بعد مرور أكثر من 100 يوم على عدوان "إسرائيل" على قطاع غزة، لم يتوقف خلالها عن أداء واجبه رغم كل ما حل به من مصائب، أعلنت قناة "الجزيرة" أمس الثلاثاء وصول مراسلها ومدير مكتبها في غزة، وائل الدحدوح، إلى العاصمة القطرية الدوحة لتلقي العلاج إثر الإصابة التي لحقت به جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدفه برفقة الشهيد سامر أبو دقة، بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
يحظى الدحدوح بمكانة مميزة بين الغزّيين الذين نقل معاناتهم وصوتهم على مدار نحو 20 عامًا من العمل مراسلًا لقناة "الجزيرة" في غزة، وخاصةً خلال الحروب الإسرائيلية على القطاع، الذي اعتاد العرب على معرفة أخباره منه.
رُسمت هذه اللوحات تعبيرًا عن مكانة وائل الدحدوح، وتضامنًا معه بعد ما حل به من مصائب خلال العدوان على غزة
وتضاعفت مكانة الدحدوح وشهرته خلال العدوان الحالي لا بسبب تغطيته المستمرة له على مدار أكثر من 100 يوم، وإنما نتيجة المصائب التي توالت عليه، إذ فقد زوجته وابنه وابنته وحفيدته في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع، واستُشهد زميله سامر أبو دقة في قصف استهدفهما في خان يونس، وأُصيب بفعله.
وفي السابع من كانون الثاني/يناير الجاري، استُشهد ابنه البكر حمزة، برفقة الصحفي مصطفى ثريا، إثر قصف استهدف السيارة التي كانا يستقلانها في منطقة المواصي جنوب غرب قطاع غزة. وفي رثائه له، قال وائل الدحدوح: "ليس بضعة مني.. حمزة كان كلّي".
رغم ذلك، استمر الدحدوح في أداء واجبه، وكان كذلك حاضرًا على الدوام بين الناس يدعمهم ويواسيهم ويؤكد لهم أن لهذه الحرب نهاية، وأن الحياة ستعود إلى القطاع، لا سيما في أحاديثه مع عوائل الشهداء والجرحى، وقد اكتسب بفعل ذلك صورةً رمزية للأب الفلسطيني الصامد في وجه حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها برابرة العصر على غزة.
تضامنًا معه، وتعبيرًا عن دعمهم له ووقوفهم إلى جانبه في محنته، كما كل سكان قطاع غزة، رسم العديد من الفنانين لوحات متعددة للصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح تعبّر عن مأساته ومكانته بين الغزيين والعرب في آنٍ معًا، وتوثّق في جانب آخر حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على القطاع، إضافةً إلى إظهار إنسانية الفلسطينيين المُحاطين بالموت والفقد والدمار.
وفيما يلي وقفة مع بعضها.
ياسين محمد
أمجد جمال
منصف جنينة
بريتاني لوار
عزيز أسمر
نام فام
عبد الرحمن شرف