30-أبريل-2024
أطفال في مخيم المغازي وسط قطاع غزة

(epa) ينظر أطفال غزة إلى آلامهم على أنها تافهة مقارنةً بما يحدث حولهم

يقلل الأطفال في قطاع غزة من شأن آلامهم بسبب ما يحدث حولهم من فظائع ومجازر نتيجة الحرب الإسرائيلية الوحشية المتواصلة على القطاع منذ 207 أيام.

وقال أطباء إن الأطفال الذين يخضعون للعلاج في مستشفيات قطاع غزة يقللون من أهمية آلامهم كونها تبدو، في نظرهم، "تافهة" مقارنةً بما يحدث في محيطهم.

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد اجتمع مسعفون دوليون في العاصمة القطرية الدوحة، السبت الفائت، بهدف مناقشة خطط لإعداد دليل جديد لإدارة آلام الصدمات النفسية لدعم المتخصصين، الذين يعالجون الأطفال في قطاع غزة ومناطق الصراع الأخرى.

ينظر أطفال غزة إلى آلامهم على أنها تافهة مقارنةً بما يحدث حولهم من فظائع ومجازر نتيجة العدوان الإسرائيلي

يقود المشروع طبيب بريطاني يُدعى بول ريفي، وهو استشاري طب طوارئ الأطفال، وطبيب سابق في الجيش البريطاني. ووفقًا للصحيفة، فقد قال إن الحاضرين من قطاع غزة، وبسبب اتصالهم الوثيق مع زملائهم بغزة، قد قدّموا أوصافًا كافية لطريقة تصرف الأطفال المرضى.

وأوضح ريفي أن الأطفال: "يتجاهلون آلامهم نوعًا ما"، وتابع: "لقد كان هناك الكثير من حولهم، لدرجة أنه يبدو (كما لو) أن التعبير عن الألم والشكوى من الألم تبدو تافهة".

وأضاف الطبيب البريطاني أنهم يشعرون: "بأن عليهم أن يكونوا أقوى"، وأكمل قائلًا: "إنهم يراقبون الأطفال الذين يتم علاجهم بجانب والديهم الذين تم إنعاشهم ويموتون. بالمقارنة مع ذلك، فإنهم يكذبون هناك ويفكرون: "أعاني من الألم"، ولكن إذا سأل أحدهم عن ذلك، فإنهم لا يريدون التعبير عنه".

وإذ أشار إلى أن الأطباء الفلسطينيين يتمتعون بالكفاءة العالية في إدارة الصدمات، لكنه لفت إلى أن الأطباء الذين يعالجون الأطفال في غزة ليسوا جميعهم متخصصين، ما يعني أنه ثمة غالبًا حواجز نفسية أمام المهنيين عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الأطفال.

وذكرت "الغارديان" أنه سيتم نشر الدليل الجديد باللغتين العربية والإنجليزية، وبتمويل من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، وهي مبادرة صحية عالمية تابعة لمؤسسة قطر. وأشارت إلى أن فريق ريفي سيبدأ في إنتاج موارد سريعة تتم مشاركتها في غزة.

ويعيش أطفال قطاع غزة أوضاعًا مأساوية للغاية بسبب العدوان وتداعياته، خاصةً لناحية انعدام الأمن الغذائي الذي أودى بحياة العديد منهم خلال الأشهر الأخيرة، فيما يعني كثيرون من سوء التغذية والجفاف، عدا عن انتشار الأوبئة والأمراض المعدية وارتفاع درجات الحرارة مؤخرًا.

وفي مطلع آذار/مارس الفائت، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن 17 ألف طفل أصبحوا أيتامًا في غزة منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" قد أطلقت، في شباط/فبراير، نداء استغاثة من أجل أطفال غزة، حيث قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية للمنظمة، إن وضعهم: "يزداد قتامة يومًا بعد آخر".

وقالت "اليونيسف"، في بيان، إن جميع الأطفال تقريبًا في القطاع بحاجة إلى دعم في مجال الصحة النفسية، حيث أوضح جوناثان كريكس، مدير الاتصالات بمكتب المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن الأطفال: "تظهر عليهم أعراض مثل مستويات عالية للغاية من القلق المستمر، وفقدان الشهية. ولا يستطيعون النوم، أو يمرون بنوبات اهتياج عاطفي، أو يفزعون في كل مرة يسمعون فيها صوت القصف".