في تظاهرة تُصنف الأولى من نوعها على المستوى الثقافي العربي في الدول الإسكندنافية، تنظم مؤسسة "ابن رشد" التعليمية، بالتعاون مع دور نشر عربية، "معرض الكتاب العربي الأول في إسكندنافيا"، في صالة "Baltiska Hallen" بمدينة "مالمو" جنوب السويد، ويستمر لمدة أربعة أيام اعتبارًا من الـ20 حتى الـ23 من الشهر الجاري.
عزلة المثقفين العرب في الشمال الأوروبي أكبر بكثير منها في جهاته الأخرى
يتخلل معرض الكتاب العربي الأول في إسكندنافيا والذي يشارك في دورته الأولى أكثر من 15 دار نشر عربية، مجموعة من النشاطات الثقافية منها توقيع الكتاب العرب المقيمين في دول الشتات الأوروبي لإصداراتهم الجديدة، وتنظيم قراءات لمجموعة من الشعراء، والندوات الثقافية، كما يمثل المعرض فرصة لتواصل الجمهور العربي مع المثقفين العرب، أو حتى جمهور السويد نفسها.
اقرأ/ي أيضًا: فوزي كريم.. ثلاثية نقدية
فسحة للاطلاع على أحدث الإصدارات العربية
حول فكرة تنظيم معرض الكتاب العربي الأول في إسكندنافيا يقول خالد سليمان الناصري، مدير "منشورات المتوسط"، إن مؤسسة "ابن رشد" التعليمية هي من قام بدعوة دور النشر للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية، وكانت هناك تلبية من "المتوسط"، أرفقتها المؤسسة بدعوة ثانية للتعاون في تنظيم البرنامج الثقافي، مشيرًا إلى أن المنظمين وضعوا بعض النشاطات، وساهمت "المتوسط" بإضافة نشاطات أخرى مرتبطة بمنشوراتها الجديدة.
وتنظم "المتوسط" خلال المعرض عددًا من الأنشطة الثقافية في اليوم الثالث من نشاطات المعرض. وتحت عنوان "كيف أصبحت روائيًا"، يقدم الروائيون إبراهيم الجبين، ودنى غالي، وربعي المدهون، وزينب الكناني، وشاكر الأنباري، وفجر يعقوب، ومفيد نجم، شهاداتهم عن سبب اختيارهم للكتابة الروائية.
كما سيكون لجمهور الشعر موعد في اليومين الثالث والرابع مع قراءة وتوقيع الشعراء تمام هنيدي، غياث المدهون، رائد وحش، فوزي كريم، نوري الجراح، وفائي ليلا، لإصداراتهم الجديدة، بالإضافة لإطلاق "المتوسط" كتاب "ربيع وأوراق" للإيراني الراحل عباس كيارستمي، وتوقيع عدي الزعبي لمجموعته القصصية الأولى "الصمت".
يلفت خالد الناصري خلال حديثه إلى أن "معرض الكتاب العربي الأول في إسكندنافيا سيكون متنقلًا، بمعنى أنه سينظم كل عام في مدينة مختلفة"، منوهًا أن اختيار مدينة "مالمو" السويدية كبداية "فكرة ممتازة"، فهو يتوقع أن يستقر تنظيمه مستقبلًا فيها على اعتبار أنها من المدن المركز في السويد، وقريبة بذات الوقت من "كوبنهاغن" التي يتواجد فيها نسبة جيدة من الجالية العربية، كما أن موقعها على الخارطة الإسكندنافية يجعلها من المدن المركزية فيها. أما بالنسبة لتفاعل الجمهور الإسكندنافي مع فكرة المعرض، فيأمل خالد الناصري أن تلقى هذه التظاهرة تفاعلًا من قبلهم، معتبرًا أنها ستكون "فرصة ممتازة للمهتمين بالأدب العربي مثل المترجمين والباحثين للاطلاع على آخر إصدارات دور النشر العربية، إضافة إلى لقائهم بالقارئ العربي، أو الكُتاب الذين يحضرون المعرض"، كما يتمنى أن يلقى أيضًا تفاعلًا إيجابيًا من الجمهور العربي بنفس الوقت.
خطوة للتواصل مع الجالية العربية في شمال أوروبا
الشاعر الفلسطيني غياث المدهون، الذي سيكون حاضرًا ضمن البرنامج الثقافي لقراءة وتوقيع ديوانه "أدرينالين" الصادر حديثًا عن "منشورات المتوسط"، يقول إنه "لا يمكن إعطاء إجابة دقيقة" حول فكرة نجاح التجربة الأولى لمعرض الكتاب العربي في إسكندنافيا، إلا أن "مجرد وجود المعرض في إسكندنافيا هو نجاح للكتاب العربي، ويؤدي لسهولة في التواصل بين المثقفين".
ويعتبر صاحب "لا أستطيع الحضور" أن فكرة تنظيم المعرض "خطوة مهمة جدًا للتواصل مع الجالية العربية المتواجدة في شمال أوروبا، والدول الإسكندنافية على وجه العموم، ومع المثقفين العرب على وجه الخصوص"، لأن المثقفين في الشمال الأوروبي يعيشون "عزلة أكبر من التي يعيشها المثقفون العرب عمومًا في مدن المركز الأوروبي مثل باريس أو لندن.. وغيرها".
عدي الزعبي: كل مدينة تستضيفنا، ونستضيفها، ستكون دمشق لنا إلى حين عودتنا
وإذا ما كان تنظيم المعرض قد يساعد على تفعيل حركة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، يعتقد المدهون أن "المعارض لا يمكنها أن تفعل حركات الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى خاصة أن المقصود في هذه المعارض هو القارئ العربي، أي أنها موجهة إلى الجمهور العربي وليس السويدي"، مشيرًا أنه "حسب ما رأيت هي دور نشر عربية سوف تقوم ببيع كتب عربية، أو تتواصل مع العرب المتواجدين في إسكندنافيا، ولا أجد أي مؤشر على مساهمتها في التواصل مع الجهات الأخرى التي هي السويدية أو الإسكندنافية".
اقرأ/ي أيضًا: رابطة الكتاب السوريين: آليات "بعثية" تحت عنوان الثورة
تواصل مثقفي المنفى
حول الفكرة المرتبطة بأهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات الثقافية في أوروبا بالنظر لموجة العداء ضد اللاجئين العرب، يقول الكاتب عدي الزعبي الذي يوقع مجموعته القصصية الأولى "الصمت" الصادرة حديثًا عن "منشورات المتوسط"، إنه "لا يمكن التنبؤ بالنتائج سلفًا"، معربًا عن شكه بأن "يكون لمثل هذه النشاطات تأثير على المعادين للاجئين والمهاجرين، ولكن بالنسبة للحياديين والمتوجسين ربما". ويرى أن المعرض سيكون فرصة لتفعيل التواصل بين المثقفين العرب، مضيفًا "أنا لم ألتقِ بأي كاتب أو كاتبة منذ وصولي هنا (كوبنهاغن)، ولكنني كسول وغير اجتماعي عمومًا، ولذا فأنا متحمس جدًا للمعرض". كما أنه من الممكن لاحقًا أن "يتم ربط المعرض مع معارض وثقافات في المنطقة العربية من جهة، ومع ثقافات ونشاطات في السويد والدول المجاورة لمثقفين محليين من جهة أخرى".
وينهي عدي الزعبي حديثه لـ"ألترا صوت" واصفًا شعوره حول توقيعه لمجموعته القصصية الأولى في المعرض الإسكندنافي ويقول: "هذا أول توقيع لي لأول مجموعة قصصية أصدرها، ومشاعري مختلطة إذ كنت أتمنى لو تم في دمشق. على أية حال، كل مدينة تستضيفنا، ونستضيفها، ستكون دمشقًا لنا إلى حين عودتنا".
اقرأ/ي أيضًا: