تعيش مدينة حلب أسوأ أيامها بسبب الحملة العسكرية الهمجية البربرية الروسية وعصابات الأسد وميليشياته المساندة له؛ حيث تستخدم مختلف أصناف الأسلحة وأكثرها فتكًا وحرقًا وتحريمًا، وجديدها الأسلحة الارتجاجية المدمرة، المستخدمة لأول مرة في تلك الحرب القذرة بكل ما تعنيه الكلمة.
روسيا تلعب على الحبلين وتضرب بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط وتدرك الضعف السياسي لأوباما، وهو يلملم حقائبه المملوءة بدماء أطفال ونساء سوريا، ويهرب إلى غير رجعة تاركًا إرثًا من الملفات السياسية والخيبات والتنازلات، خاصة الملف السوري الأكثر تعقيدًا.
حلب تباد بأيدٍ روسية وصمت عربي ودولي غير مسبوق. المشافي الميدانية وغير الميدانية اكتظت بالجرحى ولم تعد تتسع، ومعظمها خرج عن الخدمة بفعل القصف الهمجي. وحتى عتبات المشافي المغمورة بدم الشهداء والجرحى تغص بهم وينادي الأطباء معلنين عجزهم عن إنقاذ من يموتون أمامهم ولا يقدرون على فعل شيء.
المشافي الميدانية وغير الميدانية اكتظت بالجرحى ولم تعد تتسع. ومعظمها خرج عن الخدمة بفعل القصف الهمجي
أطفال يتوجعون ونساء يصرخن وما من مجيب، ولا صوت يسمع بالأصل غير هديل الطائرات وأصوات الانفجارات المتتالية من عنقودية إلى فراغية إلى ارتجاجية، وكأن مجلس العار المسمى "مجلس الأمن" قد تحول إلى حظيرة للحيوانات المفترسة التي يقودها بوتين الوحشي، الذي يسلط جام حقده وغضبه على الشعب السوري ليسفك الدماء.
اقرأ/ي أيضًا: كيف سيتعامل مرشحو الرئاسة الأمريكية مع سوريا؟
نعلق الآمال على مجلس العهر الذي لم يستطع أن يحرك ساكنًا، رغم اجتماعاته وتنديدات أعضائه ومندوبيه الذين وصفوا ما يحدث في حلب بأنه جرائم حرب، تعلّق في رقبتي روسيا وإيران شريكتي نظام الإجرام الأسدي. وأضحت كل عائلة من سكان القسم الشرقي من مدينة حلب تنام بأكملها في غرفة واحدة، لا يعرفون متى يأتي دورهم الدموي.
في كل صباح ومساء قوافل من المدنيين الأبرياء يودعون، والعالم شاهد زور على تلك المذابح اليومية التي تعكس الصورة البشعة والإجرامية للنظام السوري وحلفائه من الروس والإيرانيين وحزب الشيطان وكل الميليشيات التي تكالبت على دماء أطفال ونساء وشباب سوريا.
في حلب، أطفال يتوجعون ونساء يصرخن، ولا صوت يسمع غير هدير الطائرات والانفجارات المتتالية
هيئة المفاوضات العليا برئاسة رياض حجاب كررت موقفها الرافض لمبادرات وقف إطلاق النار غير المفيدة، بينما تسعى الإدارة الأمريكية لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية ومحاولة رأب الصدع بين أمريكا وروسيا التي ترفض وقف تحليق الطيران الروسي والسوري، ولا يرف لها جفن وهي تمارس حرب الإبادة الجماعية في حلب.
أوباما اللاهث وراء سفالة وكذب بوتين يعيش حالة تخبط في جميع ملفاته المؤجلة وأهمها الملف السوري، الذي شيّب رأسه كما قال سابقًا، واليوم يقف عاجزًا وصغيرًا أمام ما يتعرض له المدنيون العُزل في سوريا عامة، وحلب خاصة، فهو يضيع الوقت ويكسب المزيد من سوء السمعة السياسية قبل رحيله.
وأظن أننا ندرك جيدًا أن مواصلة بوتين حملته المسعورة على الشعب السوري الأعزل، أو على الإرهاب كما يدعي، هي حرب مصيرية لروسيا واستراتيجية، ليست دفاعًا عن نظام زائل وإنما هي دفاع عن استراتيجية ومصير روسيا في المنطقة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يتصادم الجهاديون في الشمال السوري؟