ألتراصوت- فريق التحرير
مع اقتراب حلول فصل الشتاء في أفغانستان تتزايد المخاوف بشأن وقوع أزمة جوع غير مسبوقة، وذلك في ظل شح الموارد وضعف مستوى المساعدات الدولية المقدّمة التي وصفها برنامج الأغذية العالمي بأنها "قطرة في محيط" بالنسبة لمستوى الاحتياجات التغذوية للأفغان.
نصف سكان أفغانستان يواجهون "الجوع الحاد" مع تصاعد الاحتياجات الانسانية إلى مستويات قياسية
وكان برنامج الأغذية العالمي قد قال في تقرير سابق له إن نصف سكان أفغانستان يواجهون "الجوع الحاد" مع تصاعد الاحتياجات الانسانية إلى مستويات قياسية.
وذكر تقرير للبي بي سي أن فصل الشتاء الذي يُتوقع أن يكون قارسًا هذا العام، يُهدد بقطع الطرق بين عدة مناطق من البلاد، تعتمد الأسر فيها بشدة على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في أشهر البرد، كما ذكر تقرير ال بي بي سي أن عدة مناطق في البلاد أبلغت عن حدوث جفاف في بعض الأراضي الأمر الذي يُنذر بكارثة مضاعفة بسبب الشتاء القارس والقحط الذي يهدد المحاصيل.
في ميدان وردك، على بعد 80 كم إلى الغرب من كابول ، تجمّع، حسب تقرير مراسل بي بي سي، حشدٌ من عدة مئات من الرجال على أمل الحصول على الدقيق الذي يوفره برنامج الغذاء العالمي من نقطة توزيع رسمية.
أبقى جنود طالبان الحشد هادئًا إلى حد معقول، لكن الأشخاص الذين قيل لهم إنهم غير مؤهلين للحصول على المساعدة كانوا غاضبين وخائفين.
رجلٌ عجوز من بين الحشود صرخ قائلا إن "الشتاء قد حلّ هنا تقريبا، ولا أعرف كيف سأتجاوزه إذا لم أستطع توفير الخبز".
تقرير البي بي سي ذكر أن برنامج الغذاء العالمي "في حاجة ماسّة إلى زيادة إمداداته إلى أفغانستان لمساعدة أكثر من 22 مليون شخص"، ونقل معدّ تقرير البي بي سي عن المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، الذي زار كابل الأحد الماضي، قولَه "إن الوضع مقلقٌ وسيءٌ للغاية"، مضيفًا، "نحن في الواقع نترقب أسوأ أزمة إنسانية على وجه الأرض، فأكثر من 95% من السكان ليس لديهم ما يكفي من الطعام ، وأكثر من 22 مليون شخص يسيرون نحو المجاعة،الأشهر الستة المقبلة ستكون كارثية، ستكون في الحقيقة جحيما على هذه الأرض."
قبل تولي طالبان السلطة في أفغانستان في آب/أغسطس الماضي ، كانت هناك ثقة في أن حكومة الرئيس أشرف غني ستكون قادرةً على مواجهة التداعيات الانسانية للشتاء، بمساعدةٍ من المجتمع الدولي، لكن تلك الثقة تبخرت بعد انهيار حكومة غني وتأسيس نظام الإمارة الإسلامية بقيادة طالبان وانسحاب القوات الأجنبية بشكل كامل، والذي أعقبه قطع الدول الغربية مساعدتها للبلاد، لأنها لا تريد أن يُنظر إليها، حسب تقرير بي بي سي، على أنها تساعد نظامًا يمنع الفتيات من التعليم ويؤيد إعادة تطبيق مجموعة كاملة من عقوبات الشريعة.
ولكن هل ستقف تلك البلدان مكتوفة الأيدي الآن تاركة ملايين الأبرياء فريسةً للجوع الحاد وخطر المجاعة؟
المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي دعا الحكومات والمليارديرات في العالم إلى مواجهة الأوضاع الانسانية المأساوية في أفغانستان، قائلًا إنه "من العار أن يكون هناك ما يعادل 400 تريليون دولار من الثروة على الأرض اليوم وهناك من يموتون جوعًا"، مضيفًا "أن نترك أي طفل يموت من الجوع، فهذا عار علينا".
بعض الأسر الأفغانية، خاصة في مخيمات النزوح، لجأت إلى بيع بناتها للحصول على ما تسدّ به رمقَها ولمواجهة مصاعب الحياة
كما يُذكر أن بعض الأسر الأفغانية، خاصة في مخيمات النزوح، لجأت إلى بيع بناتها للحصول على ما تسدّ به رمقَها ومواجهة مصاعب الحياة.
اقرأ/ي أيضًا:
ماذا عرض الجيش الأمريكي على أسر ضحايا الهجوم "الكارثي" الأخير في أفغانستان؟
انطلاق أول محادثات مباشرة في الدوحة بين ممثلين عن طالبان والإدارة الأمريكية