مراسلات سيمون دي بوفوار مع المخرج السينمائي كلود لانزمان، وهي ابنه الثمانية عشر عامًا، تُنشر وتُسلم إلى جامعة ييل. المقال المترجم الآتي عن الغارديان البريطانية يشرح الموضوع.
كُشفت ملامح "العاطفة الجامحة" لأيقونة حقوق المرأة الفرنسية، سيمون دي بوفوار، من خلال بعض رسائل الحب التي كتبتها في مقتبل عمرها وهي ابنه ثمانية عشر عامًا، والتي تُنشر للمرة الأولى.
تُظهر رسائل دي بوفوار إلى عشيقها أنها لم تكتف جنسيًا بشريكها جان بول سارتر
تُظهر تلك الرسائل أيضًا أنها لم تكتف جنسيًا على الإطلاق بشريك حياتها، الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر.
الكاتبة التي نددت في كتابها الكلاسيكي "الجنس الثاني" بالزواج، ووصفته بالمؤسسة "القذرة" التي تستعبد النساء، كتبت إلى المخرج السينمائي كلود لانزمان عام 1953، قائلةً إنها سوف ترتمي بين "ذراعيه، وسوف أبقى هناك إلى الأبد. أنا زوجتك إلى الأبد".
فقد كتبت دي بوفوار في رسائلها من أمستردام، التي نُشرت في صحيفة لو موند "صغيري الحبيب، أنت حبي الأول على الإطلاق، ذلك الحب الذي يأتي مرةً واحدةً في الحياة، أو ربما لا يأتي أبدًا". وتقول "تصورت أنني لن أنطق أبدًا بتلك الكلمات التي تنساب لا إراديًا على لساني عندما أراك -أنا أعشقك. أعشقك بكل جسدي وروحي. أنت قدري، وخلودي، وحياتي". وتعد تلك الرسالة واحدة من بين 112 رسالة غرام كُتبت للانزمان، الرجل الوحيد الذي عاشت دي بوفوار معه، اشترتها جامعة ييل مؤخرًا.
تكشف الرسائل أن سارتر -الذي كان له الكثير من العاشقات الأخريات، والذي كان دائمًا ما يبقيهن في شقة منفصلة- لم يكن قادرًا على إرضائها جسديًا بنفس الطريقة على الإطلاق. فقد كتبت إلى لانزمان قائلةً "لقد أحببته دون شك"، وأضافت "ولكن لا مجال للعودة من جديد، إذ لم تكن لأجسادنا أي أهمية تُذكر". كما أنها لم تجد نفس السعادة مع الروائي الأمريكي نيلسون ألغرين، مؤلف رواية "الرجل ذو الذراع الذهبي". وقالت "لقد أحببته من أجل الحب الذي كان يُكنه لي، دون الدخول في علاقة حميمية حقيقية، ودون أن أبذل له من مكنونات نفسي".
كان كلود لانزمان يبلغ من العمر 26 عامًا، وكان يعمل سكرتيرًا لسارتر عندما التقيا للمرة الأولى. بينما كانت دي بوفوار تبلغ من العمر حينها 44 عامًا.
اشتهر الزوجان الذهبيان للحياة الفكرية الفرنسية بعلاقتهما المفتوحة، واستمتعوا -واستمروا- بعدد من مثلثات الحب المشابهة.
يبلغ كلود لانزمان من العمر الآن 92 عامًا، وهو الذي أخرج الفيلم الوثائقي الشهير عن الهولوكوست "Shoah"، صرح لصحيفة لوموند أن قصة حبهم الكاملة لم يُكشف عنها بسبب خلاف مع ابنة دي بوفوار بالتبني. فقد اتهم سيلفي لو بون دي بوفوار بمحاولة إقصائه من حياة والدتها. وكانت لو بون رفيقة دي بوفوار، وظلت الوصية على أعمالها الأدبية.
اشتهر سارتر ودي بوفوار بعلاقتهما المفتوحة، واستمتعوا -واستمروا- بعدد من مثلثات الحب
بداعي الخوف من إقدام لو بون على حد قوله "بإقصائي ببساطة من حياة سيمون دي بوفوار تمامًا"، باع كلود لانزمان تلك الرسائل إلى جامعة ييل، حتى يتسنى للمؤرخين الوصول إليها بسهولة. قال كلود لانزمان إنه لم يكن لديه أي نية لنشر تلك الرسائل على الملأ حتى أدرك أن لو بون كانت بصدد "نشر جميع رسائل دي بوفوار، عدا تلك المراسلات بينها وبيني". وكان يخشى أن يموت دون أن يعلم أحد بشأن هذه الرسائل.
اقرأ/ي أيضًا: رسائل أوستر وكوتزي.. طعم الصداقة الإلكترونية
كتب المخرج السينمائي كلود لانزمان فيما سبق عن "شغفهم الجامح" في مذكراته التي نُشرت بعنوان "أرنب باتاغونيا - The Patagonian Hare" إلا أنه لم يُعرف أي شيء عن وجود مثل هذه المراسلات الساخنة.
ولم تتمكن وكالة الأنباء الفرنسية من التواصل مع لي بون دي بوفوار. كما أكدت صحيفة لو موند أنها لم ترد على طلبها بإجراء مقابلة معها.
يمكن للباحثين فقط في الوقت الراهن الاطلاع على تلك الرسائل في مكتبة جامعة ييل.
اقرأ/ي أيضًا: