01-مارس-2024
مجزرة شارع الرشيد ومجزرة الطحين

(تويتر) الولايات المتحدة كانت الدولة الوحيدة التي اعترضت على مسودة البيان

أثارت مجزرة شارع الرشيد في غزة، يوم أمس، موجة من ردود الأفعال العالمية المستنكرة لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي، بإطلاق النار على أهالي مدينة غزة، الذين تجمعوا من أجل الحصول على الطحين، مما أدى إلى استشهاد 112 فلسطينيًا، وإصابة 760.

وفي الوقت نفسه، رفضت الولايات المتحدة، خلال جلسة مشاورات مغلقة بشأن مجزرة شارع الرشيد، إصدار أي بيان عن مجلس الأمن الدولي، بعد طلب دولة الجزائر، عقد اجتماع والخروج في بيان.

الولايات المتحدة تُفشل إدانة إسرائيل، في بيان يصدر عن مجلس الأمن، بعد ارتكابها مجزرة شارع الرشيد

وبحسب مصدر دبلوماسي مطلع على حيثيات الجلسة المغلقة، فإن الولايات اعترضت على تسمية الجيش الإسرائيلي بالاسم وتحميله المسؤولية عن إطلاق النار على الفلسطينيين في مجزرة شارع الرشيد، وفق ما ورد في صحيفة "العربي الجديد".

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن الولايات المتحدة كانت الدولة الوحيدة التي اعترضت على مسودة البيان.

وفي أعقاب الاجتماع، قال نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة روبرت وود، إنّ "المشكلة بالنسبة لنا أنه لا توجد لدينا كل الحقائق التي نريد الحصول عليها والتي قد تساعد في إيجاد لغة مشتركة بين جميع الدول الأعضاء في المجلس، بطريقة تضمن أننا تحققنا بشكل واضح من الحقائق"، مضيفًا: "قد لا نتمكن حتى من القيام بذلك على الفور، ولكن ربما يمكننا العثور على صياغة لغوية يمكن للجميع الاتفاق حولها".

يشار إلى أن الجزائر، كانت قد عملت على إعداد مسودة بيان صحفي، يؤكد على "القلق العميق حول التقارير التي تشير إلى مقتل أكثر من مئة شخص وجرح أكثر 750 آخرين جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النيران على تجمع للناس كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات الإنسانية في مدينة غزة".

وتعبر مسودة البيان، عن قلق الدول الأعضاء في مجلس الأمن، عن مواجهة المستويات "المثيرة للقلق" من انعدام الأمن الغذائي في غزة، وكررت مسودة البيان مطالبة المجلس جميع "أطراف النزاع بالسماح وتسهيل وتمكين إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن ومستدام ودون عوائق لجميع المدنيين في جميع أنحاء قطاع غزة".

وذكرت مسودة البيان إسرائيل، مطالبة إياها بـ"الإبقاء على المعابر الحدودية مفتوحة أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتسهيل فتح معابر إضافية، لتلبية الاحتياجات الإنسانية على نطاق واسع، ودعم إيصال مواد الإغاثة بشكل سريع وآمن إلى الناس في جميع أنحاء قطاع غزة".

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، قد استخدمت حق النقض (الفيتو)، 3 مرات من أجل منع إصدار أي قرار عن مجلس الأمن، يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وكان مندوب فلسطين الدائم بالأمم المتحدة رياض منصور، قد أعرب رغبته في بيان يعبّر عن "الإدانة القصوى لهذه المجزرة، وأن يُخضع المسؤولين عنها للمحاسبة ويتبنى مخرجات تنص على الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة".

وأشار إلى لقاء مع السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، مضيفًا أنه "توسل إليها" لكي يتحرك المجلس "لإدانة هذه المجزرة".

وأضاف منصور: "هذه المجزرة الوحشية دليل على أنه ما دام مجلس الأمن مشلولًا ويتم فرض الفيتو، فإنّ الفلسطينيين يدفعون حياتهم ثمنًا. على مجلس الأمن أن يقول طفح الكيل، وإذا كانت لديهم الشجاعة والتصميم لمنع تكرار هذه المجازر، فإن ما نحتاجه هو وقف إطلاق النار".

بدوره، قال المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نيكولا دي ريفيير إنّ "الوضع الإنساني للسكان المدنيين في غزة يتدهور يومًا بعد يوم. نحن الآن نواجه كارثة غير مسبوقة".

إدانة ودعوة للتحقيق

وكان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، صاحب الموقف الأبرز، عندما أعلن أن كولومبيا ستعلق مشترياتها من الأسلحة الإسرائيلية بعد الحادث، واصفًا الحرب بـ"الإبادة الجماعية" ودعا العالم إلى "مقاطعة نتنياهو".

وناقش الرئيس بايدن إطلاق النار على شارع الرشيد، الذي وصفه البيت الأبيض بأنه "مأساوي ومثير للقلق"، في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري يوم الخميس، وقال للصحفيين إنه يتوقع أن يؤدي إلى تعقيد مفاوضات الرهائن الجارية.

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "المدنيين اليائسين في غزة بحاجة إلى مساعدة عاجلة، بما في ذلك سكان الشمال"، حيث لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات منذ أكثر من أسبوع، وأدان "الحدث في شارع الرشيد.

بدوره، قال جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، إنه "شعر بالرعب من الأخبار عن مذبحة أخرى بين المدنيين في غزة الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية"، واصفًا عدد الضحايا بأنه "غير مقبول على الإطلاق". 

وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "سخطه العميق إزاء الصور القادمة من غزة"، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "أعرب عن إدانتي الشديدة لعمليات إطلاق النار هذه وأدعو إلى الحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي".

وقال وزير الخارجية البرتغالي جواو كرافينيو إنه "صدم بشدة"، فيما قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إنه "غير مقبول"، مع الدعوة إلى وقف إطلاق النار.

وأصدرت منظمة أطباء بلا حدود، بيانًا وصفت فيه الحادث بأنه "النتيجة المباشرة لسلسلة القرارات غير المعقولة التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية أثناء شن هذه الحرب". 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ: "تشعر الصين بالصدمة إزاء هذا الحادث وتدينه بشدة. ونعرب عن حزننا للضحايا وتعاطفنا مع المصابين. وتحث الصين الأطراف المعنية، وخاصة إسرائيل، على وقف إطلاق النار وإنهاء القتال على الفور، وحماية سلامة المدنيين بجدية، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، وتجنب وقوع كارثة إنسانية أكثر خطورة".

بدورها، قالت منظمة العفو الدولية: "يجب التحقيق فورًا في التقارير المريعة التي تظهر أعدادًا من الفلسطينيين يُقتلون ويُصابون في محاولتهم تلقي المساعدات الغذائية في شمال غزة. إنّ تحقيقاتنا جارية في ما حصل كجزء من توثيقنا المستمر للانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين".