24-أبريل-2024
مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

(epa) تُعتبر الليلة الماضية إحدى أعنف ليالي الحرب على القطاع

شهد قطاع غزة، ليلة الثلاثاء – الأربعاء، قصفًا جويًا ومدفعيًا عنيفًا ومكثّفًا طال مناطق متفرقة في آن واحد، مخلّفًا مزيدًا من الدمار والضحايا الذين بلغ عددهم أكثر من 34 ألف شهيد، وما يزيد عن 77 ألف مصاب، عدا عن آلاف المفقودين.

وتُعتبر الليلة الماضية إحدى أعنف ليالي الحرب المتواصلة منذ 201 يوم لناحية حجم ووتيرة القصف المدفعي والجوي الذي استمر عدة ساعات، واستهدف منازل المدنيين وتجمعاتهم من شمال القطاع إلى جنوبه.

وتعرّضت مناطق بيت لاهيا، وبيت حانون، وتلة قليبو، والشيخ زايد، وعزبة بيت حانون، ومحيط مستشفى كمال عدوان، في شمال غزة، لقصف مدفعي وجوي عنيف خلّف دمارًا واسعًا في المنطقة التي تُعتبر في الأصل من أكثر مناطق القطاع تضررًا من العدوان.

وتزامن القصف مع محاولات توغل جديدة لقوات الاحتلال، التي طلبت من أهالي عدة مناطق في شمال قطاع غزة إخلاء بيوتهم استمرارًا لسياسة التهجير وحصر السكان في مناطق صغيرة وسط القطاع. 

انتشلت فرق الدفاع المدني جثامين أكثر من 324 شهيدًا في مجمع ناصر الطبي ومناطق متفرقة من مدينة خانيونس جنوب القطاع

وفي مدينة غزة، أفادت وسائل إعلام محلية بوقوع إصابات في صفوف المدنيين جراء غارة إسرائيلية استهدفت شارع الجلاء. وذلك تزامنًا مع قصف مدفعية الاحتلال وطائراته لأحياء الزيتون وتل الهوا والشيخ عجلين والمناطق الشرقية من المدينة.

واستهدفت طائرات الاحتلال مجموعتين من المواطنين قرب مدرسة أبو عربان، وفي جوار "هايبر مول" في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 7 فلسطينيين.

وأُصيب عشرات النازحين إثر استهداف الاحتلال لخيامهم في منطقة الزوايدة وسط القطاع. فيما شنّت طائرات الاحتلال عدة غارات طالت مدينة دير البلح ومخيمي البريج والمغازي.

وأفادت مصادر محلية بوصول عدد من الإصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى، في دير البلح، جراء قصف طائرات الاحتلال لبلدة الزوايدة جنوب النصيرات، وسط قطاع غزة.

كما أدى قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "البحابصة" في حي السلام بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، إلى استشهاد وإصابة العشرات.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، أمس الثلاثاء، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 34.183 شهيدًا و77.143 مصابًا.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 3 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 32 شهيدًا و59 مصابًا.

وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي سياق متصل، أفادت المديرية العامة للدفاع المدني بغزة بانتشال طواقهما، أمس الثلاثاء، لجثامين 51 شهيدًا من مختلف الفئات والأعمار في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس في جنوبي قطاع غزة.

وقالت المديرية إنه تم التعرف على 30 جثة منهم والبقية مجهولين، ليصل إجمالي ما تم انتشاله حتى أمس الثلاثاء إلى 324 شهيدًا. وأشارت أيضًا إلى أنه تم انتشال 9 شهداء من أماكن متفرقة في خانيونس.

نصف سكان غزة يعانون الجوع

ورغم الحديث عن زيادة دخول المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، إلا أن الأزمة الإنسانية لا تزال قائمة وتعرّض حياة أكثر من مليوني شخص للخطر، خاصةً في ظل تصاعد انتشار الأوبئة والأمراض المعدية في مخيمات اللجوء.

وفي بيان مقتضب عبر منصة "إكس"، أمس الثلاثاء، أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه بعد مضي 200 يوم على الحرب الإسرائيلية الوحشية والمدمِّرة على قطاع غزة، أصبح: "نصف سكان القطاع يعانون من الجوع".

وقال البرنامج إنه يقدّم: "المساعدات الغذائية الضرورية لأكثر من مليون شخص كل شهر (في قطاع غزة)، ويعمل على تشغيل النظم الغذائية التي توقفت عن العمل"، مضيفًا أنه: "بعد 200 يوم، نصف سكان غزة يعانون الجوع".

وسبق أن أكد البرنامج أن كمية المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة: "مجرد قطرة في محيط الاحتياجات"، وذلك على الرغم من ادعاءات الاحتلال بزيادة دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر والمنكوب.

وأشارت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس الثلاثاء، إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة خلّفت: "دمارًا في كل مكان وأضرارًا هائلة بالبنية التحتية الحيوية".

وقالت المنظمة الأممية، في منشور عبر منصة "إكس": "بعد مرور 200 يوم على الحرب، أصبح الدمار في كل مكان في غزة"، مضيفةً: "الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية هائلة، وفقد أكثر من مليون شخص منازلهم ونزح 75 بالمئة من السكان".

وأكدت أن عملية إزالة الحطام الذي خلّفه القصف الإسرائيلي ستستغرق سنوات، مشدِّدةً على أن: "وقف إطلاق النار هو الأمل الوحيد المتبقي"، لإنقاذ سكان قطاع غزة.

المقاومة تواصل ضرباتها ضد الاحتلال

أما على صعيد الأوضاع الميدانية، فقد خاضت فصائل المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال شمال النصيرات، وأفادت وسائل إعلام باستدعاء الاحتلال طائرة مروحية لإطلاق النار في محيط موقع الاشتباكات.

وأمس الثلاثاء، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصف سديروت ونيرعام ومستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية ردًا على جرائم جيش الاحتلال بحق المدنيين.

وقالت "سرايا القدس" إنها قصفت مقر الفرقة 162 التابعة لجيش الاحتلال، في محيط المستشفى التركي في محور التقدم "نتساريم" جنوب غزة، بقذائف الهاون من العيار الثقيل، إضافةً إلى قصف تجمع لقوات الاحتلال في موقع البيدر بشارع الرشيد غرب مدينة غزة.