أفاد المسؤول الهولندي ليكس تاكينبرغ، الذي أمضى 31 عامًا في مناصب قيادية داخل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في تصريح لـ"وكالة الأناضول"، بأن الهجمات الإسرائيلية ضد الوكالة تمثل جزءًا من استراتيجية تهدف إلى "محو وجود الشعب الفلسطيني وتاريخه".
تاكينبرغ، الذي أمضى 10 سنوات في غزة وألّف كتاب "اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي" بالشراكة مع المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن فلسطين فرانشيسكا ألبانيز، أوضح أن علاقة إسرائيل مع الأونروا اتسمت بالمشكلات دائمًا، لا سيما منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة.
وصرّح قائلًا: "كانت إسرائيل تسعى لاستمرار الأونروا في تقديم الخدمات للفلسطينيين، إدراكًا منها بأنها ستكون مُلزمة، كقوة محتلة، بتحمل مسؤولية توفير تلك الخدمات بنفسها".
كما أكّد أن اتهامات إسرائيل لموظفي الأونروا ليست جديدة، مشيرًا إلى أن الأزمة الأولى بدأت بزعم وجود عناصر معادية للسامية في "الكتب المدرسية المصرية والأردنية المستخدمة في مدارس الأونروا".
وأوضح أنه خلال سنوات عمله، زعمت إسرائيل أن موظفي الأونروا في غزة والضفة الغربية متورطون في أعمال إرهابية.
"أهل #غزة محرومون من الأساسيات بما في ذلك الطعام اللازم لبقائهم على قيد #الحياة".#لازاريني #أونرواhttps://t.co/3P9DKfpDc2
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) November 9, 2024
وأشار تاكينبرغ إلى أن الهجمات الموجهة ضد الأونروا يقودها التيار اليميني المتطرف والسياسيون في الحكومة الإسرائيلية الحالية، مبينًا أن هذه الهجمات تصاعدت بشكل ملحوظ بعد تولي الحكومة الجديدة مهامها، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف: "في اليوم نفسه الذي أصدرت فيه محكمة العدل الدولية قرارها المؤقت الأول بشأن قضية الإبادة الجماعية، زعمت إسرائيل تورط عدد من موظفي الأونروا في هجمات 7 أكتوبر".
أكد تاكينبرغ أن اليمين المتطرف في إسرائيل يرى الأونروا رمزًا لمسؤولية المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية، ويستهدفها ضمن مساعٍ تهدف إلى محو الشعب الفلسطيني وتاريخه ومؤسساته.
وأوضح أن الوكالة، التي تضم 30 ألف موظف، تعد مزودًا أساسيًا للخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية، كما تتحول مدارسها إلى ملاجئ خلال الصراعات.
وقال: "الأونروا هي أيضًا رمز لحقوق اللاجئين الفلسطينيين التي لم تُعطَ لهم، والتي يقع حق العودة في جوهرها، إضافة إلى حق تقرير المصير وحق التعويض".
وأشار إلى القلق الأوروبي من انهيار الأونروا وما قد يسببه ذلك من أزمة لاجئين جديدة في المنطقة. ولفت إلى أن الوكالة طلبت من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن حماية سلطتها وموظفيها وعملياتها من الهجمات الإسرائيلية.
وأكد أن إسرائيل لا تستهدف الأونروا فحسب، بل تستهدف جميع مؤسسات الأمم المتحدة.
يُذكر أن إسرائيل أعلنت، بداية الشهر الجاري، إنهاء اتفاقية تشغيل وكالة الأونروا، التي تعمل منذ عام 1967، بدعوى سيطرة حماس على الوكالة وعدم اتخاذ الأمم المتحدة إجراءات لمواجهة ذلك. وردت الأمم المتحدة بأن الوكالة أساسية ولا يمكن الاستغناء عنها، محذّرة من أن إسرائيل ستكون مسؤولة عن توفير الخدمات الأساسية للفلسطينيين في حال تطبيق القرار.