يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة الجماعية التي يرتكبها في قطاع غزة لليوم 402 على التوالي، والتي أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، جلّهم من النساء والأطفال.
ووسط استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، تكشف التقارير عن خسائر فادحة في صفوف الرياضيين الفلسطينيين. ووفقًا لتصريحات مصطفى صيام، الأمين العام للاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي، أسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 450 رياضيًا فلسطينيًا، بينهم لاعبين ومدربين وإداريين.
وبالإضافة إلى ذلك، دمرت قوات الاحتلال ما يزيد عن 80% من المنشآت الرياضية في غزة، بما في ذلك الأندية والملاعب، مما أدى إلى توقف الأنشطة الرياضية بشكل كامل في القطاع. ومن بين المنشآت التي تعرضت للدمار ملعب الدرة في دير البلح وملعب خان يونس وملعب اليرموك في قلب مدينة غزة، التي تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين. هذه المنشآت كانت تُعد في السابق أماكن للاحتكاك الرياضي والتعبير عن الهوية الفلسطينية.
لم يستثن الاحتلال الرياضة والرياضيين من حملة الإبادة الجماعية التي ينتهجها في قطاع غزة، ما خلّف مئات الشهداء بين الرياضيين الفلسطينيين
وفي تصريح للأمين العام للاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي، مصطفى صيام، خصّ به وكالة "الأناضول"، أكد صيام أن عدوان الاحتلال لا يقتصر على استهداف الأرواح فقط، بل يمتد ليشمل تدمير البنية التحتية الرياضية. حيث تتواصل الاعتداءات على الرياضيين من جميع الألعاب الرياضية، مثل كرة القدم وكرة الطائرة وكمال الأجسام، ما يعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى إضعاف الحركة الرياضية الفلسطينية وتقويض رسالتها الوطنية. آثار هذه الحرب تتجاوز الاستهداف المباشر للأفراد، بل تطال المشاريع الرياضية التي كانت تمثل شريانًا حيويًا للشباب الفلسطيني.
ووسط هذه الظروف، يسعى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى تحريك المجتمع الدولي لحماية الرياضيين والمنشآت الرياضية الفلسطينية. وقد طالب الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" واللجنة الأولمبية الدولية باتخاذ خطوات فعالة ضد الاحتلال، بما في ذلك تعليق عضويته في الفيفا وحظر أنشطته الرياضية. ورغم ذلك، لم تجد هذه الجهود آذانًا صاغية حتى الآن، ويشعر المسؤولون الفلسطينيون بأن هذه الإجراءات تتم ببطء شديد، مما يعيق توفير الحماية اللازمة للرياضيين الفلسطينيين.
وحسب صيام، يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف الرياضيين والمنشآت الفلسطينية دون أي رادع دولي، مستفيدًا من حالة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها في المحافل الدولية. وهذا الاستهداف المتواصل للرياضة الفلسطينية يمثل جزءًا من العدوان الشامل الذي يشنه الاحتلال ضد جميع القطاعات الحيوية، بدءًا من المنشآت الصحية والخدمية وصولًا إلى القطاع الرياضي.
ودعا الأمين العام للاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي، إلى تحرك عاجل وفعّال من المؤسسات الرياضية والإنسانية لضمان حماية الحركة الرياضية الفلسطينية، كما طالب بضرورة إعادة تأهيل المنشآت الرياضية المتضررة، لتمكين الشباب الفلسطيني من العودة لممارسة الأنشطة الرياضية في بيئة آمنة، ورفع معنوياتهم في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها.
وفي آخر البيانات الرسمية المتصلة بهذا الشأن، أعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر عن ارتفاع عدد الشهداء الرياضيين الفلسطينيين إلى 524 شهيدًا، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، وكان آخرهم الطفل ناجي البابا، لاعب نادي حلحول، بعد إصابته برصاص جيش الاحتلال.