تعرضت ليبيا، إلى واحدة من أصعب العواصف على مدار سنوات، المعروفة باسم "دانيال"، مما أدى إلى فيضان هو الأكبر والأكثر فتكًا في ليبيا، وأدى إلى وفيات تتجاوز 6500 وأكثر من 36 ألف نازح، بالإضافة إلى آلاف المفقودين.
وفي تقرير نشرته صحيفة الغارديان، أشارت إلى ربط بين التغير المناخي والفيضان، مع ارتفاع مستويات درجات الحرارة وهطول كميات كبيرة من الأمطار.
قال الأستاذ في جامعة لايبزيغ وعالم المناخ كارستن هوستين: "المياه الدافئة لا تغذي العواصف من حيث كثافة هطول الأمطار فحسب، بل تجعلها أيضًا أكثر شراسة"
وقالت الصحيفة البريطانية، إن ليبيا وشرقها حيث تكثف هطول الأمطار، كانت لعدة أشهر كانت تعاني من موجة حر غير مسبوقة. ويقول العلماء إن موجة الحر رفعت درجات حرارة سطح البحر، وهو ما كان يمكن أن يشجع على تكوين إعصار يشبه الإعصار الاستوائي في البحر الأبيض المتوسط.
وقال الأستاذ في جامعة لايبزيغ وعالم المناخ كارستن هوستين: "على الرغم من إنه لم يتم حتى الآن إسناد رسمي لدور تغير المناخ في جعل العاصفة دانيال أكثر شدة، فمن الآمن أن نقول إن درجات حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط كانت أعلى بكثير من المتوسط طوال فصل الصيف".
حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف.. نؤكد من مصادرنا المستقلة للمعلومات بأن عدد المفقودين وصل إلى 10 آلاف شخص حتى الآن.#ليبيا #إعصار_دانيال
تابع التحدثات أول بأول عبر موقعنا⬇️ pic.twitter.com/GDcA4qS4bs
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 12, 2023
وأضاف: "وهذا ينطبق بالتأكيد على المنطقة التي يمكن أن يتشكل فيها دانيال ويحدث دمارًا في اليونان والآن ليبيا... فالمياه الدافئة لا تغذي تلك العواصف من حيث كثافة هطول الأمطار فحسب، بل تجعلها أيضًا أكثر شراسة".
وقال الدكتور كيفن كولينز، أحد كبار المحاضرين في مجال البيئة: "من المهم أن ندرك أن العاصفة نفسها ليست فقط السبب الوحيد للخسائر في الأرواح"، مضيفًا: "يرجع ذلك جزئيًا أيضًا إلى قدرة ليبيا المحدودة على التنبؤ بتأثيرات الطقس؛ وأنظمة الإنذار والإخلاء المحدودة؛ ومعايير التخطيط والتصميم للبنية التحتية والمدن".
جثث تملأ الشوارع ومقابر جماعية لضحايا الفيضانات.. السلطات الليبية تطلب مساعدة دولية عاجلة بعد #إعصار_دانيال #ليبيا
تقرير: نادية الهاني pic.twitter.com/XsmZRkkAUT— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 13, 2023
وتابع، قائلًا: "مع تغير مناخنا، يجب أن يتم فهم هذه الأنواع الأكثر تطرفًا من الأحداث والتخطيط لها والتكيف معها من قبل الأفراد والشركات والمجتمعات في جميع البلدان".
وأشارت صحيفة "الغارديان"، إلى دراسة نشرت عام 2022 في إحدى المجلات الأكاديمية حذرت من أنه إذا تكرر فيضان يعادل فيضان عام 1959، فإنه "من المرجح أن يتسبب في انهيار أحد السدين [في مدينة درنة]، مما يجعل سكان الوادي ومدينة درنة عرضة للخطر بسبب ارتفاع خطر الفيضانات".
يقول العلماء إن موجة الحر رفعت درجات حرارة سطح البحر، وهو ما كان يمكن أن يشجع على تكوين إعصار يشبه الإعصار الاستوائي في البحر الأبيض المتوسط
من جانبها، وقالت أستاذة علوم المناخ في معهد البيئة بجامعة بريستول كابوت ليزي كيندون: "نتوقع زيادة شدة الأمطار الغزيرة مع ارتفاع درجة حرارة العالم. ولن يتحقق ذلك باعتباره اتجاها سلسًا، وينبغي لنا أن نتوقع وقوع أحداث متطرفة غير مسبوقة في سجل الرصد".
وأشارت لـ"الغارديان" إلى أن "العاصفة دانيال توضح نوع الفيضانات المدمرة التي قد نتوقعها بشكل متزايد في المستقبل، ولكن مثل هذه الأحداث يمكن أن تحدث فقط بسبب التقلبات الطبيعية للمناخ - كما حدث في الماضي. ولذلك، هناك حاجة إلى الحذر قبل ربط أي حدث متطرف محدد بتغير المناخ".