التواصل الاجتماعي، الصحافة الإلكترونية، صناعة الأخبار، التصوير الصحفي، البودكاست، الكتابة وأقسام أخرى. إنه أشبه بمخزن كبير يجمع كافة المواد الخام التي قد يتطلبها العمل الصحفي.
8. بوليتزر
البويلتزر هي جائزة أمريكية عالمية مرموقة، تقدر بـ15 ألف دولار، تقدم سنويا لأفضل المنجزات الصحفية في أكثر من عشرين جنس صحفي. تأسست في عام 1917 بواسطة الناشر الصحفي جوزيف بوليتزر الذي تبرع بثروته لتأسيس أول جامعة خاصة بالإعلام، وهي جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، التي تدير منافسات الجائزة.
تكمن قيمة موقع البوليتزر في أنه يحتفظ بأرشيف للأعمال الصحفية الفائزة منذ عقود إلى اليوم، حسب كل صنف، تتوزع بين الأخبار، والتقارير، والتحقيقات الاستقصائية، والتحليلات، ومقالات الرأي، والمقالات التوضيحية، والقصص الصحفية، ومقال التعليق، ومقال النقد، والافتتاحية، والصورة. وهو ما يمثل للصحفيين الشباب فرصة ثمينة للاطلاع على أجود المواد الصحفية والتعلم منها.
ربما قراءة تلك الأعمال لن تساعد كثيرًا الصحفي العربي على مستوى لغة الكتابة، بحكم أنها محررة بالإنجليزية، إلا أنها ستفيده على مستوى الأسلوب وطريقة بناء المادة الصحفية حسب كل جنس.
9. ذو رايت لايف
مدونة صحفية تعنى بحياة المدونين، ليس في جانب الكتابة فحسب، وإنما تتطرق لفرص العمل الحر وربح المال، وكذلك تنظيم الشؤون المرتبطة بالتدوين والكتابة، كما تقدم مجموعة من النصائح والحيل التي قد تساعد ممارسي المهنة في أداء عملهم بطريقة أكثر فعالية ومرونة.
تمتلئ المدونة بعدد هائل من المقالات، التي تغطي مختلف جوانب حياة الكتاب والمدونين، وتفتح الطريق أمام الراغبين في دخول عالم التدوين الحر والربح، من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين.
10. تيد
تحت شعار "أفكار تستحق الانتشار"، تقدم منصة "تيد" مئات المحادثات المشوقة، يلقيها خبراء ومتمرسون، في شتى المجالات، منها الصحافة والإعلام، حيث يمكن للصحفيين الطموحين التعرف على أسرار هذه الحرفة من أفواه الرائدين فيها، وكذا استلهام الكثير من الأفكار الإبداعية لتنمية حسهم الصحفي.
- هنا قائمة من سلسلة من المحادثات حول الكتابة بشكل عام.
- وهنا قائمة أخرى من المحادثات عن الصحافة والإعلام.
- وهذه مجموعة من دروس "تيد إد" لتحسين مهاراتنا التحريرية
كل أنواع الدراسة النظرية لا تعفي من التدريب الصحفي العملي، فالممارسة في أفضل وسيلة لإتقان صنعة الصحافة
وكل ما ذكرناه لا يعفي المرء من التدريب الصحفي العملي، فالممارسة هي أفضل وسيلة لإتقان صنعة الصحافة، لذا عليك أن تشرع من الآن بالتجربة، ربما من خلال إرسال مساهماتك الصحفية لصحيفة ما، أو عبر تأسيس مدونتك الخاصة، أو يمكنك التدوين على منصة "مقال كلاود"، أو ببساطة تدرب على صفحتك الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
اقرأ/ي أيضًا:
حرية الصحافة لعام 2018.. العداء ضد الصحفيين يزداد عالميًا ويتضاعف عربيًا