"مدينة الأدب" لقب تمنحه "اليونيسكو" للمدن التي تبدي اهتمامًا واضحًا بالأدب والإبداع والفنون. الآن انضمت سياتل الأمريكية لهذه القائمة التي تضم 28 مدينة. المقال مترجم عن The Seattle Times
أعلنت "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة- اليونسكو"، يوم الثلاثاء، تسمية مدينة سياتل مدينة للأدب، لتنضم إلى شبكة المدن الإبداعية لليونسكو، والتي تضم 28 مدينة دولية من ضمنها إدنبره ودبلن وكراكوف وبغداد ومونتفيديو وغيرها.
على الرغم من اختلافها، تلتزم جميع المدن الإبداعية بالتطوير وتبادل أفضل الممارسات المبتكرة للترويج للصناعات الإبداعية
ويُمنَح هذا لقب "مدينة الأدب" للمدن العالمية التي أبدت اهتمامًا واضحًا بالأدب والنشر وغير ذلك من أشكال التعبير المكتوب. وتعد سياتل ثاني المدن الأمريكية التي تحصل على هذا اللقب، بعد مدينة آيوا (موطن ورشة كتاب آيوا ذائعة الصيت). وبذلت منظمة مدينة سياتل للأدب المحلية غير الهادفة للربح الكثير من الجهود خلال الأعوام الماضية للفوز بهذا اللقب، بعد محاولة سابقة لم تنجح.
اقرأ/ي أيضًا: رواية "أثر على أثر".. تقلبات روسيا المعاصرة
تمنح شبكة المدن الإبداعية هذا اللقب في سبعة مجالات إبداعية: الحرف والفنون الشعبية، والتصميم، والأفلام، وفن الطهي، والأدب والفنون الإعلامية والموسيقى. وبهذا الإعلان، تضم الشبكة حاليًا 180 مدنية في 72 دولة. وقالت اليونسكو في بيان لها "على الرغم من اختلافها جغرافيًا وديموغرافيًا أو اقتصاديًا، تلتزم جميع المدن الإبداعية بالتطوير وتبادل أفضل الممارسات المبتكرة للترويج للصناعات الإبداعية، وتعزيز المشاركة في الحياة الثقافية، ودمج الثقافة في سياسات التنمية الحضرية المستدامة".
ما الذي يعنيه هذا لسياتل؟ قالت ستيشا براندون، مديرة برنامج الأدب والعلوم الإنسانية في مكتبة سياتل العامة وعضو مجلس إدارة مؤسسة مدينة سياتل للأدب، إن لقب "مدينة الأدب" من شأنه أن يفتح الأبواب أمام التواصل والتبادل الثقافي. وقالت "ما يفعله بشكل أساسي هو أنه يسمح لنا بالتواصل مع الشبكات حول العالم في عدة مجالات، وإيجاد الفرص لبناء التفاهم من خلال الفنون الأدبية وغيرها من أشكال الفنون الأدبية".
أتمت مدينة سياتل للأدب مؤخرًا برنامجًا للتبادل حول كتاب السكان الأصليين، وقالت براندون إن الفوز باللقب سييسر المزيد من ذلك التواصل والفعاليات.
وعلى الرغم من أن سياتل ليست مركزًا أدبيًا شبيهًا بنيويورك مثلًا، إلا أن براندون أشارت إلى أن لجنة اختيار اليونسكو لم تكن تبحث عن الحجم بالضرورة. وأضافت "عرفنا إنهم مهتمون بالصورة الكلية لكيفية تأثير أحد أنواع الفنون"، متابعة أن طلب تقديم سياتل للحصول على اللقب شمل مناقشة "التقاليد الشفهية للسكان الأصليين التي تسبق وجود المستعمرين البيض، والتي تستمر في الوجود إلى الآن"، بالإضافة إلى مناقشة مكتبة المدينة المستقلة، ومنظماتها مثل فنون سياتل والمحاضرات ومجلس المدينة وقطاع النشر ومجتمع الكتابة المزدهر في المدينة. وتابعت "أعتقد أن كل تلك الأشياء مجتمعة، أظهرت أثر الصناعة على هذا المكان بمرور الوقت، وهو ما حمل الكثير من المعنى بالنسبة للجنة الاختيار".
لقب "مدينة الأدب" من شأنه أن يفتح الأبواب أمام التواصل والتبادل الثقافي
اقرأ/ي أيضًا: "المكشوف والمحجوب".. التاريخ كصراع بين العري والاحتشام
في وقت سابق من الشهر، أعلنت إدارة دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من منظمة اليونسكو، وقالت براندون إن أثر ذلك القرار لم يتضح بعد فيما يتعلق بمضي عمل مؤسسة مدينة سياتل للأدب قدمًا. وأضافت "نشعر أن أهداف السلام والتفاهم عبر الأواصر الثقافية تبقى اليوم بذات القدر من الأهمية مثلما كانت قبل صدور القرار. نحن شديدو الإيمان بذلك، وسنستمر في عملنا".
اقرأ/ي أيضًا: