استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين الماضي، مبنى كانت تقطنه عائلة نازحة في بلدة عين يعقوب، الواقعة في أقصى شمالي لبنان، مما خلق صدمة وغضبًا بين سكان البلدة، فيما واصل المسعفون البحث بأيديهم بين الأنقاض على أمل العثور على ناجين من الغارة.
كان سكان المبنى الصغير يعتقدون أنهم في مأمن من العدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان، حين نزحوا إلى تلك البلدة التي تعد الأبعد عن الحدود مع فلسطين المحتلة.
كان يقيم في المبنى أكثر من 30 نازحًا قبل استهدافه من الطيران الإسرائيلي. وفي حصيلة أولية، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد ثمانية أشخاص، فيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن عدد الشهداء ارتفع إلى 17 شهيدًا، بينهم نازحون سوريون.
تشنّ إسرائيل بين الحين والآخر غارات عنيفة على بلدات وقرى تقع خارج معاقل حزب الله، تستهدف سيارات أو أفرادًا أو شققًا سكنية تدعي أنها على صلة بحزب الله
وصباح أمس الثلاثاء، تركزت أعمال البحث على الأشلاء بعدما عمد المسعفون ليلًا إلى إزالة الركام وانتشال الضحايا في ظروف صعبة للغاية، إذ عملوا على أضواء السيارات والهواتف المحمولة بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.
يقول مصطفى حمزة، وهو أحد سكان البلدة، لوكالة "فرانس برس": "إنها مجزرة لا يمكن وصفها"، ويضيف: "المبنى انهار بالكامل"، مشيرًا إلى وجود عدد كبير من الشهداء وأشلاء متناثرة على الطريق، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى.
🎥 جنود جيش الاحـتـلال الإسرائيليّ يحتفلون في تفجير قرية في جنوب #لبنان. pic.twitter.com/dQAfAAmo7Y
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 7, 2024
ولفت حمزة إلى أن أهالي المنطقة يحاولون المساعدة في انتشال الشهداء، موضحًا أن المبنى تم استهدافه دون سابق إنذار. وقال: "إنها مجزرة لا يمكن وصفها".
من جهته، أكد مالك المبنى المستهدف، ويدعى هاشم هاشم، أن الأشخاص الذين كانوا يقطنون في المبنى هم خاله وزوجته وأقرباؤها وأطفالهم. وأوضح أن العائلة نزحت من جنوبي لبنان قبل أربعين يومًا هربًا من القصف الإسرائيلي المكثف على القرى والبلدات الجنوبية. وأشار إلى أن الطابق الأول كان تقطنه عائلة لجأت من سوريا منذ حوالي عشر سنوات.
وتقع بلدة عين يعقوب الجبلية النائية في منطقة عكار المحرومة على بعد حوالي 150 كيلومترًا من الحدود مع فلسطين المحتلة، وهي قريبة من سوريا.
وأشارت "فرانس برس" إلى أن هذه واحدة من المرات القليلة التي تُستهدف فيها قرى في منطقة عكار، لا سيما أن الغارات التي طالت المنطقة سابقًا كانت تتركز على معابر حدودية تربط لبنان بسوريا.
وتشنّ إسرائيل بين الحين والآخر غارات عنيفة على بلدات وقرى تقع خارج معاقل حزب الله، تستهدف سيارات أو أفرادًا أو شققًا سكنية تدعي أنها على صلة بحزب الله.
كما شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارة على بلدة علمات في قضاء جبيل، أسفرت عن استشهاد 23 شخصًا على الأقل، وفقًا لبيان وزارة الصحة اللبنانية.
وفي الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى في بلدة برجا الساحلية، وأسفرت عن استشهاد 20 شخصًا على الأقل، بحسب وزارة الصحة. كما استشهد 21 شخصًا على الأقل في 14 تشرين الأول/أكتوبر جراء غارة استهدفت بلدة أيطو في قضاء زغرتا في شمال لبنان.