صوت أعضاء هيئة التدريس في كلية الآداب والعلوم، وهي الأكبر من بين 21 كلية في جامعة كولومبيا وتخدم أكبر عدد من الطلاب، على حجب الثقة عن رئيسة الجامعة نعمت شفيق، التي تعرضت لانتقادات واسعة بسبب طريقة تعاملها مع الاحتجاجات الرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة في حرم الجامعة.
وأصدرت كلية الآداب والعلوم في جامعة كولومبيا قرارًا بسحب الثقة في رئيسة الجامعة، أمس الخميس، قائلة: إن "اختيارات الرئيس (نعمت شفيق) بتجاهل قوانيننا ومعاييرنا الخاصة بالحرية الأكاديمية والحوكمة المشتركة، واعتقال طلابنا وفرض إغلاق لحرمنا الجامعي مع استمرار تواجد الشرطة، قد قوضت ثقتنا بها بشكل خطير".
أصدرت كلية الآداب والعلوم في جامعة كولومبيا قرارًا بسحب الثقة في رئيسة الجامعة
وقدم مقترح حجب الثقة من قبل فرع الحرم الجامعي للجمعية الأميركية لأساتذة الجامعات، وهي منظمة أعضاء هيئة التدريس المهنية. ومن بين 709 أساتذة صوتوا، أيد 65 % القرار وعارضه 29 %. وامتنع 6 % عن التصويت.
وأدان المقترح بشكل خاص قرار شفيق باستدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي لإخلاء مخيم طلابي مؤيد للفلسطينيين في 18 نيسان/أبريل الماضي، حتى بعد أن طلبت منها اللجنة التنفيذية لمجلس شيوخ الجامعة بالإجماع عدم القيام بذلك.
وجاء فيه أنها "زعمت كذبًا أن الطلاب يشكلون خطرًا واضحًا وقائمًا على الأداء الجوهري للجامعة"، على الرغم من أن الطلاب كانوا سلميين.
كما أدان المقترح كذلك استدعاء شفيق الشرطة للمرة الثانية، دون استشارة مجلس الشيوخ، بداية الشهر الجاري حين اقتحموا أحد مباني حرم الجامعة، وهي قاعة هاملتون، التي اعتصم داخلها الطلبة المحتجون على استمرار الحرب على غزة، وقاموا باعتقال أكثر من 100 طالب، في أضخم اعتقالات جماعية في تاريخ الجامعة منذ الحرب في فيتنام قبل خمسة عقود.
كما أكد المقترح على أن رئيسة الجامعة "انتهكت أيضًا معايير الحرية الأكاديمية عندما وعدت بطرد أعضاء هيئة التدريس في شهادتها أمام لجنة بالكونغرس بشأن معاداة السامية في 17 نيسان/أبريل".
Tonight at the Gaza Solidarity Encampment at Columbia University‼️ The students' energy is high as they remain steadfast for the third night in a row 🇵🇸 pic.twitter.com/RHeo5sg91x
— Within Our Lifetime (@WOLPalestine) April 20, 2024
وتؤكد هذه الخطوة، على الرغم من رمزيتها، إذا لا يترتب عليها أي أثر قانوني، على الغضب الواسع تجاه قرارات رئيسة الجامعة نعمت شفيق.
بالمقابل، قال المتحدث باسم جامعة كولومبيا بن تشانغ: إنّ "أعضاء هيئة التدريس في كلية الآداب والعلوم يمثلون ما يقرب من 20 % من أكثر من 4600 عضو هيئة تدريس بدوام كامل في جامعة كولومبيا"، مشيراً إلى أن "غالبية أعضاء هيئة التدريس لم يكونوا جزءًا من التصويت، فيما أكد أن رئيسة الجامعة نعمت شفيق تتشاور بانتظام مع أعضاء المجتمع، بما في ذلك أعضاء هيئة التدريس والإدارة والأمناء، وكذلك مع قادة الولاية والمدينة والمجتمع".
وأضاف: "تقدر جهود أولئك الذين يعملون جنبًا إلى جنب معها على الطريق الطويل الذي ينتظرنا لشفاء مجتمعنا".
وقبل ساعات من بدء تصويت هيئة التدريس لكلية الآداب والعلوم، اعترفت شفيق في رسالة داخلية أرسلتها عبر البريد الإلكتروني إلى أعضاء هيئة التدريس بالنهاية الصعبة للموسم الدراسي، قائلة: "التعاطف والحوار كانا غائبين في كثير من الأحيان خلال الأشهر القليلة الماضية، وأتحمل المسؤولية الكاملة لقيادة الجهود لاستعادتهما".
وأضافت شفيق: "أعلم أن الكثيرين منكم غاضبون، وأنكم تشعرون بالخذلان من قبلي ومن قبل رؤساء جامعات آخرين لعدة أسباب مختلفة".
وتابعت: "أنا على ثقة من أن هذا المجتمع - بتألقه الجماعي وتاريخه في الانخراط في حوار نقدي حول القضايا الهامة في عصرنا - يمكن أن يأتي خلال هذه الفترة، التي اختبرت فيها مؤسستنا، وأنا ملتزمة بالقيام بالعمل الشاق في الاستماع ودعم التغيير والإصلاح المطلوب".
وكانت نعمت شفيق قد واجهت انتقادات حادة وواسعة داخل الجامعة وخارجها منذ شهادتها في الكونغرس، الشهر الماضي، والاحتجاجات التي تلت ذلك في الحرك الطلابي داخل الحرم الجامعي، ووصلت الانتقادات إلى حدّ المطالبة باستقالتها، بما في ذلك من رئيس مجلس النواب مايك جونسون وجمهوريين آخرين في الكونغرس.
ويأتي مقترح قرار هيئة التدريس في جامعة كولومبيا وسط موجة من الأصوات بحجب الثقة عن رؤساء الجامعات بسبب طريقة تعاملهم مع الاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة التي اجتاحت حرم الجامعات، حيث أعرب أعضاء هيئة التدريس في كلية بارنارد وكلية إيموري وجامعة جنوب كاليفورنيا عن عدم ثقتهم في رؤساء جامعاتهم في الأسابيع الأخيرة.