26-أبريل-2024
طلاب معتصمون في جامعة نيويورك تضامنًا مع غزة

من حراك الطلاب (الترا صوت)

أعلن طلاب جامعة مدينة نيويورك "City University of New York"، يوم الخميس، انضمامهم إلى حملة تعم البلاد للتخييم والاعتصام ضمن الحرم الجامعي لكلية المدينة "City College" تضامنًا مع غزة، ومقاومتهم الإخلاء القسري.

الطلاب الذين يقدر عددهم بحوالي الـ500، نصبوا خيامهم ضمن الساحة الرئيسية للكلية الموجودة ضمن حي هارليم منذ ساعات مبكرة يوم أمس الخميس، وأعلنوا أنهم لن يُزيلوا خيامهم حتى ترضخ إدارة الجامعة لمطالبهم بمقاطعة إسرائيل. كما تعرضوا لمحاولات إخلاء قسرية من قِبل الشرطة، لكنها باءت بالفشل بعد قيام الطاقم التدريسي المشارك بالاعتصام بمنع حدوث ذلك، ليستمر التخييم ليلًا رغم البرد الشديد.    

هذا التخييم هو الأول ضمن جامعة مدينة نيويورك العامة، وجاء بعد أكثر من أسبوع من الحراك الطلابي في كل من جامعتي كولومبيا "Columbia University" ونيويورك "New York University" الخاصتين، ضمن حراك عام في عموم الجامعات الأميركية.

أعلن الطلاب أنهم لن يُزيلوا خيامهم حتى ترضخ إدارة الجامعة لمطالبهم بمقاطعة إسرائيل

وجاء هذا بعد أن أسفر التخييم في جامعة كولومبيا العريقة عن مواجهات عنيفة مع الشرطة، واعتقال ما لا يقل عن 100 شخص يوم الخميس الفائت، بعد أن أُزيلت خيامهم بالقوة. وحصل شيء مماثل في جامعة نيويورك الخاصة، حيث تم اعتقال أكثر من 120 شخصًا يوم الإثنين الماضي بعد قمع ومواجهات عنيفة.

ويعتقد كثيرون أن الرد العنيف من الشرطة جاء بتوجيهات خاصة من أريك آدامز، عمدة مدينة نيويورك الذي يحسب على التيار المحافظ والموالي للشرطة. وأيضًا بإيعاز من حاكم ولاية نيويورك كاثي هوكل، وكلاهما يريدان الحصول على أصوات داعمي إسرائيل في المدينة والولاية.

انضمام جامعة مدينة نيويورك إلى الحملة ذو أهمية خاصة لأن الجامعة العامة هي من أكبر الجامعات في الولايات المتحدة، ويقدر تعداد طلابها بأكثر من 240 ألف طالب موزعين على أكثر من 25 كلية. ولأن طلابها من الطبقات الفقيرة والكادحة، فإن الحراك الطلابي فيها ذو زخم خاص.

قالت حديقة آرزو (Hadeeqa Arzo)، وهي ناشطة وطالبة من أصل باكستاني، 20 سنة، أن مقاطعة إسرائيل هو المطلب الرئيسي للمعتصمين، وأضافت أنها لا تريد المشاركة بقتل الفلسطينيين، فهي تعلم أن ضرائبها تذهب لتمويل إسرائيل والإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة حاليًا.

وتابعت قائلةً إن الطلاب الداعمين لفلسطين يتعرضون للتضييق في الجامعة، لكنها تعتبر التضييق وسام شرف تلبسه بكبرياء، وهي ترغب في أن تُصدر إدارة الجامعة بيانات تضامن مع الفلسطينيين، وأخرى تشجب كراهية المسلمين والعرب، كما فعلت سابقًا بشجب كراهية اليهود.

وأكملت: "إذا قامت الجامعة بفصلي، سأتقبل ذلك برحابة صدر لأن الجيش الإسرائيلي قام بقصف كل الجامعات الموجودة بغزة، وأقل ما يمكن أن أفعله هو التضامن مع الضحايا".

أماليا مايورغا (Amalia Mayorga)، 27 عامًا، انضمت بدورها للاعتصام لأنها تعلم جيدًا أن الخير الذي نزرعه بنشر المحبة بين الناس سيتم قطافه لأجيال قادمة.

وقالت مايورغا، كانت طالبة في جامعة كولومبيا ووالدها يعمل في كلية المدينة، إنه في كل مرة تُرتكب فيها انتهاكات في فلسطين، فهذا يعني أن حقوق الإنسان تتقهقر في العالم.

وأضافت أن التعامل الشديد لإدارة جامعة كولومبيا والرد العنيف لشرطة مدينة نيويورك مع المعتصمين، هو دليل على أن الجامعة أضحت شركة بأيدي الصهيونيين، كما أعربت عن شعورها بالعار من جامعة كولومبيا.  

وأكملت: "لب ما يجري في هذه الجامعة هو المحبة. فأنا لم أعرف أناسًا أطيب من المسلمين، وفي الوقت نفسه أرفض تمامًا القول إن اليهودية والصهيونية شيء واحد، وهذا ليس صحيحًا. بإمكاني عندما آتي لهذا المكان أن أرى الحب المتبادل بين طائفتين تتشاركان التقاليد وكذلك المحبة".