12-يوليو-2024
القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري

إيران تعلن أن المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن بشأن الملف النووي مستمرة (رويترز)

أكّد القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، أنّ طهران مستمرةٌ في إجراء محادثاتٍ نووية غير مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية عبر سلطنة عمان، ويأتي هذا الإعلان الإيراني بالتزامن مع تصريح للمتحدث باسم البيت الأبيض قال فيه إن الإدارة الأميركية غير مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران في عهد الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان.

على الرغم مما يُتداول حول اتباع الرئيس الجديد لسياسةٍ خارجية عملية تضع رفع العقوبات عن إيران على سلم أولوياتها، كما تُبدي ميلًا واضحًا لخفض التوتر في منسوب علاقات إيران الإقليمية والدولية معًا.

ونقلت صحيفة "اعتماد ملي" الإيرانية عن باقري كني قوله: "نُجري محادثاتٍ غير مباشرةٍ عبر عمان، لكن عملية التفاوض سرية ولا يمكن الحديث عن تفاصيلها".

وكشف باقري أيضًا أنه يجري على قدمٍ وساق "بذل جهود من أجل تهيئة الأجواء الملائمة للمفاوضات أمام الحكومة الإيرانية الجديدة التي ستتولى مهامها في الأسابيع القليلة المقبلة".

وكان الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان قد تعهد "باتباع سياسةٍ خارجية عملية، وتخفيف التوتر مع القوى الست الكبرى التي شاركت في المحادثات النووية المتوقفة الآن لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015".

الإعلان الإيراني عن استمرار إجراء المحادثات النووية غير المباشرة مع واشنطن من شأنه تهيئة الأجواء الملائمة للمفاوضات أمام الحكومة الإيرانية الجديدة

ولعلّ أحد عناصر التوتر الجديدة في علاقات طهران، المتضررة أصلًا، مع واشنطن، هو "الحرب الإسرائيلية على غزة، والتصعيد في جنوب لبنان"، حيث فاقمت هذه الأوضاع الخلافات بين إيران والولايات المتحدة، ما يجعل استئناف مفاوضات الاتفاق النووي متعسّرةً، حتى في ظل حكومة رئيسٍ إصلاحي يوصف في الدوائر الإيرانية بالمرن والمعتدل.

ومع ذلك، سبق للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن أكد هو الآخر، الإثنين الماضي، أن القنوات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة "ما زالت مفتوحةً"، وأن الجانبين "يتبادلان الرسائل بطرقٍ مختلفة"، مضيفًا في إحاطته الإعلامية الأسبوعية "أن المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأميركي قد أجريت في فتراتٍ زمنية مختلفة، وهي حاليًا مستمرة، وسننشر تفاصيلها لاحقًا إن اقتضت الحاجة".

كما شدّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن بلاده "ملتزمة بالتفاوض، وسعت إلى استغلال المسارات الدبلوماسية على أحسن شكل تأمينًا لمصالحها الوطنية".

لافتًا إلى أنّ الحكومة الإيرانية "تابعت المفاوضات النووية الرامية إلى رفع العقوبات، ولم تدّخر جهدًا في هذا السبيل"، داعيًا في ذات الوقت إلى التريث "لمعرفة سياسة الحكومة الإيرانية الجديدة التي سيشكلها الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان لاحقًا بشأن المفاوضات النووية".

يشار إلى أن المفاوضات الأميركية الإيرانية غير المباشرة أسفرت في عدة مناسبات عن تحقيق بعض النتائج، حيث قادت في مرحلة من المراحل إلى صفقة تبادل للسجناء، مقابل الإفراج عن أرصدة إيرانية مجمدة، وفي مراحل أخرى أدّت إلى تفاهمات جزئية بشأن الملف النووي في ظل صعوبة التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق المبرم عام 2018، قبل أن ينسحب منه ترامب.

ومن آخر ما أعلن عنه من المفاوضات غير المباشرة ما جرى بين كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني وماكغورك، في سلطنة عُمان خلال أيار/مايو 2023، وما كشفته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في آذار/مارس الماضي من "محادثات سريّة غير مباشرة جمعت الولايات المتحدة وإيران في العاصمة العمانية مسقط في كانون الثاني/يناير الماضي، بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر".

هذا بالإضافة طبعًا إلى المفاوضات غير المباشرة حاليًا التي تجري أيضًا عبر سلطنة عمان بشأن الملف النووي.

يشار إلى أنه على الرغم من أهمية دور الرئيس الإيراني في السياسات الخارجية، إلا أن المرشد الأعلى علي خامنئي هو من يتخذ القرارات الحاسمة في ملفات السياسة الخارجية، وسبق لخامنئي أن حذّر قبل الانتخابات، من أن "الشخص الذي يعتقد أنه لا يمكن فعل أي شيء دون رضا أميركا لن يتمكن من إدارة البلاد بشكل جيد".