وصل المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 المقام في قطر، ضمن المسار الأصعب في البطولة. فقد وقع في مجموعة من ضمن الأصعب في دور المجموعات، واجه فيها كرواتيا وصيفة البطولة عام 2018، وبلجيكا صاحبة المركز الثالث. وفي دور الـ16 قابل منتخب إسبانيا، والذي حصل على بطولة كأس العالم في عام 2010، كما أنه كان من المنتخبات المرشحة والطموحة للحصول على اللقب. وفي مباراة ربع النهائي واجه المنتخب البرتغالي وتغلب عليه. وبتفحص مسارات المنتخبات الأخرى التي تشكل الدور النصف النهائي، نرى أن المنتخب المغربي خاض المسار الأصعب في البطولة حتى الآن، ما يجعله يستحق بامتياز لقب "قاهر الكبار" في البطولة.
وصل المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 المقام في قطر، ضمن المسار الأصعب في البطولة
وتعد مباراة أسود الأطلسي مع الديوك الفرنسية تحديًا جديدًا للمنتخب المغربي، فهو يواجه بطل العالم، الذي يمتلك خط الهجوم الأقوى ضمن الفرق التي تلعب نصف نهائي البطولة، بتسجيله 11 هدفًا، كما أنها تمتلك هداف البطولة حتى الآن كيليان مبابي، وتمكنت من كسر النحس الذي يلازم بطل المونديال بخروجه من الدور الأول.
كما تبدو فرنسا طامحة بالحصول على لقبها الثاني على التوالي، ولقبها الثالث في البطولة، نظرًا لامتلاكها تشكيلةً من اللاعبين الشباب الذين يمنحونها الثقة بتحقيق ذلك، وهو أمر قد لا يتكرر في المونديال القادم والذي سيعقد في أمريكا وكندا والمسكيك عام 2026. وإذا كانت فرنسا تمتلك الكثير من نقاط القوة في منتخبها مما يجعلها المرشح الأول للمونديال، إلى أن المنتخب المغربي هو الآخر يمتلك نقاط قوته أيضًا، وهنا نستعرض أبرزها.
- الصلابة الدفاعية
كانت واحدةً من أبرز نقاط قوة المنتخب المغربي طوال مسيرته في كأس العالم، هي صلابة دفاعه وقوة حارسه ياسين بونو، مما مكنه من أن يكون صاحب أقوى خط دفاع في البطولة. مما منح المنتخب المغربي القدرة على تطبيق تصورات المدرب وليد الركراكي الدفاعية، والتي أثبتت فاعليتها وتمكنت من الحد من خطورة المنتخبات التي واجهها المغرب، بالإضافة إلى دعم الحارس ياسين بونو الذي برز في تصدياته اللافتة.
- وسط ميدان ثابت ومرن:
تمثلت قوة المنتخب المغربي، في وسط ميدانه بامتلاكه سفيان أمرابط، الذي تمكن من القيام بأدوار دفاعية فعالة جدًا بالإضافة إلى قدرته على نقل الكرة إلى الأمام والمساندة في الهجمات المرتدة بشكلٍ فعال، مما يتيح إمكانية قيامه بقطع كرات المنتخب الفرنسي وفتح الإمكانية أمام منتخبه لبناء هجمة مرتدة سريعة. بالإضافة إلى اللاعب المتألق عز الدين أوناحي، والذي يتمكن من تحقيق انطلاقات فعالة، نتيجة سرعته ومهاراته العالية والتي قد تمكنه من ضرب الدفاعات الفرنسية.
- مواجهة أشرف حكيمي ومبابي
سيتواجه الأصدقاء في نادي باريس سان جيرمان في هذه المباراة، التي سيلعب فيها مبابي في مواجهة حكيمي مباشرةً، جناح أيسر مقابل ظهير أيمن، ورغم أن أشرف حكيمي عادةً يساند هجوميًا بشكلٍ كبير ولا يلتزم بكافة أدواره الدفاعية، إلّا أن مواجهة النجم الفرنسي ومعرفته السابقة به، قد تزيد من حذره في المباراة، ويتمكن من إيقافه، خاصةً أن ظهير المنتخب الإنجليزي كايل ووكر تمكن من إيقاف خطورة مبابي بنجاعة كبيرة خلال المباراة التي جمعت فرنسا وإنجلترا في الدور ربع نهائي. مما يشير إلى أن إمكانية نجاح حكيمي في هذه المهمة ليس أمرًا مستحيلًا.
- السرعة في إخراج الهجمات المرتدة
شهدنا في كافة مباريات المغرب، قدرةً عاليةً للمنتخب المغربي على بناء هجمة مرتدة واعدة، طوال الوقت، وفي عكس مجريات اللقاء، وتكرر هذا عدة مرات أمام إسبانيا والبرتغال، وكانت الفرصة مفتوحةً أمام المغرب لتسجيل الأهداف وقلب اللقاء بشكلٍ كامل.
مرةً أخرى جمهور المنتخب المغربي يحتل مكانة هامةً في هذه المباراة
- الجمهور
مرةً أخرى جمهور المنتخب المغربي يحتل مكانة هامةً في هذه المباراة، فقد كان لافتًا بشكلٍ كبير، وتحدث عنه اللاعبين والصحافة العالمية عدة مرات، نظرًا لالتفاف الجمهور المغربي والعربي بشكلٍ كبير حول أسود الأطلسي، وهذا الأمر قد يمنح اللاعبين دفعةً معنويةً كبيرةً، إلى جانب الحافز الكبير بالوصول إلى نهائي كأس العالم 2022، بعدما أنجز المنتخب المغربي الوصول إلى نصف نهائي البطولة.