01-مايو-2017

مي عيشة العجوز المغربية تحتج وهي تتسلق عمودًا كهربائيًا (فيسبوك)

يصف البعض الانتحار بأنه الفعل الجبان الذي يتطلب الكثير من الشجاعة لارتكابه، لكن عندما يسيطر اليأس، أمام قوة الظلم، تقفل جميع الأبواب، ولا يفكر الكثيرون سوى بالانتحار احتجاجًا على ظلم البعض وقسوة الحياة. وفي المغرب نسمع عن محاولات الانتحار بشكل يومي ومستمر، من طرف مغاربة عجزوا عن الوصول إلى حقوقهم، أمام سلطة القهر والظلم الذي تعرضوا له، سواء من الأقرباء أو من سلطة أو من القانون ذاته.

تتكرر محاولات الانتحار في المغرب احتجاجًا على الظلم أو البطالة أو مشاكل اجتماعية أخرى مما حولها إلى ظاهرة تستحق الدرس

البعض منهم تسلق عمودًا كهربائيًا، البعض الآخر فضل الاحتجاج على "الطريقة البوعزيزية" بإضرام النار في أجسادهم، أما آخرون فرموا أنفسهم من سطح مبانٍ عالية، وثمة طرق لأخرى ما تزال تظهر يوميًا وتتغير.. وفيما يلي ست حالات انتحار أو محاولات انتحار احتجاجية شغلت بال المغاربة في الآونة الأخيرة. 

اقرأ/ي أيضًا: انتحار الأطفال بالمغرب.. تفاقم مخيف

1. مي عيشة.. عجوز قهرها الظلم

"مي عيشة"، هو اسم لسيدة عجوز بلغت من الكبر عتيًا، تسلقت الأسبوع الماضي، عمودًا كهربائيًا وسط العاصمة المغربية، يتجاوز علوه 25 مترًا. وبالرغم من كبر سنها، استطاعت أن تتسلقه متمسكة بالعلم الوطني، مرددة عبارات تستنكر قيام أقاربها ببيع أرض هي على ملكيتها عن طريق الاحتيال، ومهددة برمي نفسها من أعلى العمود.

استنفرت "مي عيشة" الجميع، الأمن، الحماية المدنية، سكان المدينة، كلهم تجمهروا من حولها، محاولين إقناع "مي عيشة" بالنزول. وبعد ساعتين، استطاع أعوان الحماية المدنية إنقاذها، وليتم نقلها إلى إحدى مستشفيات مدينة الرباط لتلقي العلاج، بعد ذلك رجعت إلى قريتها، لكنها أصبحت حديث كل المغاربة. غزا هاشتاغ "مي عيشة" مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، تعاطفًا مع العجوز التي قهرها ظلم الأقرباء.

2. عامل بطنجة.. يهدد برمي نفسه من سطح مبنى

بعد 3 أيام من محاولة انتحار "مي عيشة" بالرباط، وسط المغرب، حاول عامل بمدينة طنجة، شمال المغرب، رمي نفسه من سطح مبنى تابع للشركة التي كان يشتغل بها، احتجاجًا على الاستغناء عن خدماته وطرده من العمل.

العامل واحد من بين أزيد من سبعين عاملاً يخوضون احتجاجًا منذ أزيد من شهر أمام مقر الشركة للمطالبة بحقهم، لكن دون أي حوار أو تجاوب معهم. وقد تجمهر العديد من المغاربة قرب المبنى أثناء الحادثة، وتدخل رجال الأمن لإنقاذه.

3. سيدة تقدم على حرق جسدها احتجاجًا على حكم قضائي

على مرأى من رجال الدرك الملكي بمدينة سيدي حجّاج، دائرة ابن أحمد إقليم سطات، غرب المغرب، أقدمت سيدة مغربية على إضرام النار في جسدها احتجاجًا على حكم قضائي بإخلاء منزلها، خلال الشهر الماضي.

تدعى السيدة زهور البوزيدي، وتبلغ من العمر 47 سنة، لم تستسغ الحكم القضائي واعتبرته جائرًا، لأنه سيحولها إلى متشردة دون مأوى ويسلبها دون وجه حق، حسب رأيها، منزلًا عاشت فيه رفقة أسرتها منذ ولادتها، فقامت بسكب البنزين على جسدها، وسط ذهول المحيطين بها، الذين كانوا يصرخون بينما تلتهم النار جسدها.

يقول أقرباء السيدة لوسائل إعلام محلية إن الحكم القضائي يستند إلى وثائق مزورة ومدعين وهميين. وقد تفاعل مع قضية زهور العديد من المغاربة، خصوصًا وأنها ليست المرة الأولى التي تقدم فيها امرأة على حرق نفسها.

تشمل محاولات الانتحار مختلف الشرائح العمرية في المغرب حتى النسوة الطاعنات في السن

اقرأ/ي أيضًا: السياسة في مصر تدفعني نحو الانتحار

4. محاولة انتحار جماعي للمكفوفين بإلقاء أنفسهم من أعلى مبنى

قرر 14 شابًا من المكفوفين المعطلين من حملة الشهادات الجامعية الانتحار الجماعي، بمقر القصر البلدي بمراكش، وسط المغرب، للتنديد ببطالتهم المتواصلة، في شهر آذار/ مارس الماضي. لكن قوات الأمن العمومي تدخلت وأفشلت محاولة الانتحار، بعد أن شرع بعضهم في تسلق  السياج الحديدي  المطل على بهو المبنى تلويحًا بإلقاء أنفسهم.

5. محاولة انتحار جماعي لمدرّسين

قرر عدد من المدرسين المغاربة العاطلين عن العمل بالدار البيضاء، وهي أكبر المدن المغربية، الانتحار بشكل جماعي احتجاجًا على عدم توظيفهم. إذ أقدموا على افتراش الأرض، وربطوا أيديهم بالحبال، وقاموا برش البنزين على أجسادهم وسط صراخ ودهشة المارة، وقد حاول بعض المارة ثنيهم عن ذلك إلا أنهم كانوا مصرين على الانتحار، إلى أن اقتحمت الشرطة موقع الاحتجاج وأفشلت عملية الانتحار الجماعية.

6. مي فتيحة.. أحرقت جسدها احتجاجًا

التهمت نيران الاحتجاج جسد مي فتيحة، السيدة التي كانت تبلغ 42 سنة، متأثرة بحروقها بعدما أقدمت على إضرام النار في جسدها لما اعتبرته "حكرة"/ احتقار السلطة لها.

وكانت الضحية مي فتيحة، بائعة متجولة تعرض "البغرير"، وهي إحدى الفطائر الشعبية بالمغرب، وعندما حاول اثنين من رجال السلطة طردها من المكان الذي تعودت عرض بضاعتها فيه وحجزها، توجهت إلى المقاطعة لتقديم شكاية إلى "القايد"، رجل السلطة في المحافظة، لكنه لم ينصفها فأقدمت على إضرام النار في جسدها مما أدى إلى وفاتها متأثرة بجروحها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بالانتحار والاكتئاب.. نفسية المصريين تنهار

تخييط الأفواه وتمزيق الجسد..لغة الاحتجاج الجزائرية