09-أكتوبر-2024
فاقم العدوان الإسرائيلي من أوضاع الصيادين الصعبة (منصة إكس)

فاقم العدوان الإسرائيلي من أوضاع الصيادين الصعبة (منصة إكس)

في مدينة صيدا بجنوب لبنان لم تخرج المراكب لصيد السمك، الذي يعد مصدر رزق لمئات العائلات، بعدما أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين الماضي، سكان الساحل اللبناني بالابتعاد عن المنطقة البحرية حتى إشعار آخر.

وفي سوق السمك المركزي حيث كانت ترتفع أصوات الباعة وتعرض أنواع عدة من السمك الطازج، بدت الحركة خفيفة، وتحدث عضو "نقابة صيادي الأسماء" في صيدا، محمد بيضاوي، لوكالة "فرانس برس"، عن أن سوق الأسماك لا يزال مفتوحًا إلى حين تفريغ ما تبقى أسماك، ومن ثم سيتم غلقه. مشيرًا إلى أن الوضع "تعيس" حتى قبل إغلاق السوق.

سوق الأسماك لا يزال مفتوحًا إلى حين تفريغ ما تبقى أسماك، ومن ثم سيتم غلقه

وفي بلد يعيش انهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق منذ عام 2019، يأتي العدوان الإسرائيلي ليفاقم معاناة الصيادين، يقول بيضاوي: "إذا توقفنا عن العمل سيسوء الوضع، من سيساعد البحارة؟ ومن سيقدم لهم الطعام والحليب للأطفال؟ لا أحد يهتم لحالنا".

وكشف بيضاوي، أن الجيش اللبناني بلغهم بشكل رسمي عدم الإبحار أو خروج أي بحار، منذ التاسعة من مساء الإثنين، وأشار  إلى أنهم ملتزمون بالقرار، مبديًا خشيته على مستقبل مئات العائلات التي تؤمن قوتها اليومي من صيد السمك، إذا ما طالت الحرب.

ويثير هذا التوقف قلق الصياد، عصام حبوش، على مصير عائلته، وبينما كان يشاهد بحزن المراكب الراسية على الشاطئ، الواحد قرب الآخر، يقول حبوش، وهو يقف قرب مركبه: "طبيعة عملنا تفرض أن نعيش كل يوم بيومه. عندما لا نعمل، لا نأكل"، ويشاطره الصياد، حمزة سنبل، بحسرة المخاوف نفسها، قائلًا بحزن: "أصبحنا بلا عمل".

ففي هذه المنطقة تعتاش حوالي 400 عائلة من صيد السمك، أي ما بين خمسة آلاف إلى ستة آلاف شخص، يقول سنبل، إن عملهم الوحيد هو صيد السمك، ولا يعرفون عملًا آخرًا، وقد قام عدد من الصيادين بنقل مراكبهم من ميناء صيدا إلى مناطق شمال نهر الأولي ليتمكنوا من مزاولة نشاطهم.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن، أول أمس الإثنين، أنه سيستهدف "المنطقة البحرية" في جنوب نهر الأولي في جنوب لبنان، مطالبًا الصيادين ورواد البحر بالابتعاد عنه حتى إشعار آخر.