قالت منظمة أطباء بلا حدود إن دفع قوات الاحتلال من شمال غزة إلى جنوبه لن يؤدي إلا إلى تفاقم الكارثة الإنسانية، وجعل المنطقة غير صالحة للعيش.
جاء ذلك في بيان رسمي نشرته المنظمة مساء الثلاثاء، أكدت فيه أن أوامر الإخلاء التي تتزامن مع القصف الإسرائيلي تجبر الناس على الفرار جنوبًا، وقالت المنظمة في البيان: "إن القصف وإخلاء الأحياء في الشمال يجعل المنطقة غير صالحة للعيش، مع عدم دخول الإمدادات إلى المنطقة لمدة أسبوع".
وتحدثت المنظمة عن معاناة سكان شمال غزة من النزوح القسري، إذ حث الاحتلال "سكان بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا على الانتقال جنوبًا إلى المنطقة الإنسانية المزدحمة بين المواصي ودير البلح، حيث يعيش مليون شخص بالفعل في ظروف غير إنسانية، كما تظل المنطقة غير آمنة للمدنيين وعمال الإغاثة، إذ تواصل القوات الإسرائيلية قصف المنطقة بشكل متكرر".
منسقة أطباء بلا حدود في غزة: "إن التحرك الأخير لدفع الآلاف من الناس بالقوة والعنف من شمال غزة إلى الجنوب يحول الشمال إلى صحراء بلا حياة"
وأشارت أطباء بلا حدود إلى أن عمليات الإخلاء القسري الجماعي للمنازل وقصف الأحياء من قبل قوات الاحتلال تحول شمال غزة إلى "أرض قاحلة غير صالحة للعيش، مما يؤدي فعليًا إلى إفراغ شمال القطاع بالكامل من حياة الفلسطينيين. والأسوأ من ذلك أنه لم يُسمح بدخول أي إمدادات إنسانية إلى المنطقة منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر".
🚨 “The latest move to forcefully and violently push thousands of people from northern Gaza to the south is turning the north into a lifeless desert.”
We urge Israeli forces to immediately stop evacuations, which are forcing people south.https://t.co/RyJW0cvDLH
— MSF International (@MSF) October 8, 2024
ودعت المنظمة قوات الاحتلال إلى وقف أوامر الإخلاء، التي تتسبب في النزوح القسري للناس، وضمان حماية المدنيين. و"يجب عليها أيضًا السماح للإمدادات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها بالدخول إلى الشمال كمسألة ملحة للغاية".
ونقلت شهادة عن أحد العاملين معها، والذين غادروا جباليا ليلًا للبحث عن ملجأ: "فجأة، قيل لي إن علينا أن ننتقل من الشمال. لقد غادرنا منزلنا في حالة من اليأس، تحت القنابل والصواريخ والمدفعية. كان الأمر صعبًا للغاية. أفضل الموت على النزوح إلى الجنوب، منزلي هنا، ولا أريد المغادرة".
كما نوهت المنظمة لمخاطر دعوات القوات الإسرائيلية إلى إخلاء المستشفيات الثلاثة الرئيسية في شمال غزة، وهي المستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة. حيث تعمل هذه المستشفيات بأدنى طاقة لها، و"يبلغ إجمالي عدد المرضى الذين ما زالوا في المستشفى 317 مريضًا، مع وجود حوالي 80 شخصًا في العناية المركزة وغير قادرين على الحركة، ولابد من حماية هذه المرافق الطبية الثلاثة، فضلًا عن تلك التي لا تزال تعمل جزئيًا في مختلف أنحاء القطاع، بأي ثمن".
وأشارت أطباء بلا حدود إلى استحالة الوصول للمرافق الصحية القليلة بالنسبة لبعض أهالي غزة: "استقبلت عيادة أطباء بلا حدود في مدينة غزة 255 مريضًا يومي الأحد والاثنين فقط، حيث تتقلص الخيارات المتاحة أمام الناس للوصول إلى الرعاية الطبية يومًا بعد يوم. وبالنسبة لبعض الناس، فإن الوصول إلى المرافق الصحية القليلة القائمة أمر مستحيل، وقد تلقت فرقنا تقارير عن جرحى لقوا حتفهم لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية الطبية".
ومن بين أولئك الذين يواجهون أوامر الإخلاء في الشمال سبعة من موظفي أطباء بلا حدود تمكنوا من إيجاد مأوى في مدينة غزة. ولا يزال خمسة آخرون محاصرين في جباليا، حيث تتواجد القوات الإسرائيلية على الأرض وتنفذ هجمات وفقًا لأطباء بلا حدود.
ونقل البيان عن منسقة مشروع أطباء بلا حدود في غزة سارة فويلستيك: "إن التحرك الأخير لدفع الآلاف من الناس بالقوة والعنف من شمال غزة إلى الجنوب يحول الشمال إلى صحراء بلا حياة، في حين يؤدي إلى تفاقم الوضع في الجنوب، حيث تم بالفعل حشر أكثر من مليون شخص في جزء صغير من قطاع غزة ويعيشون في ظروف مزرية".
تضيف فويلستيك: "إن الوصول إلى المياه والرعاية الصحية والسلامة أصبح شبه معدوم بالفعل، ومن المستحيل تخيل المزيد من الناس الذين يستوعبون هذه المساحة، لقد تعرض الناس لنزوح لا نهاية له وقصف لا هوادة فيه على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية. كفى، يجب أن يتوقف هذا الآن".