ساسوكي هو أحد أبطال سانادا العشرة، مجموعة محاربين أسطوريين عملوا تحت إمرة الساموراي خلال فترة المقاطعات المتحاربة في اليابان، وساهموا في معارك قلعة أوساكا، ويُظن أنه مات في الحملة الصيفية لحصار قلعة أوساكا سنة 1615.
القادر على تصدير صورته بطريقة توازي صورة ساسوكي في أذهان الصغار؛ قادر بالتأكيد على أنْ يصدِّر صورته في أذهان الأجيال
و"مغامرات ساسوكي" مسلسل كرتوني ياباني من إنتاج سنة 1979، وحظي بشهرة كبيرة بين الصغار والكبار أيضًا، شخصية تمتلك القوة والخفة والشجاعة والدهاء والحنكة. حين كنتُ في الصف الرابع الابتدائي بدأت بحب الرسم، والغريب أني بدأت برسم شخصيتين هما ساسوكي وحافظ الأسد، وبقيت لزمن طويل أحاول أنْ أجد رابطًا بين هاتين الشخصيتين، والعلاقة بينهما، ومن أين وكيف ولماذا علقت شخصية الأسد في ذهني وبعمر مبكر، ولم يكن لعائلتي أية صلة بمفاهيم البعث والسلطة والتحدث عن القائد، وهذا إنّ دلَّ على شيء فإنه يدل على قوة كبيرة وذات نشأة ممنهجة بأدق المعايير لترسيخ صورة القائد في الأذهان.
وكنتُ دومًا أمام خيارين في الرسم، ساسوكي أو الأسد، وأذكر أني رسمتُ ساسوكي كرسمة جدارية بحبر مجموعة أقلام شبه تالفة، وكانت الفكرة مستوحاة من جداريات الأسد، وهذا يعني أني لم أخرج عن قداسة القائد وصورته التي نستوحي منها أشكال أبطالنا الراسخة في أذاهننا منذ الصغر.
وبعد مرور كل هذه السنوات أجد أنَّ صورة الأسد الأب قد جاءت من تلك الصورة المطبوعة على تلك الدفاتر التي تنتجها المؤسسة العامة الاستهلاكية، والتي كانت تتصدر واجهة الدفتر الذي يرافقنا أكثر من أي شيء آخر، وكلما فتحنا الدفتر وأغلقناه يطل القائد علينا بوجهه من خلال تلك الدائرة التي تحيط بوجهه، تلك الصورة التي نراها بعدد مرات رؤيتنا لساسوكي الراسخة في أذهاننا على الشريط ذاته.
وبالعودة إلى صفات ساسوكي نجد أنّ الأسد يتمتع بالصفات ذاتها من قوة وخفة وشجاعة ودهاء وحنكة، هذه الصفات تحقق ذاتها بمفاهيم ذاتها دون الخروج بها إلى المعايير الأخلاقية والإنسانية، ولقد مارس كل هذه الصفات على الدولة والشعب منذ البداية، وطريقة موته وتحضير الرئاسة للأسد الابن كانت بمثابة تلك الخفة التي يتصف بها ساسوكي، ومزاعم بطولة التشرينين بمثابة بطولات النينجا، وشجاعته في مجزرة حماة بمثابة تلك النجمات السحرية التي كان يستخدمها ساسوكي في حروبه مع أعدائه، ودهاؤه في مسألة فلسطين بمثابة دهاء ساسوكي حين يتنكر بزي من أزياء العدوء على أنه منهم، مع الفارق الكبير في حقيقة الزي وحقيقة العدو الحقيقي الذي كان يراه في الشعب.
كانت دولة البعث دولةً مبنية على أسس علمية ونفسية بالدرجة الأولى، في حين أنّ الأسس القمعية كانت بالدرجة الثانية، أو بدرجة توازي الدرجة الأولى بشعرة الأسد التي كانت أكثر دقة من شعرة معاوية.
إن القادر على تصدير صورته بطريقة توازي صورة ساسوكي في أذهان الصغار؛ قادر بالتأكيد على أنْ يصدِّر صورته في أذهان الأجيال عمومًا. وحتى هذا الوقت ما زال مناصرو النظام لا يفرقون بين كلمة "قُمْ" التي تأتي في مطلع أغنية الشارة وبين "قُمْ" الإيرانية، ويرون ساسوكي في صورة الأسد الابن الذي يجيد الخفة كأبيه، خفته في زيارته لروسيا، وخفته في جلب الجماعات المتطرفة للبلاد، وخفته في وضع إصبعه على أنفه ونشر حزب الله والإيرانيين في البلاد، وشجاعته في رمي البراميل بدلًا عن النجمات ذات الرؤوس الحادة التي كان يرميها ساسوكي على أعدائه.
قُمْ ضعْ يدك بيدي
قُمْ نحمي غدك وغدي
نفتدي أرضنا
بالدماء نفتدي.
اقرأ/ي أيضًا: