استجابت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء الثلاثاء، لطلب الوسطاء ببحث مقترحاتٍ جديدة حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنجاز صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل. وأفاد القيادي في الحركة سامي أبو زهري بعقد لقاءات بهذا الخصوص مع الوسطاء، وبرمجة لقاءات أخرى ستُعقد حول الملفات ذاتها.
وقد لوحظ في تصريحات أبو زهري أن "حماس" تُركّز على اتفاق مستدام ونهائي، خلافًا لما يسعى إليه نتنياهو من اتفاق قصير ومحدود، يسمح له باستئناف الحرب من جديد. وأمام هذا التباين في الأهداف، من المستبعد أن تكون جولة المفاوضات القادمة سهلةً على الجانبين.
وللمحافظة على مسار التفاوض، قد يجد أحد الأطراف نفسه مضطرًا إلى تقديم تنازلات. ويعوّل نتنياهو في هذا الصدد على الضغط العسكري لإرغام "حماس" على التنازل، في حين تراهن "حماس" على الضغط الداخلي في إسرائيل، وإلى حدٍّ ما الخارجي، لضمان اتفاق يُنهي الحرب.
لكنّ نتنياهو، وبالرغم من تواصل جهود الوسطاء على مدى عدة أشهر وتقديم المقترحات تلو الأخرى، ظلّ يضع العراقيل والشروط الجديدة، مفرغًا بذلك المفاوضات من مضمونها.
تتضمّن مسودة المقترح الجديد وقفًا لإطلاق النار لمدة 28 يوما في قطاع غزة
ومع ذلك، يظلّ وجود أسرى إسرائيليين في غزة أكبر ضاغط على نتنياهو؛ حيث تُقدّر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وجود 101 أسير في قطاع غزة، مع الإشارة إلى إعلان "حماس" مقتل العديد من الأسرى لديها بفعل الغارات الإسرائيلية العشوائية.
الخارجية القطرية: مباحثات الدوحة مستمرة
أكّدت الخارجية القطرية، على لسان المتحدث باسمها ماجد الأنصاري، أن جولة المباحثات في الدوحة "مستمرة وحققت الكثير حتى الآن". كما أفادت بوجود "خطوط متوازية للعمل على خفض التصعيد في لبنان وغزة".
وبشأن محتوى المفاوضات، قدّرت الخارجية القطرية أنه "لا يمكن التعليق عليه"، ومع ذلك يؤكد المسؤولون في قطر أن "الكثير قد تحقق بشأن المفاوضات"، في نبرة لا تخلو من التفاؤل بشأن مصير الجولة الجديدة.
يُشار إلى أن مسار التفاوض الذي استؤنف مؤخرًا ما يزال يبحث عن مقترح للمفاوضات. ومن أجل التوصل إلى هذا المقترح، أوضحت الخارجية القطرية أن اللقاءات الهادفة لبلورة مقترح التفاوض تجري في عدة عواصم، من بينها الدوحة والقاهرة، التي زارها وفد من "حماس" هذا الأسبوع، بالإضافة إلى عواصم أوروبية لم يُفصح عنها.
وقد أكّد المتحدث باسم الخارجية القطرية أن "العمل جارٍ بشكل وثيق مع الشركاء في مصر والولايات المتحدة لاحتواء الصراع في غزة ومنع توسع التصعيد في المنطقة".
كما أكّد المسؤول القطري أن الدوحة "ستعمل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حتى اللحظة الأخيرة قبل انتخابات الرئاسة الأميركية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة".
ملامح المقترح الجديد
كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، استنادًا إلى مصادر خاصة، ملامح المقترح الجديد لتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل. ويبدو أن الولايات المتحدة بادرت إلى طرح صيغة جديدة لوقف إطلاق النار قدّمها في الدوحة مدير الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز لنظرائه الإسرائيليين والقطريين.
وبحسب موقع "أكسيوس"، تتضمّن مسودة المقترح الجديد وقفًا لإطلاق النار لمدة 28 يومًا في قطاع غزة، تُفرج خلالها "حماس" عن 8 أسرى إسرائيليين، وفي المقابل تطلق إسرائيل سراح العشرات من الأسرى الفلسطينيين في سجونها.
ويقول موقع "أكسيوس"، نقلًا عن مصادره، إن نتنياهو وافق على الوقف المؤقت لإطلاق النار، لكنّ حركة "حماس" أبدت تحفّظها، مؤكدةً أنها تريد وقفًا يقود إلى خطوات إسرائيلية لا مجال معها للعودة إلى الحرب.
وتُرجح مصادر "أكسيوس" أن وليام بيرنز، مدير الاستخبارات المركزية الأميركية، ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، قد طوّرا بالفعل فكرة الاتفاق الجزئي بشأن الوقف المؤقت لإطلاق النار والتبادل المحدود للأسرى.