مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي لحملة الإبادة الجماعية التي يرتكبها في قطاع غزة، اضطر مئات الآلاف من سكان محافظة رفح على التوجه إلى مناطق مواصي خانيونس والأحياء الغربية من المحافظة، ما حصرهم في شريط ضيق يفتقر لأدنى مقومات الحياة.
وحسب وسائل إعلام فإن هذا الشريط الضيق أصبح مكتظًا عن آخره بالنازحين، والذين نصبوا خيام بدائية من أقمشة وأكياس بلاستيكية، وهذه حالة المحظوظ منهم، فالكثير منهم ما زال وعائلته يباتون في العراء، وسط ظروف إنسانية صعبة، وندرة لمياه الشرب.
اضطر مئات الآلاف من سكان محافظة رفح على التوجه إلى مناطق مواصي خانيونس والأحياء الغربية من المحافظة، ما حصرهم في شريط ضيق يفتقر لأدنى مقومات الحياة.
وذكرت المصادر أن من أكثر المشكلات التي تواجه النازحين هو شح المياه في خانيونس المدمرة، فالحصول على جالون مياه حسب أحد المواطنين يكلّف عائلة كاملة الوقوف لساعات من أجل تحصيل ما يعادل جالونين سعتهما الإجمالية 35 لترًا، بحيث تكون حصة الفرد اليومية لا تتجاوز 4 لترات، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى لاستهلاك الفرد وفق المنظمات الأممية.
واستعرضت شهادات لمواطنين حول وضع المياه، فالمياه هذه لا تصلح للشرب في أغلب الأحيان وتتسم بالملوحة، ومخصصة لتدبير الأمور المنزلية، والهمّ الأكبر للنازحين حاليًا هو تحصيل مياه الشرب المحلاة، والتي تصل عبر شاحنات على فترات متباعدة زمنيًا. حيث يذهب بعض النازحين للبحر من أجل الاستحمام وغسل الملابس، في مشهد يلخّص معاناتهم من أجل الحصول على المياه.
كلّ ذلك يحدث مع دمار طال كلّ شيء، ومن ضمنه شبكات المياه والكهرباء، فلا يوجد مصادر طاقة لشحن البطاريات للإنارة ليلًا، وكلّ شيء نادر، الطعام والمياه والكهرباء، وأكثر ما يتواجد هو آلاف النازحين المكتظين بحثًا عن قطرة ماء.
وسائل إعلام عرضت شهادات لبعض النازحين، والذين نوّهوا إلى خطورة الوضع الحالي من النواحي الصحية، فالحياة صعبة هماك، والاكتظاظ بمخيمات النزوح لا يبشر بالخير حسب تعبير أحد النازحين، وسط نقص للخدمات وشح المياه ونفاذ مواد التنظيف، بات النازحون على موعد مع موجات جديدة من الأوبئة والأمراض، قد تفتك بهم.
أزمة أخرى يعاني منها النازحون في مواصي خانيونس، وهي تراكم النفايات الصلبة، وهو ما يؤدي لانتشار البعوض والحشرات، خاصة مع شحّ المياه، وعدم توفر مواد التنظيف.