كشفت شركة ميتا في مؤتمرها "Meta Connect" لعام 2013 عن بعض المنتجات الجديدة المزودة بالذكاء الاصطناعي، مثل روبوتات محادثة قادرة على إنشاء صور واقعية، ونظّارات ذكية تجيب عن أسئلة مستخدميها، فضلًا عن سماعة محدّثة للواقع الافتراضي.
وأشار مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، إلى ميزات هذه المنتجات وقدرتها على الجمع بين العالمين الحقيقي والافتراضي، وهو إلى ذلك أكّد على عناية شركته بتوفير ذكاء اصطناعي منخفض الثمن، أو مجاني، وبذلك يستطيع المستخدمون دمجه واستخدامه في حياتهم وأنشطتهم اليومية. وتطرّق مسؤولو ميتا كذلك إلى جهاز كويست (Meta's Quest)، الذي يتبوأ قائمة الصدارة ضمن أفضل منتجات الواقع الافتراضي مبيعًا (حسب تصريحهم)؛ إذ وصفه أولئك المسؤولون بأنّه أفضل المنتجات من ناحية القيمة والمواصفات في هذا المجال، وهو تلميحٌ مقصود منهم للإشارة إلى جهاز فيجين برو الباهظ الثمن من آبل، الذي سيتاح للمستهلكين في وقت قريب.
كذلك أعلن مارك زوكربيرغ خلال هذا الحدث عن إطلاق الجيل الجديد من نظارات ميتا الذكية (ماركة راي-بان)، على أن تبدأ عمليات الشحن والبيع بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر بسعر 299 دولار أمريكي. ولا ريب أنّ هذه النظارة تأتي بتحديثات بارزة، إذ إنّها مزودة بمساعد الذكاء الاصطناعي لإتاحة البث المباشر لما يشاهده المستخدم في منصتي فيسبوك وإنستغرام، فهذه الميزة تطور بارز قياسًا بالجيل السابق الذي اقتصر على التقاط الصور فقط.
أعلن مارك زوكربيرغ خلال مؤتمر ميتا السنوي عن إطلاق الجيل الجديد من نظارات ميتا الذكية، على أن تبدأ عمليات الشحن والبيع بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر بسعر 299 دولار أمريكي
أمّا فيما يخصّ جهاز كويست للواقع المختلط، فستبدأ عمليات الشحن بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول. ويحتوي جهاز كويست أولى منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي الموجهة للمستخدمين، وهو روبوت المحادثة الآلي ميتا إي آي (Meta AI)، الذي يوفر للمستخدمين استجابات نصية وصورًا شديدة الواقعية.
وفي هذا الصدد يقول زوكربيرغ: "تأتي ابتكاراتنا أحيانًا على هيئة منتجات وأجهزة لم يسبقنا إليها أحدٌ، وفي أحيانٍ أخرى تتجلى ابتكاراتنا في التعامل مع منتجات رائعة وباهظة الثمن، ثم تقديمها للمستخدمين مجانًا أو بأسعار في متناول الجميع".
ومن المقرر أن تدمج الشركة روبوت ميتا إي آي في النظارات الذكية بدءًا من الإصدار التجريبي في الولايات المتحدة الأمريكية، على أن يتلقى تحديثًا في العام المقبل حتى يستطيع تحديد الأماكن والأشياء التي يراها المستخدمون، فضلًا عن توفير خيار الترجمة. وسبق لميتا أن أنشأت روبوت ميتا إي آي معتمدة على نموذج مخصص قائم على نموذج اللغة الضخمة إل لاما 2 (Llama 2)، الذي أتاحته ميتا للاستخدام التجاري في شهر يوليو/تموز الفائت. ويؤكد زوكربيرغ أنّ روبوت ميتا إي آي قادر على بلوغ المعلومات آنيًا بفضل شراكته مع محرك البحث بينج.
وكان نيك كليغ، رئيس الشؤون العالمية في ميتا، أجرى مقابلة مع وكالة رويترز أشار فيها إلى الخطوات التي اتخذتها الشركة بغرض الفصل بين البيانات الخاصة وتلك المستخدمة لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي، وقال أيضًا إنّها فرضت قيودًا على المحتوى الذي ينشئه الروبوت، مثل إنتاج صور واقعية لشخصيات عامة. ويقول كليغ: "سعينا جاهدين لاستبعاد البيانات المتضمنة قسطًا كبيرًا من المعلومات الشخصية"، ويضرب مثلًا على ذلك باستبعاد الشركة عمدًا لبيانات موقع لينكدإن من مجموعة البيانات المخصصة لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي.
وعلى العموم لم تقتصر المنتجات والخدمات التي أعلنتها ميتا على ما سبق؛ إذ قالت الشركة بأنها تعكف حاليًا على إنشاء منصة تتيح للمطورين والمستخدمين العاديين تصميم روبوتات ذكاء اصطناعي مخصصة لهم، على أن تكون لها حسابات في فيسبوك وإنستغرام قبل أن تظهر كشخصية أفاتار في عالم الميتافيرس. ولم تكتفَ ميتا بهذا الإعلان وحسب، بل عمدت إلى استعراض قدرات المنصة، فأنشأت 28 روبوت محادثة آليًا بشخصيات مختلفة، وبأصوات بعض المشاهير مثل سنوب دوغ وتوم باردلي.
ويقول المحلل بول أودونيل عن هذه الخطوة: "لا أرى منتجات الذكاء الاصطناعي قادرةً على تحقيق إيرادات مباشرة لشركة ميتا في المستقبل المنظور، وغالب ظنّي أنها ستدر لهم بعض الإيرادات بطريقة غير مباشرة؛ إذ تولي الشركة جلّ عنايتها لتطوير منصة قوية يستطيع المطورون الآخرون الاستفادة من مميزاتها".
ومن جهة أخرى، أشار زوكربيرغ إلى إضافة ألعاب منصة إكس بوكس السحابية إلى جهاز كويست في شهر ديسمبر/كانون الأول القادم. وحسبما يبدو من الأخبار والإعلانات، فإنّ نظارة وسماعة كويست 3 منافس حقيقي لنظارة فيجين برو، لا سيما أن سعر الأولى يبدأ من 500 دولار أمريكي، في حين يبلغ سعر الثانية نحو 3،500 دولار أمريكي. وتتميز كويست 3 بوجود تكنولوجيا الواقع المختلط التي عرضت للمرة الأولى في جهاز كويست برو، الذي أطلقته ميتا في العام الماضي.
ولا ريب أنّ إعلانات ميتا في هذا الحدث تشي بخطط زوكربيرغ القادمة لاستقطاب الاهتمام إلى تكنولوجيا الواقع المعزز والافتراضي، لا سيما بعدما انصرف المستثمرون في الآونة الأخيرة نحو الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة.