رغم أنها صحيفة رسميّة، والصحف الرسميّة عادة تتسم بالأحد الأدنى من الوقار والمصداقية، ورغم أنها تاريخية وكبيرة إلى حد العَجَز والعَجْز أحيانًا، انزلقت صحيفة الأهرام المصرية في فخ حملة التدليس المتعمَّدة ضد دولة قطر، في إطار حملات الأكاذيب التي تطارد الدوحة منذ "القطيعة الخليجية"، التي انصاعت لها مصر.
نشرت الأهرام عدة تقارير صحفية، وُصِفت على مواقع التواصل الاجتماعي بالمضحكة، والتي تفتقد الحد الأدنى من القدرة على التدليس
نشرت الأهرام عدّة تقارير صحفيّة، وُصِفت على مواقع التواصل الاجتماعي بالمضحكة، والتي تفتقد الحد الأدنى من القدرة على التدليس الذي ترتكبه الصحف الكبرى. إذن، ما الذي جنته أيدي الأهرام وجعلتها محطّ سخرية القراء؟
اقرأ/ي أيضًا: شيخوخة الأهرام.. ديون وفساد وهيمنة العسكرتاريا
1. أصل الخلافات السعودية القطرية قبل 1600 عامًا!
فور بدء أزمة "الدوحة - الرياض"، التي انطلقت بتصريحات مفبركة على لسان الأمير تميم بن حمد نشرتها وكالة الأنباء القطرية (قنا)، نشرت الأهرام تقريرًا بشأن خلاف سعودي قطري عمره 1600 عام، تحت عنوان "بدأ بحروب بكر وتميم في الجاهلية"، وذلك رغم أن السعودية، الحالية، عمرها لا يزيد عن مئة عام بعد توحيد المملكة، والسعودية الأولى عمرها لا يزيد عن ثلاثمئة عام، أما قطرفلا يزيد عمرها كذلك عن مئة عام.
لكن الأهرام المصرية اختلقت قصة بشأن خلاف تاريخي صنعه ملوك فارس، مشيرين إلى أنها "إيران الحالية"، بين عدّة قبائل، كان بطلاها بكر بن وائل، وتميم، على أطراف الخليج، فبدأ الصراع عنيفًا بين بكر وتميم، وقالت نصًّا: "دون أن يعرف أحد آنذاك أن أبناء بكر سيصبحون ملوك المملكة العربية السعودية، وأبناء تميم سيصيرون حكامًا لقطر ويتجدد الصراع بعد 1600 عام".
وواصلت الأهرام تدليسها، بناء على القصة المختلقة التي اخترعتها، وقالت إن وفد "تميم"، التي اعتبرته يمثل قطر، جاء إلى رسول الله في السنة التاسعة من الهجرة يتقدمهم الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر، فلما وصلوا المسجد نادوا :"أخرج إلينا يا محمد"، فآذى ذلك الرسول محمد من صياحهم، ونزلت فيهم الآية "إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ".
وهكذا تلبس "الأهرام"، كعادتها، الباطل ثوب الحق، فهي دمية الحاكم في مصر دائمًا، لكن الأمر وصل، هذه المرة حدّ التفاهة، في صناعة أكاذيب مثيرة للضحك سخر منها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي.
2. هل مؤسس دولة الخوارج.. قطري؟
تحاول الأهرام أن تجلب أي معلومة، زورًا، لتلمح إلى قطر في سلوك صحفي غريب أثار سخرية عارمة على مواقع التواصل
تحت عنوان "أول دولة للخوارج في الإسلام.. أسسها قطري ودمرها الحجاج"، نشرت الأهرام تقريرًا دون مناسبة يشير إلى قصة قطري بن الفجاءة، مؤسس أول دولة للخوارج في التاريخ الإسلامي، في محاولة لاستغلال اسمه لإهالة التراب على دولة قطر محاولة إثارة نزعة دينية يهتم بها قرّاء مصر في رمضان تحديدًا، وقالت في مقدمة تقريرها: "لقد استلم هذا الرجل تنظيم الخوارج الأزارقة، فأعلن الخلافة، تحت اسم إمارة المؤمنين، وارتدى السواد، وخاض الحروب ضد الدولة، وكفّر المجتمع قبل أن يقتله الحجاج بن يوسف الثقفي.. فمن هو ذلك القطري؟"
سردت الأهرام قصة قطري بن الفجاءة، مشيرة إلى أن ذلك ليس اسمه، إنما إشارة إلى نسبه إلى موضع بين البحرين وعمان، وهو اسم بلد كان منه. تحاول الأهرام أن تجلب أي معلومة، زورًا، لتلمح إلى قطر في سلوك صحفي غريب أثار سخرية عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ/ي أيضًا: صحفيون مصريون.. "اشتراهم" بن علي لتمجيد نظامه!
3. أكاذيب انهيار الجزيرة
رغم أن قناة الجزيرة تتوسّع إلى حد أنها صنعت أزمة كبرى بين دول الخليج وصلت إلى القطيعة الدبلوماسية، إلا أن الأهرام رأت في تقرير صحفي مفبرك أنها انهارت!
حمل التقرير عنوان "انهيار الجزيرة يهدد بي بي سي"، ادَّعت فيه أنّ مالكي القناة واحد، وأصلهما واحد، وترجعان إلى سياسة تحريرية واحدة، وأن الأسئلة بينهما متشابهة، وكذلك الضيوف وعناوين قضايا البرامج الحوارية، دون أن تلتفت إلى أن الأجندة السياسية والصحفية لجميع صحف القاهرة ليست متشابهة إنما متطابقة، وعلى رأسها الأهرام والصحف الرسمية.
تحاول الأهرام أن تصنع رأيًا عامًا على هوى الحكومة المصرية، فتواجه موقفًا حاسمًا وساخرًا وضاحكًا من الجميع، وتتوقف عند حدود التدليس.
تحاول الأهرام أن تصنع رأيًا عامًا على هوى الحكومة المصرية، فتواجه موقفًا حاسمًا وساخرًا وضاحكًا من الجميع وتتوقف عند حدود التدليس
4. حي الظاهر يقاطع قطر
في خبر مضحك آخر، بُني على صورة من حي الظاهر بقلب القاهرة، لا يمثّل إلا دعابة ربما تكون صنيعة "الفوتوشوب"، قالت "الأهرام" في خبر عاجل إن "أهالي حي الظاهر يقاطعون قطر"، وذكرت في محتوى الخبر أنّ "منطقة غمرة شهدت تحركًا من جانب بعض المواطنين، يعكس الانسجام الواضح بين القيادة السياسية المصرية من جهة وبين الشارع المصري من جهة أخرى، خصوصًا فيما يتعلق بمواقف الدولة المصرية من بعض القضايا الخارجية، كان آخرها الأزمة الخليجية، وموقف القاهرة المقاطع للدوحة، اعتراضًا على الدعم الذي تقدمه قطر للجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من القضايا خالفت فيها الدوحة موقف الإجماع العربي ومنها العلاقات مع إيران".
5. خبر مفبرك عن وقف التعامل بالريال القطري
فبركت صحيفة الأهرام، تزامنًا مع بدء أزمة الخليج، خبرًا بشأن وقف بعض البنوك التي تعمل بالسوق المصرية، التعاملات بالريال القطري من على شاشاتها الالكترونية بعد قرار قطع العلاقات المصرية مع دولة قطر، "الداعمة للإرهاب".
وعلى الرغم من نفي البنك المركزي المصري ذلك، إلا أن الأهرام حاولت إثارة الذعر لدى المتعاملين بالعملة القطرية في القاهرة، باعتبارها صحيفة رسميّة، وما تقوله يعتبر مُصدَّقًا وسط شرائح واسعة، مدَّعية أن بنكا الأهلي والقاهرة قاما، صباح اليوم، بـ"تصفير سعر صرف الريال القطري على شاشة الفروع الخاصة بأسعار صرف العملات".
اقرأ/ي أيضًا: