يفتَتِحُ الكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل (1948) روايته "ستيفنسن تحت أشجار النخيل" (ترجمة جولان حاجي، دار الساقي 2017)، بنصٍّ قصير مأخوذ من كتاب "الأنساب المختارة" للكاتب الألماني غوته: "ما مِنْ أحدٍ يهيمُ تحت أشجار النخيل ويفلتُ من العقاب"، في إشارة واضحة لما سيحمِلهُ مضمون الرواية لاحقًا للملتقّي، كونهُ مُرتبطًا بشكلٍ دقيق بأشجار النخيل أولًا، وبالعقاب ثانيًا، إضافةً إلى اتصاله المُباشر مع عنوان الرواية، وهنا يبدأ سؤال المتلقي عن مهمة أو مكان الاثنين معًا في الرواية.
يتّبع مانغويل، في جلّ أعماله، أسلوبًا سرديًا قائِمًا على التباس النص وغموضه
تقعُ الرواية الصادرة للمرّة الأولى سنة 2003 في 112 صفحة، وتدور أحداثها داخل جزيرة سامو في البحار الجنوبيّة للمحيط الهادئ.
اقرأ/ي أيضًا: ألبرتو مانغويل.. في مكتبة بإيقاعات مجنونة
يتّبع مانغويل، كما في جلّ أعماله، أسلوبًا سرديًا قائِمًا على التباس النص وغموضه، ما يُجبر المتلقّي على التعمّق أكثر في تفاصيل رواياتهِ المكثّفة وتفكيكها، في محاولةٍ لفهمها بشكلٍ أكثر جلاء ووضوحًا.
[[{"fid":"90256","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":299,"width":200,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]
في هذه الرواية، المُشيّدة بعض ركائِزها على رسائلٍ بين كلٍّ من ستيفنسن وصديقه هنري جيمس، والمُتخمة بتفاصيل مُختارة من سيرة تنقلاتهِ من مكان إلى آخر؛ يقدِّم لنا مانغويل حكايةً واضحةً وغامضة في آن معًا، ظاهرها الجريمة لكنّها في الوقت ذاتهِ تنطوي على أحداث وتفاصيل مثيرة، بطلها الكاتب الإسكتلندي ستيفنسن (1850- 1890)، صاحب "جزيرة الكنز"، المُستمتع بالحياة في جزيرة سامو، تحت أشجار النخيل، في إشارة أخرى للعنوان والافتتاحيّة، ولكنّ كلّ ذلك يتغيّر بعد ظهور السيد بيكر، وهو رجل دين إسكتلندي غامض يصل إلى الجزيرة على رأس حملةٍ تبشيرية في محاولةٍ لإقناع السكّان الأصليين للجزيرة باعتناق المسيحيّة، وأثناء ذلك تحدث عدّة جرائم قتلٍ واغتصاب يتهمُ سكّان الجزيرة ستيفنسن بارتكابها.
يُذكر أنّ ألبرتو مانغويل كاتب وروائي أرجنتنيني يُقيم في فرنسا، تُرجمت عدّة أعمال أدبية لهُ إلى العربية منها: "المكتبة في الليل" (دراسة)، "يوميات القراءة" (دراسة)، "تاريخ القراءة" (دراسة)، "كل الناس كاذبون" (رواية)، "عاشق مولع بالتفاصيل" (رواية)، "مدينة الكلمات" (رواية).
أما الشاعر والمترجم السوري جولان حاجي فقد صدرت عدّة أعمال أدبية ما بين شعر ودراسات وترجمة هي: "إلى أن قامت الحرب، نساء في الثورة السورية" (دراسة)، "ميزان الأذى" (شعر). وفي الترجمة: "دفاتر سرية" لأنطون تشيخوف، و"كل الناس كاذبون" لمانغويل" (رواية).. وسواها.
اقرأ/ي أيضًا: