23-أبريل-2024
أسباب آلام القدمين عند الرجال والنساء

(freepik) شيوع آلام القدم يعود إلى وجود العديد من العوامل المساهمة في حدوثه

آلام القدمين مشكلة شائعة لدى الناس، لدرجة أن هذه الدراسة تقترح أن من كل أربعة أشخاص، هناك شخص يواجه آلام قدم متكررة في متوسط العمر، وبينما يواجه الرجال والنساء آلامًا في القدمين، يبدو أن النساء أكثر عرضة للتعرض لهذه الآلام وفقًا لذات الدراسة، ويعتقد أن ذلك له علاقة بارتداء النساء لأحذية ضيقة وذات كعب عالٍ. وقد يلمح مكان الألم إلى مسببه، والمسبب يحدد ما إذا كان بحاجة إلى التدخل العلاجي.

لا يوجد علاج لالتهاب المفاصل، ولكن يمكن تخفيف أعراضه باستخدام مسكنات الألم، والعلاج الطبيعي، والتمرين الرياضي وغيرها

لماذا تحدث آلام القدمين؟

شيوع آلام القدم يعود إلى وجود العديد من العوامل المساهمة في حدوثه، مثل ارتداء أحذية غير مريحة، والوقوف لمدة طويلة، والإصابات الرياضية، وكذلك بعض الأمراض المزمنة كالتهاب المفاصل.

ومكان الألم قد يكون مفيدًا في تحديد سببه، ولكن لا يمكن دائمًا تشخيص سبب ألم القدم بناءً على مكانه، حيث إن بعض المسببات كالتهاب المفاصل قد تؤثر في أماكن عديدة من القدم، والإصابات مثل الكسور والالتواء قد تسبب ألمًا عامًا أو ألمًا يتنقل من مكان إلى آخر. ولا يمكن حصر جميع الحالات والمسببات في مقال واحد، لذلك سأسرد تاليًا أنواعًا شائعةً من مسببات الألم وفقًا لمكان حدوثها في القدم.

  1. آلام في عامة الأصابع

صورة تثليج الأصابع
التثليج هو التهاب وتورم في الجلد نتيجة تعرض القدم للبرد، يسبب بقعًا مؤلمة مثيرة للحكة

من مسببات الألم المؤثرة في عدة أصابع، والتي تغيب عن ذهن الكثير، ما يسمى بالشرث (التثليج) وهو التهاب وتورم في الجلد نتيجة تعرض القدم للبرد، يسبب بقعًا مؤلمة مثيرة للحكة، وتختفي وحدها بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، قد تحدث في القدم أو اليدين وحتى الوجه.

لعلاجها وتجنب حدوثها مستقبلًا عليك تجنب السير في البرد وارتداء أحذية وقفازات دافئة، وتجنب حكها حتى لا تؤذي الجلد، ولا تضع يديك أو قدميك بقرب مدفأة، أو في ماء حار، ولا تدخن أو تشرب مشروبات تحتوي الكافيين فهما يؤثران في سريان الدم في أصابع اليدين والقدمين، ولتخفيف الألم خذ باراسيتامول أو إيبوبروفين.

أما إن كان الألم في إصبع واحد قد يكون بسبب إصبع المطرقة، وهو تشوه في الإصبع يسبب انثناءه وتشوه شكله، وقد يؤثر في الإصبع الثاني أو الثالث أو الرابع، وقد ينتفخ الإصبع أو يتغير لونه، وربما لا يستطيع المصاب جعله مستقيمًا، وقد يتأثر أكثر من إصبع كذلك.

ويحدث نتيجة اختلال في التوازن بين العضلات، ويحدث في الغالب نتيجة ارتداء أحذية غير مناسبة أو ذات كعب عالٍ، لذلك فإن تمرين عضلات القدم وارتداء أحذية مريحة يساعد على حل المشكلة، ولكن إذا لم يحل التشوه فقد يحتاج المصاب إلى إجراء عملية جراحية.  

  1. آلام في المفاصل

آلام مفاصل القدم مثل مفاصل الأصابع أو الكاحل أو التقاء الأصابع بالقدم، قد يحذّر من وجود التهاب المفاصل، وهي مجموعة من الأمراض التي تؤثر في المفاصل في مختلف أنحاء الجسد، وأكثرها شيوعًا نوعٌ ينتج من تآكل الغضاريف المبطنة للمفصل.

وبينما لا يوجد علاج لالتهاب المفاصل، ولكن يمكن تخفيف أعراضه باستخدام مسكنات الألم، والعلاج الطبيعي، والتمرين الرياضي، وأدوية التهاب المفاصل، وحقن الستيرويدات، وأحيانًا عمليات جراحية لتبديل المفاصل المتضررة.

  1. آلام في الإصبع الكبير

الكسور والالتواء والالتهاب والإجهاد، من مسببات الأصابع بشكل عام، ولكن إذا كان الألم محصورًا في الإصبع الأكبر للقدم، ويتركز في رأسه، فقد يكون المسبب ظفر قدم ينمو داخل الجلد، أو غارز في الجلد، وهذه الحالة مؤلمة وقد تسبب إصابةً بالعدوى أو انتفاخًا في جهة من الإصبع، ويزيد الألم بالضغط على الظفر، وقد يكون السير على تلك القدم مؤلمًا.

من المهم عدم محاولة إزالة هذا الظفر باستخدام مقص، فذلك قد يزيد الوضع سوءًا، بل عليك زيارة طبيب مختص يمكنه إزالة الجزء الغارز وإعطاء مضادات حيوية احترازيًا ضد التلوث، ويمكن تجنب حدوث هذه الحالة مستقبلًا بتجنّب قص الأظفر أقصر من اللازم أو بزاوية.

صورة لمرض النقرص
النقرس هو نوع من التهابات المفاصل يحدث نتيجة تراكم أملاح حمض اليوريك في المفصل

ومن مسببات الألم في قاعدة الإصبع الكبير هو مرض النقرس، وهو نوع من التهابات المفاصل يحدث نتيجة تراكم أملاح حمض اليوريك في المفصل، وقد يؤثر في الكثير من مفاصل، ولكن أكثر المفاصل شيوعًا هو قاعدة إصبع القدم الأكبر، ويسبب ألمًا شديدًا وانتفاخًا في المفصل، وعليك مراجعة الطبيب للحصول على العلاج إن شككت في إصابتك بالنقرس.

  1. آلام في باطن القدم (أخمص القدم) قرب الأصابع

الإجهادات العضلية والالتواءات، إصابات خفيفة نتيجة كثرة استخدام القدم، والعضلات المشدودة، كلها أسباب قد تسبب الألم في مقدّم القدم، وهذا الألم يتحسن وحده عادةً خلال بضعة أسابيع، وقد يتحسن عن طريق التدليك. بالإضافة إلى ما سبق، فقد تسبب بعض الأمراض المزمنة الآلام في هذه المنطقة، ومنها:

  • داء فرايبرغ (Freiberg’s disease)، وهو حالة نادرة تحدث خلال سنوات المراهقة، وتؤثر في النساء أكثر من الرجال بنسبة 4:1، تشمل نقصًا في تروية عظام القدم بالدم في تلك المنطقة، قرب الأصابع، وتشمل أعراضه الانتفاخ والألم وتصلب المفاصل، ويؤثر عادةً في قدم واحدة. يشخّص عن طريق التصوير بالأشعة السينية، ويعالج عن طريق الأدوية والعلاج الطبيعي حيث يمكنهما تقليل الألم وتحسين الحركة، وإن لم تنفع هذه التدابير، فقد ينصح الطبيب بإجراء عملية.
  • ورم مورتون العصبي (Morton’s neuroma)، هو ألم ينتج من ورم حميد في أعصاب القدم، وقد يشعر المصاب به بشعور حرق أسفل قدمه، وأحيانًا قد يشعر بالخدران في الأصابع، وهذا الورم ليس سرطانًا، ولا يصاحبه أي عرض من أعراض السرطانات مثل وجود انتفاخ. يعالج عن طريق لبس الأحذية المريحة، وحقن الكورتيزون، والعلاج الطبيعي، ومسكنات الآلام، وإن لم تفلح هذه الخيارات، فقد ينصح الطبيب بإجراء عملية لإصلاح العصب.

قوس القدم يتكون من مجموعة من العظام، تقوّى من قبل الأوتار والأربطة، ويسمح للقدم بتحمل وزن الجسم بأقل إجهاد

  1. آلام في قوس القدم

قد تحدث نتيجة إصابة عضلات وأربطة القدم، والأحذية التي لا تدعم القدم، والإفراط في النشاط، كل ذلك قد يسبب ألمًا في قوس القدم. وبعض الحالات التي تؤثر في العقب، قد تسبب آلامًا في قوس القدم.

قوس القدم يتكون من مجموعة من العظام، تقوّى من قبل الأوتار والأربطة، ويسمح للقدم بتحمل وزن الجسم بأقل إجهاد، حيث يعمل كزنبرك (نابض) يتحمل وزن الجسم ويمتص الصدمات الناتجة من الحركة، ويمد القدم بالمرونة في أثناء المشي والركض.

وعند بعض الناس قد ينهار هذا القوس، وهو ما يسمى بالأقدام المسطحة، مما يسبب الألم والإجهاد أثناء الحركة والوقوف، وقد يحدث نتيجة ضعف الأوتار الداعمة للقوس، والعلاج الطبيعي والمسكنات والحقن قد تساعد على تخفيف الألم، وتوجد بطانات داعمة خاصة توضع في الأحذية للأقدام المسطحة.

  1. آلام في العقب

عقب القدم هو العظم في مؤخر القدم، والذي يسميه البعض بالكعب وهذا مسمى خاطئ، حيث إن كعب القدم هو البروز على جانبي القدم.

وألم العقب قد يكون ناتجًا من ألم منتقل من المفاصل المجاورة، مثل الكاحل، ومسببات آلام العقب تشمل التهاب اللفافة الأخمصية (وهو نسيج أسفل القدم ممتد بين عظم العقب وعظم الأصابع)، والتهاب وتر العرقوب.

التهاب وتر العرقوب يحدث عندما يلتهب الوتر الممتد خلف الساق والمتصل بعظم العقب، ويحدث ذلك الالتهاب نتيجة شد في عضلات الساق، أو إصابة، أو زيادة في النشاط الحركي، أو وجود نتوءات عظمية. وأغلب الناس يلاحظون أن هذا الألم يبلغ أشدّه في الصباح، والانتفاخ يزداد في أثناء الحركة.

الكثير من العلاجات تساعد على تخفيف هذا الألم، مثل العلاج الطبيعي، وحقن الكورتيزون، والراحة، واستخدام الثلج، والتمارين، ومسكنات الألم. معظم الحالات تتحسن خلال 3 إلى 6 أشهر من بدء العلاج، وإن لم تتحسن بعد ذلك قد يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية جراحية لحل المشكلة.

آلام اللفافة الأخمصية
 التهاب اللفافة الأخمصية هو التهاب في نسيج سميك يجري أسفل القدم بين العقب والأصابع

أما التهاب اللفافة الأخمصية هو التهاب في نسيج سميك يجري أسفل القدم بين العقب والأصابع، ويسبب ألمًا حادًا يشبه الطعن، ويكون أسوأ في الصباح أو عند بدء التمرين. وهو شائع لدى ممارسي رياضة الركض، والأشخاص الذين لا يرتدون أحذية داعمة، ولدى الأشخاص ذوي الوزن الزائد، وقد يزيد خطر الإصابة بهذا المرض عند الوقوف على القدمين لفترة طويلة.

أغلب الحالات تتحسن خلال بضعة أشهر عن طريق إراحة القدم والثلج وأداء تمارين التمدد على القدم المصابة. وقد ينصح الطبيب أيضًا بالعلاج الطبيعي وحقن الكورتيزون، وفي حالات نادرة قد ينصح الطبيب بإجراء عملية إصلاح اللفافة الأخمصية.

  1. آلام في كامل القدم أو انتفاخ

إذا كان الألم والانتفاخ منتشرًا في أغلب القدم، قد يكون ذلك نتيجة مشكلة في وصول الدم، وكذلك السكري، فإنه يؤذي الأعصاب والأوعية الدموية في القدم؛ مما يسبب الانتفاخ وآلامًا تشبه الحروق أو الخدران وحتى لسعات كهربائية. وفي بعض الأحيان تنتفخ أقدام الناس مؤقتًا في الحرارة العالية، وقد يحدث انتفاخ نتيجة الحمل.

 

متى تستشير الطبيب؟

إذا لم يكن الألم شديدًا، ولم يكن الشخص عرضة لأمراض خطرة مثل فشل القلب، فالانتفاخ والألم في القدم ليسا حالة طارئة في الغالب. ولكن إذا حدث التالي، فلا بد من التواصل مع الطبيب مباشرة:

  1. انتفخت إحدى القدمين ويوجد ألم في بطة الرجل.
  2. انتفخت القدم فجأة وبشكل ملحوظ.
  3. شعورك بصعوبة في التنفس.

وإذا لم يتحسن الألم بالعلاجات المنزلية، أو أصبح ألم قدمك أسوأ بعد إجراء عملية، فعليك زيارة الطبيب.

آلام القدمين قد تصعّب المشي والنوم وإجراء أعمالك اليومية، وتوجد العديد من الخيارات العلاجية لها، وعلى المصاب بآلام القدم المستمرة مراجعة الطبيب لتشخيص سببها، وتحديد خطة للعلاج.