31-أكتوبر-2024
الرشيدية

الدخان الأسود يتصاعد جراء غارة عنيفة للاحتلال استهدفت مدينة صور بجنوب لبنان (رويترز)

في سياق العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مختلف الأراضي اللبنانية لليوم الـ37 على التوالي، والتصعيد اليومي الذي يُنذر سكان قرى ومدن جديدة بضرورة "الإخلاء الفوري"، أصدر جيش الاحتلال، اليوم الخميس، أمرًا بضرورة إخلاء عشر قرى ومناطق في جنوب لبنان، بما فيها مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور الذي يضم عددًا كبيرًا من العائلات، فضلًا عن تحوله إلى ملاذ آمن لآلاف النازحين من جنوب لبنان.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، نقلًا عن مندوبها في صور، إن المخيم يشهد حركة نزوح كثيفة، مضيفةً أن حالة من الهلع تسود بين سكان المخيم، بعد إنذار جيش الاحتلال لسكان المخيم وعدد من القرى الجنوبية، حيثُ بدأ السكان بالتوجه إلى صيدا جنوبًا أو إلى مدن وقرى شمال لبنان. ويعد مخيم الرشيدية أول مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان يوجه له جيش الاحتلال إنذارًا بــ"الإخلاء الفوري".

حالة هلع بين سكان المخيم

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصدر فلسطيني قوله: "حالة هلع تسود المكان، ونحاول مساعدة الجميع مع فرق الإسعاف على التوجه إلى أماكن آمنة، وخصوصًا مراكز الإيواء، في مناطق مثل صيدا والشمال وغيرهما، فهناك مشاكل على صعيد القدرات الاستيعابية ونبذل جهودًا لتأمين الجميع".

يشهد مخيم الرشيدية حركة نزوح كثيفة، فضلًا عن حالة من الهلع تسود بين السكان، بعد إنذار جيش الاحتلال الذي يطالب بـ"الإخلاء الفوري" للمخيم

وبحسب المصدر الفلسطيني، فإن "هذه هي المرة الأولى التي يُصدر فيها الاحتلال بيانًا بإخلاء المخيم، علمًا أن محيط المخيمات الفلسطينية كان دائمًا تحت النيران الإسرائيلية، وسبق أن استُهدف داخل مخيم عين الحلوة، مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بمحاولة اغتيال قائد كتائب شهداء الأقصى، اللواء منير المقدح، مما جعل المخيمات غير آمنة بالنسبة إلى سكانها".

وأكد المصدر الفلسطيني لـ"العربي الجديد" أن هناك عائلات غادرت مخيم الرشيدية بعد التهديدات الإسرائيلية، لكن عائلات أخرى ترفض ترك منازلها، لافتًا إلى أن طواقم الإسعاف مستنفرة تحسبًا لأي طارئ.

وأشار المصدر إلى أنه "لا يمكن إحصاء عدد العائلات الموجودة في المخيم اليوم بشكلٍ دقيقٍ لأن كثيرين نزحوا إليه باعتباره مكانًا آمنًا في مدينة صور، ثم مع توسع العدوان غادروه، منهم من كان يعود ليتفقد منزله ويأخذ بعض الأغراض ويرحل".

وأضاف المصدر الفلسطيني أن "الكثير من الأهالي نزح إلى مراكز إيواء حددتها وكالة الأونروا، خصوصًا في منطقة صيدا ومناطق في الشمال اللبناني"، لافتًا إلى أن "أكثر من أربعة آلاف عائلة فلسطينية نزحت بفعل العدوان، وبعضها توجه إلى المراكز التي افتتحتها الأونروا، سواء في بيروت أو صيدا أو الشمال أو زحلة في البقاع".

وكان آخر تقرير صادر عن وكالة "الأونروا" قد سجل حتى 24 تشرين الأول/أكتوبر الجاري ما مجموعه 3679 نازحًا في ملاجئها، وذلك بعدما قامت بتفعيل استجابتها للطوارئ في لبنان في 24 أيلول/سبتمبر الماضي، وتشغل الوكالة 11 مركز إيواء للطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وفق قولها.

ماذا نعرف عن مخيم الرشيدية

يبعد المخيم الواقع على شاطئ البحر خمسة كيلومترات عن مدينة صور، وهو مقسوم إلى قسمين، القسم القديم الذي قامت الحكومة الفرنسية ببنائه في عام 1936 لإيواء اللاجئين الأرمن الذين فروا إلى لبنان، بينما عملت "الأونروا" على بناء القسم الجديد في عام 1963 لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين أُجبروا على مغادرة مخيم غورواد في منطقة بعلبك في لبنان.

وتشير الإحصائيات إلى أن المخيم يسكنه أكثر من 36 ألف لاجئ مسجل، بحسب "الأونروا"، ومعظم سكانه ينحدرون أصلًا من دير القاسي وألما النهر والقرى الأخرى في شمال فلسطين. ويُعرف أن الفرص الوظيفية فيه محدودة للغاية، حيث يعمل معظم السكان في الزراعة والإنشاءات.

وقد تأثر المخيم بشدة خلال الحرب الأهلية اللبنانية، خصوصًا بين أعوام 1982 و1987، حيث تعرض ما يقرب من 600 مسكن إلى التدمير الكلي أو الجزئي، وتم تهجير أكثر من خمسة آلاف لاجئ كانوا يقطنون المخيم.

يجدر الذكر أنه يوجد في الجنوب اللبناني خمسة مخيمات رئيسية تؤوي آلاف اللاجئين الفلسطينيين، وهي عين الحلوة والمية ومية في صيدا، والرشيدية والبص والبرج الشمالي في صور، بالإضافة إلى عدد من التجمعات الفلسطينية التي يسكنها عشرات الآلاف من اللاجئين.