16-نوفمبر-2024
نورا أشهبار

الوزيرة الهولندية المستقيلة من منصبها نورا أشهبار (يورونيوز)

شهدت هولندا أزمة سياسية كادت أن تطيح بحكومة رئيس الوزراء الهولندي، ديك شوف اليمينية، المتطرفة، بعد استقالة وزيرة دولة على خلفية تصريحات عنصرية واشتباكات عنيفة في أمستردام، عقب أحداث الشغب التي افتعلها جمهور نادي مكابي تل أبيب التابع للاحتلال الإسرائيلي.

قدمت نورا أشهبار، وزيرة الدولة للمالية في الحكومة الهولندية وعضوة حزب "العقد الاجتماعي الجديد"، استقالتها يوم الجمعة، احتجاجًا على تصريحات عنصرية أطلقها أحد زملائها في الحكومة. وقد أثارت الاستقالة حالة من التوتر داخل الائتلاف الحاكم، الذي يعتمد على دعم حزبها الوسطي.
أشهبار، وهي من أصل مغربي، وصفت تصريحات النائب، خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف، بأنها "عنصرية واضحة". وألقى فيلدرز باللوم على "المسلمين، خاصة المغربيين"، في أعمال العنف التي اندلعت في أمستردام بعد المباراة، وفقًا لما نقلته قناة "يورونيوز".

شهدت هولندا أزمة سياسية كادت أن تطيح بحكومة رئيس الوزراء الهولندي، ديك شوف، اليمينية المتطرفة، بعد استقالة وزيرة دولة على خلفية تصريحات عنصرية واشتباكات عنيفة في أمستردام

الأزمة بدأت بعد مباراة في الدوري الأوروبي بين أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب، عندما قام مشجعو الفريق الإسرائيلي بإحراق علم فلسطيني في ساحة دام المركزية، وأطلقوا شعارات عنصرية مناهضة للعرب. هذه التصرفات استفزت عددًا من المارة والشبان، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة، أسفرت عن إصابة عدة أشخاص واعتقال ثمانية آخرين.

وبينما زعمت تل أبيب وبعض الدول الغربية أن الأحداث تعكس "معاداة للسامية"، تجاهلت التصريحات الجانب الاستفزازي من مشجعي الفريق الإسرائيلي، وهو ما أثار انتقادات واسعة.

استقالة أشهبار أثارت موجة من الجدل داخل الحكومة الهولندية، حيث هدد وزراء آخرون في حزبها بالانسحاب من الائتلاف، مما كان سيؤدي إلى انهيار الحكومة. في نهاية المطاف، توصل الائتلاف إلى اتفاق يبقي الحكومة قائمة، مع الاكتفاء باستقالة أشهبار، وفق ما نقله موقع قناة "التلفزيون العربي".

خيرت فيلدرز، المعروف بمواقفه المتطرفة تجاه المسلمين والمهاجرين، يمثل حزب الحرية، وهو أكبر الأحزاب في الائتلاف الحاكم. تصريحاته بشأن أحداث أمستردام أكدت أن "المسلمين المغربيين" مسؤولون عن العنف، مما أشعل موجة غضب واسعة بين السياسيين والنشطاء. وتصريحات فيلدرز ليست جديدة في المشهد السياسي الهولندي، حيث يقود خطابًا شعبويًا يربط بين قضايا الأمن والهجرة.

وتمثل استقالة أشهبار موقفًا مبدئيًا نادرًا في السياسة الهولندية، حيث رفضت البقاء في حكومة تتسامح مع العنصرية. أشهبار، التي عملت سابقًا كمدعية عامة، أوضحت أن دورها كمسؤولة لا يمكن أن يتماشى مع تصريحات تمييزية تجاه أي فئة من المجتمع.

وكان انسحاب حزب "العقد الاجتماعي الجديد"، الذي يملك 20 مقعدًا في البرلمان، سيؤدي إلى انهيار الحكومة وخسارة الأغلبية البرلمانية. هذه الأزمة سلطت الضوء على هشاشة الائتلاف اليميني، الذي يواجه تحديات داخلية بسبب خطاب التطرف والتمييز.

وكشفت أحداث أمستردام عن التوترات السياسية والاجتماعية في هولندا، التي تعاني من انقسامات عميقة بسبب تصاعد خطاب اليمين المتطرف. ورغم استمرار حكومة ديك شوف، فإن هذه الأزمة تبعث رسالة قوية حول المخاطر التي تواجه الديمقراطيات الغربية عند تسامحها مع الخطاب العنصري والشعبوي.