أطاح أتلتيكو مدريد بمانشستر يونايتد خارج مسابقة دوري أبطال أوروبا، بعدما هزمه في عقر داره بهدف دون رد، في إياب ثمن نهائي المسابقة، حيث انتهى لقاء الذهاب بالتعادل بهدف لمثله، فيما فجّر بنفيكا مفاجأة من العيار الثقيل، وأقصى أياكس أمستردام من البطولة، بعدما انتصر على ملعب يوهان كرويف أرينا بهدف وحيد، إذ انتهى لقاء الذهاب بالتعادل 2-2.
الأنظار اتّجهت مساء الثلاثاء صوب ملعب الأولد ترافورد، والذي شهد قبل أيام قليلة تألّقًا لافتًا من النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، حينما قاد فريقه إلى انتصار هام على توتنهام، مدوّنًا ثلاثيّة تاريخيّة جعلته يتربّع على عرش الهدّافين في تاريخ اللعبة، وفقًا لهذه المعطيات عوّلت جماهير الشياطين الحمر على تألّق الدون أمام أتلتيكو مدريد، سيما وأن الفريق الإسباني يعتبر ثاني أكثر ناد تلقّت شباكه أهدافًا من كريستيانو، سبق للنجم البرتغالي تسجيل 25 هدفًا في شباك الأتلتي، بقميصي ريال مدريد ويوفنتوس.
بدأت المباراة بنسق سريع من قبل أصحاب الأرض، مانشستر يونايتد أراد أن يباغت خصمه بهدف مبكّر، فمرّت رأسيّة إيلانغا فوق العارضة، تبعها عرضيّة من برونو فيرنانديز، سدّدها إيلانغا تجاه المرمى، لكنّ الحارس أوبلاك أنقذ الموقف بأعجوبة، أزاح الكرة بوجهه وحوّلها إلى ركلة ركنيّة.
تراجع أتلتيكو مدريد للخلف، وأطبق دفاعاته معتمدًا على الهجمات المرتدّة، ولاحت أولى فرصه الخطرة عن طريق الأرجنتيني دي بول، والذي صوّب كرة من خارج منطقة الجزاء، أبعدها ديخيا باقتدار إلى ركلة ركنيّة، ردّ عليه اليونايتد بتسديدتين من خارج منطقة الجزاء لدييغو دالوت، الأولى مرّت جانب المرمى، والثانية أمسك بها أوبلاك.
وفي وقت كان خلاله اليونايتد يسابق الزمن من أجل تسجيل هدف التقدّم، باغته الضيوف بهدف في الدقائق الأخيرة من الشوط الأوّل، هدف أتى في وقت مثاليّ للغاية بالنسبة لكتيبة دييغو سيميوني، حينما استثمر لودي كرة مرفوعة من أنطوان غريزمان وأكملها برأسه في الشباك، اعترض لاعبو اليونايتد كثيرًا على الهدف بداعي ارتكاب منافسهم خطئًا خلال بداية الهجمة، لكنّ الحكم لم يتراجع عن قراره، وكاد اليونايتد أن يضيف هدف التعادل مع ختام الشوط الأوّل، لكنّ أوبلاك تألّق كعادته، وأنقذ مرماه من تسديدة برونو فيرنانديز الخادعة، لينتهي الشوط الأوّل بتقدّم الضيوف1-0.
كان من أسهل الأمور التكهّن بسيناريو الشوط الثاني، الجميع يدرك أن أتليتكو مدريد سيطبق دفاعاته ويعتمد على الهجمات المرتدّة، فيما سيسعى اليونايتد جاهدًا لتسجيل التعادل عبر التقدّم للأمام، وهو ما حدث بالضبط، حيث هجم اليونايتد بكل ما أوتي من قوّة على مرمى خصمه، لكنّه لم ينجح في تشكيل الخطورة إلا ما ندر، بسبب صلابة دفاعات الهنود الحمر.
بدأ اليونايتد الشوط الثاني بفرصة خطرة لإيلانغا، تسديدة السويدي مرّت جانب القائم، وأكمل سانشو كرة عرضيّة على الطائر، لكنّها علت العارضة بقليل، في وقت باغت خلاله أتلتيكو مضيفه بهجمات سريعة انتهت دون تغيير للنتيجة، فتصدّى ديخيا لكرة دي بول، وفضّل غريزمان الاستعراض على التقدّم بالنتيجة.
كاد اليونايتد أن يسجّل هدف التعديل قبل نهاية المباراة بربع ساعة، لكنّ الحارس أوبلاك تألّق في إبعاد رأسيّة فاران، ارتدّت الكرة إلى كريستيانو رونالدو فأكملها مقصّية تجاه المرمى، أوبلاك تدخّل مجدّدًا، ومع مرور الوقت تسرّب اليأس إلى لاعبي اليونايتد ومدرّبهم، والذي أجرى تبديلات عديدة علّه يفكّ طلاسم دفاعات سيميوني، لكنّ الأخير لم يسمح بذلك، فاقتنص أتلتيكو مدريد بطاقة العبور إلى ربع النهائي.
على الجانب الآخر، فاجأ بنفيكا البرتغالي الجميع حينما أطاح بأياكس أمستردام خارج دوري أبطال أوروبا، النادي الهولندي كان أحد أفضل الفرق في مرحلة المجموعات، حقّق العلامة الكاملة واكتسح خصومه واحدًا تلو الآخر، لكنّ بنفيكا نجح في إيقافه بمباراة الذهاب، حينما انتهى اللقاء بالتعادل 2-2، واقتنص منه انتصارًا غاليًا في لقاء الإياب بهدف وحيد، سجّله الأوروغوياني داروين نونيس قبل نهاية المباراة بربع ساعة، مستثمرًا هفوة قاتلة من الحارس أونانا، ليحجز النادي البرتغالي مكانًا له في ربع نهائي دوري الأبطال.