27-مايو-2019

ينتهج بروسيا دورتموند سياسة هي الأنجح في أوروبا اليوم (Getty)

بدأ نادي بروسيا دورتموند، الميركاتو الصيفي بشكل مبكر، معلنًا عن تعاقده مع ثلاثة لاعبين حتى الآن، وهما الدوليان الألمانيان المدافع نيكو شولز القادم من هوفنهايم مقابل 27 مليون يورو، وجوهرة باير ليفركوزن جوليان براندت ابن الـ23 سنة، والذي كان مطلوبًا بقوة من ليفربول وتوتنهام، مقابل 22 مليون يورو، إضافة إلى تورغان هازارد، نجم فريق بروسيا مونشنغلادبخ، وشقيق النجم العالمي إيدين هازارد، مقابل 25 مليون يورو.

منذ سنوات تعتمد إدارة بروسيا دورتموند إستراتيجية اصطياد المواهب الشابة بأسعار مقبولة وصقلها قبل بيعها بأسعار خيالية

وكان بروسيا دورتموند قد أعلن في الشتاء الماضي عن اتفاقه مع فريق تشيلسي لبيعه نجمه الأميركي بوليسيتش مقابل 64 مليون يورو ابتداءً من الموسم المقبل، علمًا بأن بوليسيتش لم يكن أساسًيا في الكثير من المباريات هذا الموسم.

اقرأ/ي أيضًا: لوسيان فافر يعيد بروسيا دورتموند إلى الواجهة

بالمحصلة خسر الفريق الأصفر لاعب وسط، وكسب ثلاثة نجوم دوليين لديهم مستقبل كبير، مقابل حوالى 10 ملايين يورو كفارق، لتثبت الإدارة مرة أخرى ذكاءها وبراعتها في إتمام الصفقات.

اصطياد المواهب وصقلها ثم بيعها لاحقًا

بالرغم من الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الفريق في ألمانيا، لا يعدّ بروسيا دورتموند فريق صف أول في أوروبا مثل برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونيخ ويوفنتوس وغيرها، بل يقع ضمن فرق الصف الثاني التي تحاول دائمًا المنافسة على الألقاب بالرغم من إمكانياتها القليلة.

بروسيا دورتموند
اعتمد باريس دورتموند هذا العام على خليط من الشباب ولاعبي الخبرة

ومنذ سنوات طويلة، تستخدم إدارة بروسيا دورتموند إستراتيجية اصطياد المواهب الشابة بأسعار مقبولة، والعمل على صقلها وتطويرها لتقوم لاحقًا ببيعها بأسعار خيالية.

يتأثر الاستقرار الفني في الفريق بسبب التخلي المستمر عن النجوم، لكن المتطلبات المادية تجعل الفريق عاجزًا عن الوقوف أمام العروض الكبيرة المقدّمة. ومع ذلك فإن الفريق يظهر كل فترة، ويُقدم مستويات عالية جدًا، وقد مر بعدد من المراحل الزاهية في العقد الأخير، وأبرزها كانت تحت إدارة يورغن كلوب، عندما توج الفريق بلقبي الدوري في العامين 2011 و2012، قبل أن يصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2013، ويخسره بصعوبة أمام بايرن ميونيخ في ويمبلي 2-1.

وكان الفريق قريبًا من التتويج بلقب الدوري هذا العام، واستمر في منافسة العملاق البافاري بايرن ميونيخ حتى الجولة الأخيرة. وكاد رجال المدرب لوسيان فافر أن يخطفوا اللقب، لولا التهاون في بعض المباريات، وإهدار النقاط السهلة.

واعتمد الفريق هذا العام على خليط من الشباب ولاعبي الخبرة، وحصل الفريق على خدمات كل من أشرف حكيمي وباكو ألكاسير من ريال مدريد وبرشلونة، وقدم اللاعبان مستويات مدهشة مع الفريق، فيما تمثلت مفاجأة الموسم بالجوهرة اليافعة الإنجليزية جودان سانشو، والذي قدم مستوى كبير، وصنع 14 هدفًا في الدوري، أكثر من أي لاعب آخر في أوروبا، وسجل 12 هدفًا.

سانشو بيضة ذهبية أخرى على طريقة ديمبيلي وأوباميانغ

انتقل سانشو إلى الفريق مطلع العام الحالي، بعدما كان يلعب مع شباب مانشستر سيتي. وكلفت صفقته خزائن النادي في الصيف الماضي ثمانية مليون يورو فقط. واليوم تتحدث الصحف العالمية عن اهتمام الفرق الإنجليزية باللاعب، ولن يقبل دورتموند بأقل من 100 مليون يورو للتخلي عنه كما أشارت عدة مصادر.

سانشو
انتقل سانشو إلى الفريق مقابل 8 ملايين يورو، والآن يصل سعره إلى 100 مليون يورو

وفي حال تمت الصفقة، فإن الفريق سيكون قد حقق أرباحًا طائلة خلال سنة واحدة فقط. ويذكرنا هذا الأمر بحالة عثمان ديمبلي، الفرنسي اليافع الذي انتقل إلى دورتموند قادمًا من رين الفرنسي في عام 2016، لينتقل بعدها بأقل من سنة إلى برشلونة الإسباني مقابل 120 مليون يورو، ما حقق للنادي أرباحًا تفوق 100 مليون يورو خلال سنة واحدة.

أما بيار أوباميانغ، هداف الدوري الإنجليزي اليوم بالتساوي مع صلاح وماني؛ فكان قد انتقل إلى أرسنال في شتاء 2018 قادمًا من بروسيا دورتموند مقابل 63 مليون يورو، مع العلم بأن المهاجم الغابوني كان قد وصل إلى الفريق الأصفر في العام 2015 مقابل 13 مليون يورو فقط، واستفاد منه الفريق بشكل كبير، وكان منافسًا دائمًا على لقب هداف البوندسليغا، قبل أن ينتقل إلى أرسنال في الصفقة التي حققت فارق 50 مليون يورو للنادي.

ربح دورتموند مئات ملايين اليوروهات نتيجة حسن الإدارة وبراعة كشافيه وكفاءة مدربيه، لتكون سياسته واحدة من الأنجح في أوروبا الآن

ويذكر أن بوليسيتش الذي قيل إنه سينتقل لتشلسي مقابل 65 مليون يورو، كان قد انتقل إلى الفريق مجانًا قبل ثلاث سنوات. ولو أضفنا صفقات أخرى كغاندوغان، وكاغاوا، ونوري شاهين، وغوتزه في 2013، فسنجد أن الفريق ربح مئات الملايين من اليوروهات، وحصد نتائج حسن الإدارة، وبراعة كشافيه في اصطياد المواهب، وكفاءة مدربيه في صقلها وتطويرها، لتكون سياسة الفريق هي واحدة من الأنجح في أوروبا الآن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

دوري أبطال أوروبا 2019.. نسخة الجنون والإثارة والأرقام القياسية

الفيفا يحسم الأمر.. تثبيت إقامة كأس العالم قطر 2022 بمشاركة 32 منتخبًا