تنشر شركة آبل كل عام تقرير الشفافية الذي تذكر فيه الطلبات الواردة من الحكومات للوصول إلى بيانات عدد من العملاء. وكشف تقرير الشفافية لعام 2018 المنصرم، استجابة آبل لعدد كبير من الطلبات التي قال التقرير إنها زادت بنسبة 9%.
تلقت شركة آبل خلال 6 أشهر فقط أكثر من 32 ألف طلب حكومي للوصول لبيانات عملائها، واستجابت هي لـ80% من هذه الطلبات
ونقلت صحيفة إندبندنت البريطانية، أن شركة آبل، وافقت على أكثر من 25 ألف طلب حكومي للوصول إلى بيانات عملاء لديها، خلال النصف الأول من عام 2018، وفق ما جاء في تقرير الشفافية الذي أصدرته آبل نفسها.
اقرأ/ي أيضًا: هل تبطئ آبل هواتف الآيفون القديمة لتبيع هواتفها الجديدة؟
بهذا تكون شركة آبل استجابت لنحو 80% من الطلبات الواردة إليها للوصول إلى بيانات عملائها، والتي بلغ مجملها في نفس الفترة 32342 طلبًا، للوصول إلى بيانات 163823 جهازًا أو عميلًا.
بذلك فإن عدد الطلبات زاد بنسبة 9% عن الستة أشهر السابقة لما ورد في التقرير، عندما استجابت آبل لـ79% من الطلبات الواردة للوصول إلى بيانات عملاء لديها، والتي بلغت 23 ألفًا و477 طلبًا.
أكثر الدول طلبًا لبيانات عملاء آبل
احتلت الحكومة الألمانية الصدارة في قائمة الحكومات التي طالبت بالاطلاع على بيانات عملاء آبل في النصف الأول من عام 2018، بنسبة 42% من مجمل الطلبات الواردة للشركة. في حين بررت آبل هذه الطلبات الكثيرة للحكومة الألمانية بأنها "في الغالب بسبب التحقيقات حول الأجهزة المسروقة".
واحتلت الولايات المتحدة أيضًا مرتبة عالية في القائمة، بعدد طلبات وصل إلى 4570 طلبًا للوصول إلى بيانات 14911 جهازًا.
كما قدمت الولايات المتحدة أيضًا 918 طلبًا للتعرف على المفردات المالية المتاحة ضمن بيانات عدد من عملاء آبل. وقالت الشركة إن هذه الطلبات، على الأرجح "بسبب تحقيقات في الاحتيال على بطاقات الائتمان".
وتقول شركة آبل، إنها تستجيب لطلبات الحكومات بالوصول إلى بيانات عملائها، في حال كانت الطلبات واضحة ومحددة فقط، وأنها "ترفض تمامًا أي طلب ليس له أساس قانوني".
هل تعلمت آبل من درس فيسبوك وأناليتيكا؟
في آذار/مارس 2018، انكشفت فضيحة كامبريدج أناليتيكا، عندما مررت شركة فيسبوك بيانات نحو 57 مليار رابط صداقة عبر منصتها، إضافة إلى بيانات حوالي 50 مليون مستخدمٍ لفيسبوك، استخدمتها شركة تحليل البيانات، لصالح الحملة الانتخابية لدونالد ترامب.
بعيد انكشاف الفضيحة التي أثرت كثيرًا على فيسبوك، تعاملت الشركة بشيء من الاستخفاف، قبل أن تزيد الضغوط عليها ليصبح مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لفيسبوك، مضطرًا للخضوع للاستجواب أمام الكونغرس الأمريكي. ثم توالت الانتقادات اللاذعة لسياسة فيسبوك في التعامل مع مستخدميها وبيانات مستخدميها.
وعلى ما يبدو تعلمت آبل من فضائح فيسبوك، وبعد أن راجت قضية خصوصية بيانات مستخدمي المواقع الإلكترونية ووسائل التكنولوجيا الحديثة التي تستلزم من مستخدميها إضافة بياناتهن.
وفي حين تشير تحليلات عديدة إلى أن فيسبوك يعتمد بشكل أساسي على بيانات مستخدميه كمصدر للربح بطرق عدة، صرح الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، بأن شركته حريصة على عدم تسريب أو "تمرير" بيانات مستخدميها، أو كما قال نصًا: "الحياة الشخصية لمستخدمينا"، مضيفًا أن "الخصوصية بالنسبة إلينا حق من حقوق الإنسان، وحرية مدنية".
إلا أنه في الوقت الذي يشدد فيه كوك علنًا على التزام شركته بالخصوصية والشفافية حول الطلبات الحكومية لبيانات عملائها، ليس ثمّة ما يُثبت تبريرات الشركة في تقرير الشفافية، لطلبات الحكومات التي استجابت لها الشركة.
كما أن زيادة عدد الطلبات، وما رافقها بالضرورة زيادة في الاستجابة إليها، قد يكون مصدرًا للشكوك في تصريحات الرئيس التنفيذي لآبل، الخاصة بالحفاظ على خصوصية بيانات مستخدميه.
وعلى كل، يبدو أن خصوصية بيانات المستخدمين، باتت واحدة من أهم السلع في السوق العالمي الذي تُسهم تكنولوجيا المعلومات في جزء ضخم منه.
يبدو أن خصوصية بيانات المستخدمين، باتت واحدة من أهم السلع في السوق العالمي الذي تُسهم تكنولوجيا المعلومات في جزء ضخم منه
ويرفض كثيرون التسليم لأي تصريحات من الشركات التكنولوجية التي تتعامل بشكل مباشر مع بيانات المستخدمين، حول التزامها بالحفاظ على خصوصيتها، في حين تزداد فضائح التسريبات واستغلال البيانات التي تكون ضحيتها في النهاية خصوصية المستخدمين.
اقرأ/ي أيضًا: