بتوقيع حوالي أربعمئة أديب وكاتب مصري، وعشرة أدباء عرب، صدر أمس، الجمعة، أول بيان للأدباء المصريين بشأن جزيرتي تيران وصنافير، اللتين وافق البرلمان المصري على التنازل عنهما للسعودية، ونشر على صفحة الشاعر رفعت سلام. وقال أدباء مصر في البيان: "إن جزيرتَي تيران وصنافير جزءٌ لا يتجزأ من أراضي الدولة المصرية، وفق ما تؤكده حقائق التاريخ، والجغرافيا، ودفاع الشعب عنها بدمائه، ممثلاً في جنود وضباط القوات المسلحة".
وقّع حوالي 400 كاتب مصري البيان الأول الرافض للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية
لا يعتد الموقّعون بكل الإجراءات التي قامت بها الحكومة والبرلمان بشأن التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وفق البيان، الذي أكّد على التزامهم بحكم المحكمة الإدارية العليا البات والنهائي، والقاضي بتبعية الجزر لإقليم الدولة المصرية. وطالب أصحاب البيان، أدباء وكتاب مصر، كل مؤسسات الدولة باحترام الدستور، الذي دفع المصريون ثمنه من دمائهم، واحترام سلطة الشعب المطلقة على أراضيه، ووقف التنازل عن الجزر، الذي، كما ورد بالبيان، يهدد الأمن القومي المصري، ولا يخدم سوى مصالح الكيان الصهيوني، كما طالبوا بالإفراج الفوري عن المعتقلين المعارضين لبيع الجزر.
اقرأ/ي أيضًا: كتّاب المغرب.. لا تعسكروا حراك الرّيف
في رسالة واضحة إلى الجميع، دعا الأدباء الموقعون على البيان جموع الشعب المصري للاحتجاج – بكل الوسائل السلمية والقانونية - على التنازل، الذي وصفوه بـ"غير القانوني وغير الدستوري"، عن جزيرتي تيران وصنافير، متعهّدين بأن يكونوا في الصفوف الأولى من المظاهرات الاحتجاجية.
"إذا ما تمادى النظام الحاكم، وقام بالتصديق على الاتفاقية يلتزم الموقعون على البيان باعتبار جزيرتي تيران وصنافير أراضي مصرية محتلة".. اختُتم بيان الأدباء بذلك الإعلان، وكلمة "عاشت مصر حرة مدنية ديمقراطية لكل أبنائها على كامل ترابها الوطني دون نقصان".
ومن بين الأدباء المصريين الموقّعين على البيان أهداف سويف، وأحمد الخميسي، وعلي عطا، وأحمد الفخراني، وجابر طاحون، وخالد إسماعيل، ورفعت سلام، ويحيى وجدي، ورامي يحيى، وهشام أصلان، وعزت القمحاوي، ومحمد إبراهيم محروس، وأدهم العبودي، وعماد علي قطري، وناصر عراق.
ومن الأدباء العرب الذين عارضوا التنازل عن تيران وصنافير، عبر بيان كتاب مصر علي رياض وعلي السباعي وصلاح فائق وجمال الهاشمي (العراق)، وعبد الفتاح بن حمودة (تونس)، ومحمد إقبال حرب (لبنان)، ومروان علي ودينا نسريني (سوريا)، ويوسف الحميدي (فلسطين).
وفي بيان آخر عن الأدباء والمثقفين المصريين أيضًا، أدان مثقفون استهداف حملة أمنية شرسة لعدد من الزملاء، وهم الأديب والكاتب عصام الزهقري، والشاعر شحاتة إبراهيم والمثقف الوطني محمد البجيجي ومحمد عبد الحكيم وعمر جويد، معتبرين أن الحملة ضد تيران وصنافير تطال كل المهتمين بمعركة التنازل عن الجزيرتين، التي اعتبرت مصيرية، والمثقفون في طليعتها وقلبها.
الحملة ضد تيران وصنافير تطال كل المهتمين بمعركة التنازل عن الجزيرتين، التي اعتبرت مصيرية، والمثقفون في طليعتها وقلبها
وعبَّر أدباء ومثقفو وفنانو مصر عن استمرار دعمهم لمصرية جزيرتي تيران وصنافير، وحرية الرأي والتعبير، التي يكفلها الدستور والقانون وكافة المواثيق الدولية. وإزاء ذلك، أعلنت شرائح واسعة من المثقفين تضامنها مع المعتقلين على أثر التضامن مع مصرية جزيرتي تيران وصنافير، مطالبين بالإفراج عنهم فورًا.
اقرأ/ي أيضًا: كيف خلقت الإمارات مجتمعًا ثقافيًا مواليًا لأجندتها؟
وقال البيان الخاص بالأدباء والفنانين نصًا: "لقد كان هؤلاء المثقفون وكنا جميعًا في خندق الدفاع عن الوطن، وبدلًا من أن تساعدنا الحكومة على مواجهة الإرهاب، وتفعيل الحركة الثقافية ودعمها لإزالة آثار الماضي فها هي تعتقل أصحاب الفكر المستنير والرأي الحر، ونهيب بأصحاب العقول الراجحة في الدولة المصرية التدخل الفوري للإفراج عن زملائنا كمطلب واضح لا بديل له ولا تراجع عنه".
اقرأ/ي أيضًا:
نهاية قصة تيران وصنافير.. برلمان السيسي يُعطي ما لا يملك لمن لا يستحق