09-أكتوبر-2024
اليوم الـ369

امرأة فلسطينية تجلس وسط أنقاض منزلها الذي دمره الاحتلال في غزة (رويترز)

في اليوم الـ369 من العدوان الإسرائيلي على غزة، يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة الجماعية بفرضه حصارًا على المستشفيات شمال القطاع مع نحو 400 ألف فلسطيني وفلسطينية، وفقًا لتقارير أممية، في الوقت الذي يستمر فيه القصف البري والجوي لمختلف أنحاء القطاع، ويتمدد إلى جنوب وشرق لبنان، وسط إعلان "حزب الله" التصدي لقوات الاحتلال التي تحاول التوغل في الجنوب اللبناني.

وفي التفاصيل، قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، إن مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني أكدوا استشهاد تسعة أفراد من عائلة واحدة بعد استهداف طائرة حربية إسرائيلية شقة سكنية بجوار سوق البسطات في حي الشجاعية شرق غزة.

كما انتشل مسعفون جثامين ثلاثة شهداء، بينهم طفل، إضافةً إلى عدد من المصابين، بعد قصف طائرات الاحتلال منزلًا في مخيم النصيرات وسط القطاع، فيما دوت انفجارات ناتجة عن قصف مدفعي إسرائيلي في أحياء مختلفة من مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق نار من مسيرة للاحتلال في منطقة التوام شمال غرب المدينة.

يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة الجماعية بفرضه حصارًا على المستشفيات شمال القطاع مع نحو 400 ألف فلسطيني وفلسطينية

وبحسب "وفا"، شهدت ساعات الفجر الأولى انتشال جثامين أربعة شهداء، بينهم طفل، من تحت أنقاض منزل في مخيم البريج، بعد استهدافه بغارة جوية، في الوقت الذي واصلت فيه مقاتلات الاحتلال تنفيذ غاراتها الجوية في محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع.

ونقلت "وفا" عن مصادر محلية انتشال جثامين عشرات الشهداء في شوارع مخيم جباليا، في ظل تصاعد القصف المدفعي وإطلاق النار في مناطق متعددة، منها محيط شارع السكة في حي الزيتون جنوب شرق غزة.

وأفاد مراسل "العربي الجديد" بأن طائرات الاحتلال ألقت منشورات على منطقة مواصي خانيونس، جنوبي قطاع غزة، تحذر فيها السكان من الانضمام لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتهدد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، يحيى السنوار، بالاغتيال.

القطاع الصحي تحت الحصار

وقال مراسل "العربي الجديد" إن جيش الاحتلال وضع سواتر ترابية لمنع الحركة إلى الغرب من مخيم جباليا، مضيفًا أن: "المخيم وبلدات جبالبا البلد وبيت لاهيا وبيت حانون شمالي قطاع غزة تعيش تحت ضغط الحصار والقصف الإسرائيلي".

ووفقًا لوزراة الصحة في القطاع، طالب جيش الاحتلال مستشفيات "كمال عدوان، الإندونيسي، والعودة" بإخلائها من المرضى و الكوادر الصحية، وإلا فإنها ستواجه نفس مصير "مستشفى الشفاء" بالتدمير و القتل و الاعتقال، مشيرة إلى أن الاحتلال اعتقل مسعفًا رافق أحد حالات العناية المركزة عند نقلها من مستشفى "كمال عدوان" بعد إتمام إجراءات التنسيق لذلك.

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، إن: "نحو 400 ألف شخص في غزة يتعرضون للضغط مرة أخرى للانتقال جنوبًا إلى منطقة مكتظة بالسكان وملوثة وتفتقر إلى أساسيات الحياة"، مشددًا على أن: "إصدار الأوامر للمدنيين بالإخلاء لا يضمن سلامتهم إذا لم يكن لديهم مكان آمن يذهبون إليه ولا مأوى أو طعام أو دواء أو ماء".

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41.965 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 97590 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

الاحتلال يواصل حملات الاقتحام والاعتقال في الضفة

وفي الضفة الغربية المحتلة، نقلت وكالة "وفا" عن مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اقتحمت حي الطيرة في رام الله، حيث شوهدت دوريات عسكرية منتشرة في المنطقة، وسط حالة من التوتر. أما في مدينة البيرة، فقد تم تسجيل اقتحام آخر في حي البالوع، حيث نفذت قوات الاحتلال عمليات تفتيش ومداهمة لعدد من المنازل، واعتقلت شابًا.

كما طالت عمليات الاقتحام بلدة كفر مالك، الواقعة شرق رام الله، حيث تمركزت قوات الاحتلال في المنطقة وأغلقت بعض المداخل المؤدية إليها، عدا عن مداهمتها منازل المواطنين خلال اقتحام مدينة قلقيلية، ما أسفر عن اعتقال شاب خلال عملية المداهمة.

وقال موقع "العربي الجديد" إن قوات الاحتلال اعتقلت، اليوم الأربعاء، شابين من بلدة جبع جنوبي جنين. وبحسب مدير نادي الأسير في جنين، منتصر سمور، فإن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر، جهاد طاهر فشافشة، ومصعب جبر فشافشة، وذلك عقب اقتحام البلدة ومداهمة منازلهما والعبث بمحتوياتهما.

"حزب الله" يتصدى لتوغلات الاحتلال

وفي شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعلن جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، اعتراض "مقذوفين" أطلقا من لبنان بعد دوي صفارات الانذار في مناطق ساحلية عدة جنوب مدينة حيفا، كما أطلقت صفارات الانذار في مناطق أخرى في شمال الأراضي المحتلة، فيما أعلن جيش الاحتلال، أمس الثلاثاء، أنه رصد إطلاق حزب الله "نحو 180 مقذوفًا" لا سيما في اتجاه حيفا ومناطق الشمال.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن طيران الاحتلال الإسرائيلي شن غارة على بلدة السعيدة غربي بعلبك شرقي البلاد، ما أدى إلى استشهاد شخص واحد، وإصابة عدد من أبناء البلدة بجروح، بينهم ثلاث نساء من عائلة واحدة.

وأعلن "حزب الله" استهداف قوة لجيش الاحتلال حاولت التقدم باتجاه منطقة اللبونة، مؤكدًا تحقيق إصابات في صفوفها ما أدى لتراجعها، فضلًا عن إعلانه تفجير عبوة ناسفة بقوة من جنود الاحتلال الإسرائيلي لدى محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا، مؤكدًا إيقاع إصابات دقيقة في صفوف القوة.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على لبنان في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى نحو 2119 لبناني ولبنانية، فضلًا عن إصابة أكثر من 10019 آخرين، فيما سجل نزوح أكثر من 1.3 مليون نازح من جنوب وشرق لبنان، بالإضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية، ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحيطة بالضاحية.