يعتبر موقع مركز مؤتمرات دالاس بين أكثر من 10 ملاجئ مؤقتة خصصتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل استيعاب العدد القياسي للقصر غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأمريكية. وتشير المعلومات الواردة التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة إلى الاستعجال في إنشاء المواقع لإيواء المهاجرين الأطفال، وتجنيد المتطوعين والموظفين، ثم نقل الأطفال إلى كفيل، مثل أحد الوالدين أو الأقارب، من المتواجدين داخل أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي يتابعون فيه السير في إجراءات الهجرة القانونية. ويسعى المسؤولون في السلطات المحلية إلى الاعتماد على المساحات العادية مثل مراكز المؤتمرات، وذلك من أجل تأمين مأوى مناسب للأطفال المتدفقين بأعداد كبيرة، خاصة وأن هذه المواقع تعتبر أفضل من المرافق التي تستخدمها دوريات الحدود الشبيهة بالسجون، حسب ما أشار تقرير لشبكة سي إن إن الأمريكية. وقد افتتحت مثل هذه المواقع للطوارئ في منتصف آذار/مارس في دالاس وسان دييغو وسان أنطونيو ولونغ بيتش.
ورثت إدارة بايدن ملف الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم عن إدارة دونالد ترامب من بين عدد من الملفات الشائكة ذات الصلة بقضايا الهجرة
إلا أنه وبالرغم من هذه الجهود فهناك مشكلات عدة تواجه المنظمين في السلطات المحلية وكذلك الأطفال القصر. ففي إحدى المواقع حيث يتم استلام الأطفال في حالات الطوارئ يتشكل الطاقم فقط من حوالي 24 موظف للإشراف على أكثر من ألفي طفل، ما يؤكد الوتيرة السريعة التي يتم بها إنشاء المواقع. ووفقًا لما أشارت إليه معلومات شبكة سي إن إن، فجزء من اللوم عن الوضع الحالي يقع على وزير الصحة والخدمات الإنسانية كزافييه بيسيرا، حيث يعتقد العديد من مساعدي بايدن أنه فشل في التعامل مع الأمر على وجه السرعة. وقد ضغط كبار المسؤولين في البيت الأبيض مرارًا وتكرارًا على وزارة الصحة في الاجتماعات لتحديد وإنشاء مرافق لإيواء الأطفال المهاجرين بشكل أسرع.
اقرأ/ي أيضًا: قضية حظر السعودية للزراعات اللبنانية تتفاعل وتوقيف سمير صفير في ظروف غامضة
فيما كانت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، المسؤولة عن رعاية الأطفال المهاجرين، قد أقرت بالطبيعة المحدودة لهذه المواقع المؤقتة، وأشارت في بيان إلى أنها "تهدف في البداية لتقديم خدمات منقذة لحياة الأطفال غير المصحوبين بذويهم تكون متناسبة مع أفضل الممارسات والمعايير في الاستجابة للطوارئ في حالات الكوارث أو المواقف الإنسانية". خاصة أن المرافق الحدودية المؤقتة كانت تقدم الضروريات الأساسية، لكن بدون تقديم خدمات أخرى حيوية كالتعليم وإدارة الحالات النفسية ومستلزمات اللعب والترفيه.
في ذات السياق، تتمثل التحديات التي تواجهها السلطات المحلية بالقدرة على توفير آلاف الأسرة، حيث أضافت ما يقارب 14 ألف سرير، وكذلك إمكانية توفير وجبات الطعام بانتظام وفي أماكن نظيفة وصحية، ويضاف إلى ذلك التكاليف الباهظة المترتبة على العملية، وإيجاد متطوعين للعمل في هذه المراكز. كما يضاف إلى هذه التحديات ما يفرضه فيروس كورونا من إجراءات يجب اتباعها، خاصة في الأماكن المكتظة. وأفاد أحد المسؤولين في البيت الأبيض لشبكة سي إن إن "عندما رأينا ارتفاع الأعداد، بدأ البيت الأبيض في عقد عملية مشتركة بين الوكالات المعنية لتلبية احتياجات الأطفال"، وأضاف "نحتاج إلى زيادة الإنتاجية، فالإدارة الأمريكية السابقة لم تتخذ إجراءات احترازية استعدادًا لتدفق اللاجئين على الحدود".
وقالت المتطوعة الاجتماعية ساينز رودريغيز لشبكة سي إن إن "الجهد أصبح أكثر تنظيمًا الأن، مقارنة بالوقت الذي تم فيه افتتاح موقع تناول الطعام في دالاس في منتصف شهر آذار/مارس"، وأضافت "لم تعد الأماكن فوضوية كما كانت في البداية". وأشارت إلى أن "الإقامة لمدة شهر متواصل في غرفة واحدة يكون لها تأثير سلبي على الصحة العقلية لهؤلاء الأطفال". وأشار تقرير شبكة سي إن إن إلى أن عمليات نقل للفتيات من المراكز تمت ولكن دون معرفة الأسباب، ويضاف إلى ذلك القلق بشأن الأطفال ذوي الإعاقة والأطفال الصغار في هذه المواقع.
وبحسب أرقام حكومية نشرتها صحيفة الواشنطن بوست، فالإدارة الأمريكية تنفق أكثر من 60 مليون دولار أسبوعيًا على خدمات العناية بالأطفال المهاجرين. وقالت مديرة الأمن في مجلس الأمن القومي، أندريا فلوريس "لقد أحرزنا بعض التقدم الهائل في تقليل وقت احتجاز الأطفال في مرافق الجمارك وحماية الحدود وقمنا بفتح مراكز استقبال الطوارئ"، وأضافت "لكن بالتأكيد إن الهدف الأخير هو التأكد من لم شمل كل طفل مع عائلته".
اقرأ/ي أيضًا:
صورة تلقي السيسي للقاح كورونا بدون إبرة تثير موجة سخرية عبر مواقع التواصل
ناشطون مصريون يطالبون بالتحرك لمواجهة العطش القادم بسبب سد النهضة