بعد أشهر من المنافسة المحتدمة، تخللتها أحداث ومعطيات مثيرة، أُسدل الستار على مباريات الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، وتحددت هوية أبطال هذه الدوريات. وكان لافتًا هذا العام أن الفرق الخمسة التي تُوِجت باللقب في العام الماضي، نجحت في المحافظة على لقبها، وهو أمر لم يحصل من قبل البتة.
كان لافتًا أن الفرق الـ5 التي توجت بألقاب الدوريات الأوروبية الكبرى العام الماضي، حافظت على ألقابها هذا العام، وهو ما لم يحصل من قبل البتة
وإذا كانت فرق برشلونة، وباريس سان جرمان، ويوفنتوس، قد نجحت في حسم الدوري بشكل مبكر ودون مواجهة صعوبات كبيرة، فإن الإثارة استمرت في ألمانيا وإنجلترا حتى الجولة الأخيرة، قبل أن يحسم كل من بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي الأمور في النهاية.
اقرأ/ي أيضًا: إنفوغراف.. أرقام قياسية في دوري أبطال أوروبا 2019
1. الدوري الإنجليزي.. سنتميترات تحدد هوية البطل
في واحدة من أكثر نسخات البريمييرليغ جنونًا، نجح مانشستر سيتي في التتويج بلقب الدوري في الجولة الأخيرة، بعد فوزه على برايتون خارج ملعبه، بينما لم يشفع لليفربول فوزه على وولفرهامبتون ووصوله إلى النقطة 97 لتحقيق اللقب الغائب عنه منذ عقود.
ويذكر أن هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها أحد فرق الدوريات الخمس الكبرى في الوصول إلى هذا العدد من النقط، دون أن يتوج، ليكون ليفربول أفضل وصيف على الإطلاق. وحالت تفاصيل صغيرة دون تتويج ليفربول باللقب، أبرزها الكرة التي أنقذها جون ستونز عن خط مرمى في مباراة البطل والوصيف، حيث أثبتت تقنية الـVAR، أن الكرة دخلت بكاملها باستثناء بضع مليمترات، وبالتالي فالهدف لا يحتسب.
ثم عاد مانشستر سيتي ليفوز بالمباراة بهدفين مقابل هدف واحد. ثم عاد مرة أخرى للمنافسة، علمًا بأن ليفربول كان متوفقًا في بعض المراحل بسبع نقاط كاملة عن السيتي.
الإثارة وحبس الأنفاس في انتظار تحديد هوية البطل انسحب أيضًا على صراع الهدافين، حيث تساوى ثلاثة لاعبون في الصدارة، هم المصري محمد صلاح، الغابوني بيار أوباميانغ، والسنغالي ساديو ماني. والملاحظ أن الثلاثة هم من قارة أفريقيا!
ومن أبرزالأحداث التي شهدها الدوري الإنجليزي هذا العام، إقالة جوزيه مورينيو من تدريب مانشستر يونايتد، ووفاة مالك ليستر سيتي بعد تحطم طائرته.
2. الدوري الإسباني.. لقب سهل لبرشلونة مرة أخرى
بالرغم من تعثره في بعض مباريات الذهاب، إلا أن برشلونة لم يجد صعوبة كبيرة في المحافظة على لقبه كبطل لليغا الإسبانية. وحسم الفريق الكاتالوني الأمور رسميًا قبل نهاية الدوري بثلاث مراحل، فيما حلّ في المركزين الثاني والثالث على التوالي، فريقا أتلتيكو مدريد بقيادة سيميوني، وريال مدريد الذي بدّل ثلاثة مدربين قبل أن يعود لخيار زيدان في النهاية.
وعلى المستوى الفردي، تألق الأسطورة ليونيل ميسي كالعادة، حاصدًا معظم الألقاب، فقد توج بلقب هداف الدوري بـ36 هدفًا حسم بها عمليًا جائزة الحذاء الذهبي للمرة السادسة، في رقم قياسي جديد. كما كان صاحب أكبر عدد تمريرات حاسمة في الدوري، وأكثرمن صنع فرصًا محققة. كما سجل ميسي ستة أهداف من ركلات حرة مباشرة، أكثر من أي لاعب آخر في كافة الدوريات الأوروبية.
3. الدوري الإيطالي.. لا جديد يذكر ولا قديم يعاد
للسنة السابعة على التوالي نجح يوفنتوس في حسم لقب الكالتشيو الإيطالي. وبعكس السنة الماضية التي واجهت فيها "السيدة العجوز" منافسة شرسة من نابولي، فإن الفريق حسم الأمور بسهولة هذه السنة.
واختبأت الإثارة في الدوري الإيطالي حتى الجولة الأخيرة، فيما يخص معرفة الفرق المتأهلة إلى دوري أبطال أوروبا، لينجح كل من أتلاتنتا وإنتر ميلان في حسم البطاقتين المتبقيتين، فيما خرج ميلان من السباق في اللحظات الأخيرة.
أما كريستيانو رونالدو القادم مطلع العام إلى يوفنتوس من ريال مدريد، فقد نجح في تسجيل 22 هدفًا، والحصول على جائزة أفضل لاعب في البطولة.
وكانت المفاجأة تألق المخضرم فابيو كوالياريلا الذي سجل 26 هدفًا مع سامبدوريا، ليحرز ابن الـ36 سنة، لقب هداف الدوري. بيما شهد الدوري هذا العام وداع نجم روما، باولو دي روسي الذي لعب مع الفريق لمدة 19 عامًا.
4. الدوري الألماني.. خبرة بايرن ميونيخ تتفوق في النهاية
للمرة الأولى منذ عام 2013، انتظر بايرن ميونيخ حتى المرحلة الأخيرة ليحسم لقب الدوري الألماني، بعد منافسة قوية من بروسيا دورتموند. وبالرغم من خسارتهم للدوري، فإن دروتموند قدم فريقًا شابًا أبهر المتابعين بأدائه وأسلوبه، وتألق معه بشكل خاص اليافع الإنجليزي جودان سانشو الذي أصبح اليوم محط اهتمام عديد الفرق الإنجليزية.
فاز بايرن ميونيخ في المرحلة الأخيرة ضد فرانكفورت، وحسم بذلك اللقب، لكن دموع فرح محبيه اختلطت مع دموع الوداع، حيث ودع البافاريون الثنائي الذهبي فرانك ريبيري وآريين روبن، المعروفين بـ"روبيري"، بعد سنوات طويلة أمضياها في النادي، وساعدا الفريق في تحقيق الأمجاد.
5. الدوري فرنسي.. لا أحد يصمد أمام باريس سان جيرمان
لم يجد فريق العاصمة أي صعوبات في حسم الدوري الفرنسي لصالحه، وبفارق 16 نقطة كاملة عن أقرب منافسيه، فريق ليل. وبالرغم من التتويج، فإن غصة الخروج القاسي والمفاجئ من ثمن نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي، بقيت في حلق جمهور حديقة الأمراء.
لم يجد باريس سان جيرمان أي صعوبات في حسم الدوري الفرنسي لصالحه، وبفارق 16 نقطة كاملة عن أقرب منافسيه، فريق ليل
وشهد الدوري الفرنسي هذا العام تألقًا لافتًا لعدد من اللاعبين مثل كنيكولاس بيبي مهاجم ليل. إلا أن مهاجم باريس سان جيرمان الشاب، وأفضل لاعب شاب في مونديال روسيا، كيليان مبابي، خطف الأضواء من الجميع، ونجح في تسجيل 32 هدفًا، مقدمًا مستوى ثابتًا، استطاع من خلاله أن يثبت أحقيته بالمبلغ الكبير الذي دُفع له.
اقرأ/ي أيضًا:
ثلاثيّة تاريخية.. مانشستر سيتي يختم ألقاب الموسم بكأس الاتحاد الإنجليزي
البطولة السابعة على التوالي.. بايرن ميونيخ سيّد البوندسليغا الأزلي