أدّى إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية إلى اختفاء نحو ربع المدينة، مخلفًا أكثر من 5200 قتيل في مدينة درنة وحدها، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي طارق الخراز، وهو رقم مؤهل للزيادة نظرًا لعدد المفقودين الذي وصل إلى 10 آلاف شخص حتى الآن، فضلًا عن إصابة 7 آلاف شخص.
وكان إعصار دانيال المدمر قد ضرب الأحد الماضي بلدة الجبل الأخضر الساحلية ومدينة بنغازي التي أعلن فيها حظر تجول وإغلاق للمدارس لأيام. لكن مدينة درنة كانت الأكثر تضررًا، لأسباب ذكر من بينها عاجل نائب عميد بلدية درنة سدّ المدينة الذي لم يشهدا أي صيانة منذ عام 2002.
حذرت دراسة نشرت عام 2022 في إحدى المجلات الأكاديمية من أنه إذا تكرر فيضان يعادل فيضان عام 1959، فإنه "من المرجح أن يتسبب في انهيار أحد السدين [في مدينة درنة]، مما يجعل سكان الوادي ومدينة درنة عرضة للخطر بسبب ارتفاع خطر الفيضانات
ووفقا لتصريحات أدلى بها رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، أمس الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي، فإن ثمّة "عدد كبير من الجثث جرفتها السيول في البحر ولدينا مشكلة في كيفية انتشالها".
كما كشف الدبيبة أن حكومته "تقيّم عروض المساعدة الدولية لتحديد الضروري المطلوب وفقًا لما تقتضيه الضرورة ولضمان التنسيق في جهود الإنقاذ بعد أن تسببت فيضانات في مقتل ما لا يقل عن 2000 شخص".
وأضاف أن هناك عروضًا عديدة للمساعدة، لكن بلاده لن تقبل إلا المساعدات الضرورية.
وأردف الدبيبة "لا نحتاج أي طعام أو أدوية بل نحتاج إلى فرق متخصصة في الإنقاذ والبحث".
وفي ذات السياق، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي "إنّ الكارثة أكبر من قدرات ليبيا"، مضيفًا أنه "بمتابعة حجم الكارثة وجدنا المسؤولية تحتم علينا طلب المساعدة الدولية"، مردفًا القول أيضًا "تواصلنا مع كل الفاعلين والقيادات في شرق ليبيا لتنسيق الجهود على الأرض". مؤكدًا أن "الكارثة التي تمر بها ليبيا تذكرنا بأهمية نبذ الخلافات".
وبخصوص المواقف والمساعدات الدولية المستجدة، أعلن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "وقوف دولة قطر مع أشقائنا في ليبيا حكومة وشعبا وأهالي الضحايا والمتضررين من السيول".
وفي الأثناء أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية أنّ "طائرة قطرية تقل مستشفى ميدانيًا ومساعدات تصل مطار بنينا ببنغازي ليلة الأربعاء".
كما أعلن في مصر أمس الثلاثاء عن حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام "تضامنًا مع ضحايا فيضانات ليبيا وزلزال المغرب، بعد أن شهد البلدان كارثتين طبيعيتين أودتا بحياة الآلاف".
ومن المنتظر أن تصل مساعدات دولية إلى ليبيا خلال الساعات القادمة.
ويقسم المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 90,000 نسمة، نهر وادي درنة، وهو نهر موسمي يتدفق من المرتفعات جنوبًا، وعادةً ما تكون محمية من الفيضانات بالسدود.
كما تأثرت مناطق أخرى قريبة من درنة بشدة، بما في ذلك مدينة البيضاء، حيث تم الإبلاغ عن مقتل حوالي 50 شخصًا، وكذلك بلدة المرج، حيث تظهر الصور قبل وبعد الفيضانات حجم الأضرار التي لحقت بالحقول والأراضي الزراعية.
أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية أنّ "طائرة قطرية تقل مستشفى ميدانيًا ومساعدات تصل مطار بنينا ببنغازي ليلة الأربعاء"
وقتلت العاصفة دانيال 27 شخصًا على الأقل عندما ضربت أجزاء من اليونان وبلغاريا وتركيا الأسبوع الماضي قبل أن تتجه جنوبًا.
وأشارت صحيفة "الغارديان"، إلى دراسة نشرت عام 2022 في إحدى المجلات الأكاديمية حذرت من أنه إذا تكرر فيضان يعادل فيضان عام 1959، فإنه "من المرجح أن يتسبب في انهيار أحد السدين [في مدينة درنة]، مما يجعل سكان الوادي ومدينة درنة عرضة للخطر بسبب ارتفاع خطر الفيضانات".