28-أبريل-2024
مخيمات النازحين في دير البلح، وسط قطاع غزة

(epa) يعصف الحر بحياة أهالي قطاع غزة

إلى جانب جميع الأزمات والمآسي التي عانوا منها على مدار أكثر من ستة أشهر من الحرب الوحشية المدمّرة، يواجه أهالي قطاع غزة اليوم أزمة جديدة تتمثّل في ارتفاع درجات الحرارة، وتتكشف تداعياتها الخطيرة على حياتهم وحياة أطفالهم يومًا بعد يوم.

وتواصِل المؤسسات المحلية، والمنظمات الدولية، تحذيراتها من تداعيات الارتفاع المستمر في درجات الحرارة على النازحين الذين لا يستطيعون، في ظل هذا الطقس، المكوث في خيامهم المتداعية التي تبدو وكأنها "أفران".

وفي وقت سابق، اليوم الأحد، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أنها تلقت أنباءً تُفيد بوفاة طفلين على الأقل بسبب موجة الحر التي تضرب القطاع منذ أيام.

تلقّت "الأونروا" أنباءً تُفيد بوفاة طفلين على الأقل بسبب موجة الحر التي تضرب قطاع غزة

وإذ قالت الوكالة، في بيان على حسابها في منصة "إكس"، إن الأطفال يدفعون الثمن الأكبر في ظل هذه الحرب، فإنها أشارت أيضًا إلى أن النازحين بغزة لا يحصلون سوى على لتر واحد من المياه يوميًا في المتوسط، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى اليوم البالغ 15 لترًا بحسب المعايير الدولية.

وأكد البيان، الذي أورد تصريحات للمفوض العام لـ"الأونروا"، فيليب لازاريني، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتفاقم بشكل مستمر، وبصورة سيئة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

وأشار لازاريني إلى أنهم تلقوا تقارير تُفيد بوفاة طفلين على الأقل بسبب موجة الحر، وتساءل: "ما الذي يتعين تحمله أكثر؟ الموت والجوع والمرض والنزوح، والآن العيش في مبانٍ تشبه الدفيئات تحت حرارة حارقة"، مجددًا في الوقت نفسه دعوته لوقف الحرب.

وكانت مديرية الدفاع المدني في قطاع غزة قد حذّرت، الخميس الفائت، من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية في مخيمات النزوح، جنوب القطاع، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي جعلت من المكوث في الخيام المُلتهبة أمرًا لا يُطاق.

وقالت، في بيان: "بدت معاناة المواطنين النازحين في مخيمات النزوح بمحافظات جنوب غزة تزداد مع اشتداد موجات الحر"، وأضافت: "ينذر باتساع انتشار الأوبئة والأمراض فيهم، خاصة لدى الأطفال والنساء الحوامل".

وطالب منظمة الصحة العالمية بـ: "الإسراع في إنقاذ حياة مئات آلاف النازحين الفلسطينيين، والتدخل لإيجاد أماكن بديلة عن الخيام، لاسيما أننا مقبلون على موجات حر شديدة متتالية خلال الأيام القادمة".

وكانت "الأونروا" قد حذّرت، الأحد الفائت، من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة. وقال نائب مدير عملياتها بغزة، سكوت أندرسون، إن هذا الارتفاع جعل من مكافحة انتشار الأمراض أولوية مثل توصيل الغذاء.