تواجه إندونيسيا زيادة كبيرة في معدلات النفايات الطبية منذ تفشي فيروس كورونا، فيما يأتي ذلك مع نقص في مرافق المعالجة مما أجبر الحكومة على السماح للمستشفيات بحرق نفاياتها دون ترخيص في أوقات الطوارئ. وتشكل النفايات الطبية قنبلة موقوتة، وبالتالي يجب معالجتها في مرافق معينة، والتي كانت غير كافية وموزعة بشكل غير متساو حتى قبل الجائحة في إندونيسيا. وقد أصبحت مقالب النفايات موطنًا للنفايات الطبية السامة كالأقنعة والقفازات واختبارات كوفيد-19 والملابس الطبية وغيرها مما فاقم المسألة بشكل خطير، بحسب ما أفادت الأمانة العامة للحكومة الإندونيسية.
تشكل النفايات الطبية قنبلة موقوتة في إندونيسيا، خاصة منذ بداية جائحة كوفيد-19، حيث تضاعفت كميات هذا النوع من النفايات السامة دون معالجتها بالطرق السليمة
فيما تقدر جمعية المستشفيات أن كميات النفايات الطبية ضخمة ويمكن أن تصل إلى 383 طنًا يوميًا. وقالت المديرة العامة لإدارة النفايات في وزارة البيئة والغابات في البلاد، روزا فيفيان راتناواتي، أن حجم النفايات الطبية زاد بنسبة تتراوح بين %30 إلى 50% خلال فترة الجائحة، بحسب ما نقلت صحيفة جاكرتا بوست.
اقرأ/ي أيضًا: انتقادات في لبنان بعد قرار الأمن العام منع عرض مسرحية "تنفيسة"
هذا وقام عدي رينالدي، وهو صحفي استقصائي، بزيارة مكبات للنفايات في إندونيسيا من أجل الاستقصاء حول كيفية التعامل مع مخلفات المستشفيات وحجم المشكلة وآليات التعامل معها. ووصف رينالدي مشاهداته في مكب بورانكينغ، أحد أكبر المكبات في إندونيسيا، وقال "الرائحة الكريهة هي أول ما ألاحظه، وهي تملأ أنفي وتجعل عيني تدمع. ثم أرى جبال النفايات المتعفنة. هذا هو بورانكينغ، أحد أكبر مكبات النفايات في إندونيسيا، في مدينة بيكاسي على بعد حوالي 30 كم من العاصمة جاكرتا"، وأضاف "يبدو على السطح مثل أي مكب نفايات كبير آخر، ولكن من بين القمامة العادية توجد كمية متزايدة من النفايات الطبية السامة كلها مخفية"، بحسب تقرير للجزيرة إنجليزية.
أما رئيس منظمة التحالف الوطني للنفايات (KPNas)، وهي منظمة غير حكومية، ويدعى باجونج سويوتو، والذي أمضى أكثر من عقدين يدعو إلى إدارة أفضل للنفايات في إندونيسيا، فأشار إلى أنه "منذ الأيام الأولى للوباء، لاحظ زيادة سريعة في كمية النفايات الطبية غير المعالجة التي تظهر في مكبات النفايات في جاكرتا ويمكن كشفها بسهولة"، ويضيف سويوتو أن "معظم النفايات الطبية تختلط مع النفايات المنزلية داخل الأكياس البلاستيكية"، ويؤكد بأن السبب وراء ذلك يعود إلى كون "النفايات الطبية مختلطة بهذا الشكل لخدمة أغراض اقتصادية بحتة"، ويوضح ذلك كالتالي "من الأرخص بكثير بالنسبة للمستشفيات والعيادات التخلص من نفاياتها بشكل عشوائي، على أن تدفع لشركات متخصصة لفرز نفاياتها والتخلص منها بشكل صحي وسليم"، بحسب تقرير الجزيرة إنجليزية.
ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فقد ارتفع معدل التخلص من النفايات الطبية بنسبة 500% في جاكرتا وأربع عواصم آسيوية أخرى. وبموجب القانون في إندونيسيا، يجب حرق النفايات الطبية أو تعقيمها، لكن الواقع هو أن 4% فقط من مستشفيات إندونيسيا البالغ عددها 3 آلاف مستشفى لديها ترخيص لتشغيل محرقة من هذا النوع.
ومن داخل إحدى المستشفيات، يخبر عدي رينالدي أن المحرقة الخاصة لحرق النفايات تعطلت في المستشفى، ما يستوجب الآن دفع حوالي 70 سنتًا للكيلوغرام الواحد لأخذها ومعالجتها نيابة عنهم من قبل إحدى الشركات المختصة. ويعلق على ذلك بالقول "يمكن تخيل مدى ارتفاع التكلفة التي يجب أن تدفعها المستشفى، فقط في معالجة النفايات، بينما إذا قمنا بمعالجتها باستخدام محرقة خاصة، يمكن توفير حوالي 50% من التكلفة".
فيما يعتبر نظام إدارة النفايات في إندونيسيا مصدر قلق كبير بين دعاة حماية البيئة، حيث يوجد في البلاد أكثر من 400 مكب نفايات على ما يقرب من 9 آلاف هكتار من الأراضي، وتستقبل كل يوم ما يقدر بنحو 7500 طن من النفايات. وقد أدت ممارسة إلقاء النفايات في مكبات النفايات المفتوحة دون إدارة مناسبة إلى خلق جبال من القمامة يصل ارتفاعها إلى 40 مترًا، وفقًا لوكالة التنمية الإقليمية والتخطيط. وأشارت الوكالة إلى أن 50% من سكان المدن يرتدون أقنعة يمكن التخلص منها، وبينما يوجد في إندونيسيا 270 مليون شخص، وإذا كان نصفهم يرتدون أقنعة يمكن التخلص منها، فسيكون هناك 130 مليونًا من الأقنعة، وإذا قاموا بتغيير الأقنعة كل يوم، سيكون الناتج أكثر من 100 طن من نفايات الأقنعة يوميًا.
اقرأ/ي أيضًا:
إيقاف عمليات البحث عن رفات أطفال قتلوا في الحرب الأهلية الغواتيمالية
أساتذة مصر المتعاقدون يغردون ضد قرار الوزارة بفتح باب التطوع